أخبار

كير ستارمر رئيساً لوزراء بريطانيا بعد فوز ساحق لحزب العمال وسوناك يعترف بالهزيمة

أعلن قصر باكنغهام تعيين زعيم حزب العمال، كير ستارمر، رئيساً لوزراء بريطانيا بعد فوز حزبه بأغلبية مقاعد مجلس العموم البريطاني، وتعهد ستارمر بالبدء فورا في صنع التغيير الذي تعهد به خلال حملته الانتخابية.

ووفقًا لموقع “بي بي سي” فقد حقق حزب العمال فوزًا ساحقا في الانتخابات العامة في بريطانيا، بعدما اكتسح مئات المقاعد في جميع أنحاء البلاد وأنهى 14 عامًا من سيطرة المحافظين على السلطة.

وتمثل النتيجة انعكاسًا مذهلاً لحظوظ الحزب، ففي عام 2019، بقيادة السياسي اليساري المخضرم جيريمي كوربين، عانى حزب العمال من أسوأ هزيمة انتخابية منذ قرن تقريبا.

ووصف روبرت باكلاند، الوزير المحافظ السابق الذي فقد مقعده، الأمر بأنه “كارثة انتخابية” بالنسبة للمحافظين. ويُعتقد أن تكون هذه أسوأ نتيجة للحزب منذ ما يقرب من 200 عام، مع توقع أن تبدأ معركة حول اتجاهات الحزب المستقبلية في الأيام المقبلة.

ويضم مجلس العموم البريطاني 650 نائبًا أو عضوا في البرلمان، ويمثل كل من “مقاعدهم” دائرة انتخابية فردية أو منطقة في مكان ما من البلاد.

وحصد حزب العمال 412 مقاعد، بينما انخفضت مقاعد حزب المحافظين إلى 121 مقعدًا فقط، وحصل حزب الديمقراطيين الأحرار على 71 مقعدًا.

وحصل حزب الإصلاح، الذي أُنشئ في بادئ الأمر ليكون حزب البريكست (انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي)، على أربعة مقاعد.

تعد الأغلبية المتوقعة لحزب العمال البالغة 170 مقعدًا في مجلس العموم رقمًا هائلًا، ولكنها لا تزال أقل بقليل من الأغلبية التي حققها الحزب تحت قيادة توني بلير في انتخابات عام 1997، والتي بلغت 179 مقعدًا.

ولكن على الرغم من ذلك، فإن فوز المحافظين في انتخابات عام 2019 تحت قيادة بوريس جونسون، الذي يُنظر إليه على أنه أداء قوي للغاية جعلهم يحصلون على أغلبية 80 مقعدًا.

يُذكر أنه إذا حصل حزب ما على الأغلبية، فهذا يعني أنه لا يحتاج إلى الاعتماد على أحزاب أخرى لتمرير القوانين، فكلما كانت الأغلبية أكبر، كان الأمر أسهل.

هزيمة سوناك

واعترف ريشي سوناك، رئيس الوزراء المنتهية ولايته، بفوز حزب العمال، وقال إنه اتصل بستارمر لتهنئته. وعقب كلمته من أمام داونينغ ستريت التي غادرها لأخر مرة كرئيس للوزراء، توجه ريشي سوناك وزوجته نحو قصر باكينغهام لتقديم استقالته رسمياً من منصبه كرئيس للوزراء، معلناً أيضا عن عزمه التنحي زعامة حزب المحافظين “لكن ليس فوراً”.

وقال سوناك في كلمته: “لقد بذلت قصارى جهدي في هذه الوظيفة، لكنكم أرسلتم إشارة واضحة مفادها أن حكومة المملكة المتحدة يجب أن تتغير”، مؤكداً أنه يتحمل “المسؤولية عن الخسارة”.

وهنأ سوناك حزب العمال بفوزه في الانتخابات العامة، مشيراً إلى أنه واثق بأن رئيس حزب العمال كير ستارمر “سيبذل جهداً كبيراً في منصبه”، داعياً إلى “دعمه بقوة”.

وبصفته زعيما للحزب الذي حصل على ثاني أكبر عدد من من مقاعد البرلمان، سيصبح سوناك زعيماً للمعارضة – على الرغم من أنه لا يزال من غير المعروف ما إذا كان سيختار البقاء كرئيس لحزب المحافظين أم لا.

خطاب النصر

وفي خطاب النصر الذي ألقاه بعد دقائق من الفوز، وعد زعيم حزب العمال كير ستارمر “بالتجديد الوطني” وأنه سيضع “البلاد أولاً، والحزب ثانياً”.

