أخبار أميركاأميركا بالعربيتقارير

تعرّف على محاولات الاغتيال التي استهدفت رؤساء أمريكا والمرشحين للرئاسة

أعادت محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب أمس السبت إلى الأذهان مشاهد عدة مماثلة شهدها التاريخ الأمريكي منذ تأسيس الأمة في عام 1776.

فلم تكن محاولة اغتيال ترامب الفاشلة في بنسلفانيا، أول محاولة من هذا النوع في تاريخ الولايات المتحدة، بل هناك قائمة طويلة من الرؤساء، والرؤساء السابقين، والمرشحين للرئاسة، الذين تعرضوا لهجوم بإطلاق النار ومحاولات لاغتيالهم.

محاولات اغتيال ناجحة

ووفقًا للوقائع التاريخية فقد شهدت الولايات المتحدة الأمريكية 5 محاولات اغتيال ناجحة، راح ضحيتها 4 رؤساء كانوا على رأس مهام عملهم، بينما تم اغتيال مرشح رئاسي واحد خلال حملته الانتخابية، وهم كالتالي:

أبراهام لينكولن

كان أبراهام لينكولن، الرئيس السادس عشر، أول رئيس أمريكي يموت خلال عملية اغتيال، حيث أصيب برصاصة في مؤخرة رأسه أطلقها عليه جون ويلكس بوث، في 14 أبريل/نيسان 1865، بينما كان هو وزوجته، ماري تود لينكولن، يحضران عرضًا خاصًا للمسرحية الكوميدية ​​”ابن عمنا الأمريكي” في مسرح فورد في واشنطن العاصمة.

وتم نقل لينكولن بعد تعرضه للحادث إلى منزل يقع في الشارع المقابل للمسرح لتلقي العلاج الطبي، وتوفي في صباح اليوم التالي، وخلفه في المنصب نائب الرئيس أندرو جونسون.

وقد ذُكِر دعم لينكولن لحقوق السود كدافع وراء مقتله. فقبل عامين من الاغتيال، وخلال الحرب الأهلية التي اندلعت بسبب العبودية، أصدر لينكولن إعلان تحرير العبيد الذي منح الحرية للعبيد داخل الكونفدرالية.

وكان القاتل جون ويلكس بوث، ممثل في المسرحية التي حضرها لينكولن في تلك الليلة، وهو متعاطف مع الجنوب. وفر بوث من مكان الحادث، وأصيب بالرصاص عندما تم القبض عليه بعد أسابيع في فرجينيا، في 26 أبريل 1865، بعد العثور عليه مختبئًا في حظيرة بالقرب من بولينج جرين.

جيمس غارفيلد

كان جيمس غارفيلد، الرئيس العشرين، ثاني رئيس أمريكي يتم اغتياله، وحدث ذلك بعد ستة أشهر من توليه منصبه. حيث تم إطلاق النار عليه النار عندما كان يسير في محطة قطار في واشنطن العاصمة في الثاني من يوليو عام 1881، لركوب قطار متجه إلى نيو إنجلاند.

ووقتها حاول ألكسندر غراهام بيل، مخترع الهاتف، دون جدوى العثور على الرصاصة التي استقرت في صدر غارفيلد باستخدام جهاز صممه خصيصًا للرئيس. وظل الرئيس الجريح ملقى في البيت الأبيض لعدة أسابيع لكنه توفي متأثرًا بجراحه في شهر سبتمبر بعد نقله إلى شاطئ نيوجيرسي.

وكان غارفيلد وقتها قد شغل منصبه لمدة ستة أشهر فقط، وخلفه في المنصب نائب الرئيس تشيستر آرثر.

وتمت عملية اغتيال غارفيلد على يد تشارلز غيتو، وهو مؤيد سابق ساخط يعاني من مرض عقلي، وكان غاضبًا لعدم حصوله على وظيفة في إدارة غارفيلد، ليدان بعدها غيتو ويتم إعدامه شنقًا في يونيو 1882.

ويليام ماكينلي

أطلق النار على ويليام ماكينلي، الرئيس الخامس والعشرون، بعد إلقائه خطابًا في بوفالو، نيويورك، في السادس من سبتمبر 1901.

وكان ماكينلي يظهر في معرض “بان أميريكان” ويصافح أشخاصًا يمرون عبر صف الاستقبال عندما أطلق الفوضوي، ليون كولغوش، رصاصتين على صدره من مسافة قريبة.

وبعد الحادث بقي ماكينلي لعدة أيام في بوفالو، وتوقع الأطباء أن يتعافى، لكن الغرغرينا أصابته بعد ذلك حول الجروح الناجمة عن الرصاص، وتوفي متأثرا بجراحه في 14 سبتمبر/أيلول 1901، بعد 6 أشهر من توليه ولايته الثانية، وخلفه في المنصب نائب الرئيس ثيودور روزفلت.

واعترف القاتل كولغوش، وهو عاطل عن العمل ومقيم في ديترويت، ويبلغ من العمر 28 عامًا، بإطلاق النار. وأدين في المحاكمة وتم إعدامه على الكرسي الكهربائي في 29 أكتوبر 1901.

جون كينيدي

قُتل جون إف كينيدي، الرئيس الخامس والثلاثون، على يد القناص، لي هارفي أوزوالد، أثناء زيارته لدالاس في نوفمبر 1963 مع السيدة الأولى جاكلين كينيدي.

ووقع الحادث بينما كان كيندي وزوجته يستقلان سيارة ليموزين مفتوحة السقف، حيث دوى صوت إطلاق النار بينما كان موكب الرئيس يمر عبر ديلي بلازا في وسط مدينة دالاس.

وأصيب كينيدي برصاصة قاتلة أطلقت من بندقية عالية الطاقة، وتم نقله إلى مستشفى باركلاند ميموريال، حيث توفي بعد فترة وجيزة، وخلفه في المنصب نائب الرئيس ليندون جونسون، الذي أدى اليمين الدستورية في غرفة مؤتمرات على متن الطائرة الرئاسية. وهو الرئيس الوحيد الذي أدى اليمين الدستورية على متن طائرة.

وبعد ساعات من الاغتيال، ألقت الشرطة القبض على لي هارفي أوزوالد، وهو متعاطف مع السوفييت، بعد العثور على مكان مخصص لقناص في مبنى قريب، وهو مستودع الكتب المدرسية في تكساس.

وبعد يومين، كان أوزوالد يُنقل من مقر الشرطة إلى سجن المقاطعة عندما اندفع مالك ملهى دالاس الليلي جاك روبي إلى الأمام وأطلق النار على أوزوالد ما أدى إلى وفاته.

اغتيال مرشح رئاسي

فيما نجحت محاولة اغتيال مرشح رئاسي واحد، وهو روبرت كينيدي، شقيق الرئيس جون كينيدي، الذي اغتيل قبله بخمس سنوات، وكان روبرت عضوًا في مجلس الشيوخ عن نيويورك، ويسعى للترشح لرئاسة الولايات المتحدة.

وقد تم إطلاق النار على روبرت كينيدي في فندق أمباسادور في لوس أنجلوس بعد لحظات من إلقائه خطاب النصر بعد فوزه في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في كاليفورنيا عام 1968.

وقتل روبريت في الحادث على الفور وأصيب 5 أشخاص آخرين، ولا يزال قاتله، سرحان سرحان، في السجن في كاليفورنيا، بعد رفض التماسه الأخير للإفراج عنه العام الماضي.

ويشار إلى أن روبرت ف. كينيدي الابن هو مرشح مستقل لسباق الرئاسة الأمريكية هذا العام، وينافس ترامب وبايدن على الرئاسة في انتخابات الخامس من نوفمبر المقبل.

الناجون من محاولات الاغتيال

وهناك العديد من الرؤساء أو الرؤساء السابقين والمرشحين للرئاسة الذين تعرضوا لمحاولات اغتيال، لكنهم نجوا منها بأعجوبة وهم:

أندرو جاكسون

في فترة ما قبل الحرب الأهلية، تعرض الرئيس أندرو جاكسون لمحاولة اغتيال من خلال إطلاق النار عليه أثناء حضوره جنازة في مبنى الكابيتول. وبالفعل حاول المسلح حينها إطلاق النار مرتين على جاكسون، لكن البندقية تعطلت، ونجا الرئيس بأعجوبة.

ثيودور روزفلت

كان الرئيس السابق ثيودور روزفلت، مثل ترامب، يحاول استعادة وظيفته القديمة والعودة للبيت الأبيض خلال حملة عام 1912. حيث كان قد خدم في السابق فترتين كرئيس، وكان يترشح مرة أخرى كمرشح حزب ثالث.

وتم إطلاق النار عليه وهو في طريقه لإلقاء خطاب في ميلووكي على يد مالك حان. وقال روزفلت في وقت لاحق إن نسخة مطوية من خطابه المؤلف من 50 صفحة التي كانت في جيبه مع حافظة النظارات المعدنية قد ساعدت في إنقاذه وعملت على إبطاء الرصاصة ومنعها من التعمق في جسده واختراقه بشكل مميت، لكن الرصاصة بقيت في جسده لبقية حياته.

ولم يتعرض روزفلت لأذى خطير، وألقى خطابه لاحقا رغم ما حدث، بينما تم القبض على جون شرانك، الذي قام بمحاولة الاغتيال، وقضى بقية حياته في المستشفيات العقلية.

فرانكلين روزفلت

كان فرانكلين دي روزفلت، الرئيس الثاني والثلاثون، رئيساً منتخباً عندما أطلق قاتل محتمل النار عليه في ميامي عام 1933.

وكان روزفلت، الرئيس المنتخب في ذلك الوقت، قد ألقى للتو خطابا في ميامي من داخل سيارة مكشوفة عندما سمع إطلاق نار، ولم يُصب روزفلت بأذى في الحادثة التي وقعت في فبراير/شباط عام 1933،

حيث أخطأه مطلق النار، جوسيبي زانغارا، لكنه قتل عمدة شيكاغو أنطون سيرماك، وأدين بعد ذلك وتم إعدامه صعقا بالكهرباء.

هاري ترومان

تعرّض هاري ترومان، الرئيس الثالث والثلاثون، الذي تولى الرئاسة بعد وفاة روزفلت، لإطلاق نار من جانب القوميين البورتوريكيين. وكان ترومان يقيم في بلير هاوس، على الجانب الآخر من الشارع من البيت الأبيض، عندما اقتحم مسلحان المكان في نوفمبر/تشرين الثاني 1950.

ولم يصب ترومان بأذى، لكن شرطيًا من البيت الأبيض وأحد المهاجمين قُتلا في تبادل لإطلاق النار. كما أصيب شرطيان آخران من البيت الأبيض.

وتم القبض على مطلق النار، أوسكار كالازو، وحُكم عليه بالإعدام. وفي عام 1952، خفف ترومان الحكم إلى السجن مدى الحياة. وتم إطلاق سراحه من السجن في عام 1979 من قبل الرئيس جيمي كارتر.

جورج والاس

تم إطلاق النار على حاكم ألاباما جورج والاس، وهو من دعاة الفصل العنصري، والذي كان يترشح للرئاسة للمرة الثالثة في عام 1972، بعد حملة انتخابية خارج واشنطن العاصمة.

وكان والاس يسعى للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لمنصب الرئاسة، عندما تعرض لإطلاق نار أثناء توقفه في حملة انتخابية بولاية ماريلاند، وهي الحادثة التي أدت إلى إصابته بالشلل من الخصر إلى الأسفل.

وكان والاس معروفًا بآرائه العنصرية، التي تخلى عنها فيما بعد، حيث جعله الحادث يعيد التفكير في سياساته. وأُدين آرثر بريمر بإطلاق النار على والاس، وحُكم عليه بالسجن، وأُطلق سراحه في عام 2007.

جيرالد فورد

واجه جيرالد فورد، الرئيس الثامن والثلاثون، محاولتي اغتيال في تتابع سريع في عام 1975، ولم يصب بأذى في أي من الحادثتين.

في المحاولة الأولى، كان فورد في طريقه إلى اجتماع مع حاكم كاليفورنيا في ساكرامنتو، عندما تم اعتراض لينيت “سكويكي” فروم، وهي من أتباع زعيم الطائفة تشارلز مانسون، قبل أن تتمكن من إطلاق النار عليه.

وتم إلقاء القبض على فروم عندما اندفعت عبر حشد من الناس في الشارع، وأخرجت مسدسًا نصف آلي ووجهته نحو فورد، لكن المسدس لم يطلق النار. وحُكم عليها بالسجن، وأُطلق سراحها في عام 2009.

وبعد مرور 17 يومًا فقط، أطلقت امرأة أخرى تدعى سارة جين مور النار على فورد خارج فندق في سان فرانسيسكو، وأطلقت مور رصاصة واحدة، لكنها أخطأت الهدف، وأمسك أحد المارة بذراعها عندما حاولت إطلاق رصاصة ثانية، وتم القبض عليها وإرسالها إلى السجن، وأُطلق سراحها في عام 2007.

رونالد ريغان

تم إطلاق النار على رونالد ريغان، الرئيس الأربعين، في مارس من عام 1981 خارج فندق هيلتون في واشنطن العاصمة، حيث كان ريغان يغادر الفندق بعد إلقائه خطابًا، ويتجه نحو موكبه، عندما أطلق عليه النار من قبل جون هينكلي جونيور، الذي كان ضمن الحشد.

 تعافى ريغان من حادث إطلاق النار، كما أصيب ثلاثة أشخاص آخرين في الحادث، من بينهم السكرتير الصحفي الخاص به، جيمس برادي، الذي أصيب بالشلل جزئيًا نتيجة لذلك، وأصبح فيما بعد ناشطًا في مجال السيطرة على الأسلحة.

تم القبض على جون هينكلي، مطلق النار على ريغان، وتم احتجازه في مستشفى للأمراض العقلية، بعد أن وجدته هيئة المحلفين غير مذنب في إطلاق النار على ريغان، بسبب إصابته بالجنون. وقضى في المستشفى عقوداً من الزمن، وتم إطلاق سراحه في عام 2022 بموجب أمر من المحكمة، بعد أن قرر القاضي أنه “لم يعد يشكل خطرًا على نفسه أو على الآخرين”.

جورج دبليو بوش

كان بوش الابن، الرئيس الثالث والأربعون، يحضر تجمعًا جماهيريا في تبليسي عام 2005 مع الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي عندما تم إلقاء قنبلة يدوية تجاهه.

وكان الرجلان خلف حاجز مضاد للرصاص عندما سقطت القنبلة الملفوفة بقطعة قماش على بعد حوالي 100 قدم. ولم تنفجر القنبلة ولم يصب أحد بأذى. وأدين فلاديمير أروتيونيان في الحادث، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.

باراك أوباما

تم اتهام أوسكار راميرو أورتيغا، من ولاية أيداهو، بمحاولة اغتيال الرئيس السابق باراك أوباما، عندما أطلق النار على البيت الأبيض في عام 2011.

وكان أورتيغا، 22 عامًا، قد توجه من مقر إقامته في أيداهو إلى مقر الرئاسة بالعاصمة واشنطن، حيث أطلق في 11نوفمبر/ تشرين الثاني 2011 ثماني رصاصات على الأقل باتجاه البيت الأبيض الذي كان يومها خاليا من الرئيس وأسرته.

وبعد خمسة أيام من الواقعة، اعتقلت السلطات الشاب وأخضعته لفحوصات عقلية ونفسية أثبتت أهليته الجنائية، وبناء عليه وجهت إليه في يناير/ كانون الثاني 2012 تهمة محاولة اغتيال الرئيس.

وعُرف عن هيرنانديز كراهيته لأوباما وواشنطن، وفق ما ذكرت تقارير إعلامية، إذ أنه كان يضع الرئيس بمنزلة “الشيطان” و”المسيح الدجال”. ووفق اللائحة الاتهامية فإن هيرنانديز كان يعتبر نفسه “يسوع العصر الجديد” و”فارس الرب” وكان يعتبر الرئيس أوباما “شيطانا ينبغي التخلص منه”.

المصدر: شبكة CNN، وكالة “أسوشيتد برس

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى