إسرائيل ترتكب مجزرة جديدة بمدرسة تؤوي نازحين وتهدد بإفشال المفاوضات
أدانت حركة حماس المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلية اليوم الثلاثاء في مدرسة تؤوي نازحين في خان يونس جنوبي قطاع غزة، وأدت إلى مقتل 29 فلسطينيا على الأقل وجرح 50 آخرين.
وقالت الحركة، في بيان لها، إن قصف المدرسة يعد إمعانًا إسرائيليا بحرب الإبادة، وتأكيدًا على مضي الاحتلال في جرائم القتل غير آبه بعواقب جرائمه، ولا بالقوانين والمعاهدات التي وُضعت لحماية المدنيين في الحروب.
وكان الطيران الإسرائيلي قد قصف اليوم بوابة مدرسة العودة التي تؤوي نازحين في خان يونس، كما استهدف خيامًا لعائلة أبو دقة قرب مدرسة المتنبئ بمنطقة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس.
وأسفر القصف عن مقتل 29 شخصا وإصابة 50 آخرين على الأقل، وفق وزارة الصحة في غزة. ونشر ناشطون فلسطينيون مشاهد مروعة من المجزرة الإسرائيلية في بلدة عبسان الكبيرة تظهر نقل جثامين شهداء، تحول بعضها إلى أشلاء.
إفشال المفاوضات
وتأتي المجزرة الإسرائيلية عشية استضافة العاصمة القطرية الدوحة جولة جديدة من المفاوضات بين حركة حماس وإسرائيل بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وعقد صفقة لتبادل الأسرى.
وقال خبراء ومحللون لقناة “الجزيرة” إن التصعيد الإسرائيلي في عبسان وغيرها من المدن -خاصة في شمال وجنوب قطاع غزة– يهدف إلى تعطيل الصفقة المحتملة لوقف إطلاق النار.
وقال الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية سعيد زياد إن الاحتلال يقوم بالتصعيد قبل كل جولة مفاوضات، في محاولة منه للنيل من معنويات المواطن الغزي والضغط على المقاومة حتى تقدم تنازلات، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يريد الصفقة، إلى جانب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.
كما أكد الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى أن القصف الإسرائيلي المكثف على مناطق غزة هو جزء من عملية تعطيل الصفقة. وأشار إلى أن نتنياهو يستعمل الأسلوب نفسه في كل جولات التفاوض، حيث يطلق تصريحات تتناقض مع فلسفة المباحثات، ولا يمنح التفويض الكامل للوفد الإسرائيلي، ويحوّل التفاصيل الخاصة بالمفاوضات إلى قضايا جوهرية.
ورغم أنه بعث وفدا للمشاركة في الجولة الحالية من المفاوضات فإنه لم يمنحه التفويض الكامل، مما يعني أنه يحاول كسب الوقت لعرقلة عملية التوصل إلى صفقة لحين إلقاء خطابه أمام الكونغرس الأميركي في 24 يوليو الجاري.
فيما أكد الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا أن نتنياهو يسعى إلى ضرب المفاوضات، وسيكون خاسرا في كل الأحوال، سواء وافق على الصفقة أو استمر في حربه على قطاع غزة، وقال إنه بعد 9 أشهر من الحرب لم يحقق الأهداف التي وضعها، وهي تدمير حركة حماس وبنيتها التحتية وتخليص الأسرى.
وقال حنا إن جيش الاحتلال يستولي اليوم على ما يقارب 25 إلى 26% من مساحة قطاع غزة، وإن نتنياهو ربما يسعى إلى مشروع معين في القطاع الفلسطيني، خاصة في ضوء التصعيد على 5 جبهات في غزة، ووضعه الخطوط الحمر المتعلقة بعد التخلي عن محور فيلادلفيا ومحور نتساريم، وعدم السماح لمقاتلي المقاومة بالذهاب إلى المنطقة الشمالية من غزة، بالإضافة إلى تمسكه بعودة الحرب بعد المرحلة الأولى في أي وقت يريده.
وذكّر حنا بما أوردته صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مساع إسرائيلية لعزل الغزيين عن المقاومة وإنشاء “فقاعات إنسانية، وبعدها التعامل مع المقاومة على فترات طويلة قد تدوم سنتين، وهو ما جعل أحد أهم القادة العسكريين في جيش الاحتلال يقول إنه في خان يونس وحدها يستلزم ما يقارب سنتين لتدمير الأنفاق.