وقال ستارمر في كلمة احتفالية، عقب إعلان فوزه بدائرة هولبورن وسانت بانكراس في وسط لندن، إنه سيعمل من أجل خدمة أبناء دائرته الانتخابية، سواء من صوّت له أو لم يصوّت لصالحه، وفق حديثه.

وأضاف: “لقد حان وقت التغيير الذي بدأ من هنا، هذه ديمقراطيتكم ومجتمعكم ومستقبلكم، وسأقاتل من أجل خدمتكم”.

وتابع “يبدأ التغيير في هذا المجتمع مع أولئك الذين اجتمعوا لجعل الحياة أفضل، لقد قمتم بالتصويت، وحان وقت تحقيق النتائج”.

وقدّم ستارمر شكره، لجميع المشاركين في عملية الفرز وزملائه المرشحين، معرباً عن تقديره في إعادة انتخابه ممثلاً عن هولبورن وسانت بانكراس.

من هو كير ستارمر؟

قاد كير ستارمر حزب العمال إلى فوز ساحق في الانتخابات العامة البريطانية 2024، وأصبح رسميًا رئيس الوزراء الجديد في المملكة المتحدة.

ووفقًا لموقع “بي بي سي” فقد صعد ستارمر إلى موقع زعامة العمال قبل أربع سنوت خلفاً لجيريمي كوربن، وعمل على التحول بدفة الحزب من خط كوربن الذي مثل أقصى اليسار لجعله أكثر وسطية من جديد، من أجل أن يصبح أكثر قابلية للانتخاب من الناخبين في المملكة.

وانتخب كير ستارمر كنائب في البرلمان البريطاني في مرحلة غير مبكرة من حياته، عندما كان في الخمسينيات من عمره، بعد مسيرة مهنية لامعة كمحامٍ. ومع ذلك، كان لديه اهتمامٌ سياسي واضح وكان لديه أيضاً نزعة يسارية متطرفة في شبابه.

والتحق بمجلس العموم البريطاني في 2015 كنائب عن دائرة هولبورن وسانت بانكراس في لندن. وكان حزب العمال آنذاك على مقاعد المعارضة، خلف رئيس حزبهم، جيريمي كوربين، السياسي من أقصى اليسار.

عُهدت إلى ستارمر مهامُ وزارة الداخلية في حكومة الظل التي تشكلها المعارضة بغرض توجيه النقد للحكومة القائمة. وقد تولى ستارمر مراجعة وتقييم أداء الحكومة التنفيذية في مجالات مثل الهجرة ثم بعد تصويت المملكة المتحدة للخروج من الاتحاد الأوروبي، أصبح وزير حكومة الظل لشؤون “البريكسيت” أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

واستخدم ستارمر هذا المنصب للضغط من أجل إجراء استفتاء ثان في شأن البريكسيت. وحصل ستارمر على فرصته ليصبح زعيماً لحزب العمال بعد الانتخابات العامة لعام 2019.

وكانت نتائج تلك الانتخابات بمثابة الكارثة بالنسبة للحزب ــ فقد واجه أسوأ هزيمة منذ عام 1935 ــ الأمر الذي أجبر جيريمي كوربين على الاستقالة. وفاز السير كير بقيادة حزب العمال بأجندة يسارية ركزت على تأميم شركات خدمات الطاقة والمياه، وكفل تعليم جامعي مجاني.

وكان حزب العمال وقتها نتيجة إدارة جيريمي كوربين، يعاني انقساماً داخلياً واضحاً بين جناحين، دعاة اليسارالمتشدد أو الراديكالي ودعاة اليسار المعتدل.

وقال ستارمر إنه يريد توحيد الصفوف وتقريب التكتلين مع المحافظة على “راديكالية” السيد كوربين محذراً من الميل الشديد أيضا نحو الوسط.

ثم أعقب ذلك أن قرر ستارمر تعليق عضوية جيريمي كوربين في حزب العمال بسبب الخلاف حول التقرير الخاص بالتصدي لمعاداة السامية داخل الحزب خلال فترة قيادة كوربين الحزبية.

ويزعم كثيرون من معسكر اليسار المتشدد أن ستارمر كان يجري إعادة ترتيب للبيت الداخلي طويلة النفس للتأكد من أن الأعضاء المعتدلين فقط هم من سيتمكنهم الترشح للبرلمان.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى