بعد تكرار مسؤولين إسرائيليين التهديد به.. ما هو سلاح يوم القيامة؟

منذ بدء الحرب على غزة قبل نحو تسعة أشهر وفي مناسبات أخرى قبلها استخدم العديد من امسؤولين الإسرائيليين مصطلح “سلاح يوم القيامة” في التصريحات التي أطلقوها لتهديد أطراف مثل حماس أو حزب الله أو إيران، وهو ما أثار تساؤلات حول طبيعة هذا السلاح وخطورته وقدرته التدميرية.

ومؤخرًا نقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن مسؤول في صناعة الطيران قوله إن لدى إسرائيل القدرة على “كسر المعادلة” من خلال استخدام “أسلحة يوم القيامة”، وذلك في حال تعرضت لخطر وجودي من قبل دول المنطقة.

وقال يائير كاتس، رئيس مجلس العاملين في صناعة الطيران، أن اللجوء إلى “كسر المعادلة” سيأتي إذا قررت إيران واليمن وسوريا والعراق ودول الشرق الأوسط تصفية الحسابات مع إسرائيل، مؤكدا أن بلده لديها القدرة على استخدام “أسلحة يوم القيامة”.

وأشار كاتس إلى أن إسرائيل تتلقى مساعدات مهمة من حلفائها مثل أمريكا وبريطانيا وألمانيا، الذين يساعدونها في الجانب الاستخباراتي، ويبلغونها عن التحركات التي يمكن أن تعرضها للخطر، مشيرًا إلى أنه رغم أن إسرائيل لديها وسائل في الفضاء لتحديد هذه التهديدات بنفسها إلا أن مساعدة هذه الدول لها في هذا الجانب مهمة.

ولفت كاتس إلى الدور المهم الذي لعبه الحلفاء في مساعدة إسرائيل على التصدي للهجوم الإيراني عليها في 13 أبريل الماضي، مشيرا إلى أن المهندسين والعمال الإسرائيليين كانوا قد “استعدوا لهذا السيناريو لأسابيع عدة”.

وأضاف قائلًا: “لن أنسى أبدا كلمات الرئيس التنفيذي لصناعة الطيران في أعقاب الهجوم الإيراني بعد أن “أدركنا أننا قد تجاوزنا هذا الحدث بنجاح”، حيث قال: “لقد عملت منذ 30 عاما حتى هذه الليلة، إننا سعداء لأننا أنقذنا إسرائيل في يوم الاستقلال”.

ما هو سلاح يوم القيامة؟

ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” يرى مراقبون أن ما قصده كاتس بسلاح يوم القيامة هو استخدام السلاح النووي، مشيرين إلى أن عميحاي إلياهو، وزير التراث في حكومة نتنياهو، ومسؤولين متطرفين آخرين سبق وأن طالبوا باستخدام قنبلة نووية حقيقية في الحرب على غزة في نوفمبر الماضي.

وكانت نائبة الكنيست الإسرائيلي عن حزب الليكود، تالي غوتليف، قد دعت الجيش الإسرائيلي إلى استخدام السلاح النووي في غزة للانتقام من حماس.

وعبر حسابها على منصة إكس غردت غوتليف قائلة: “صاروخ أريحا! صاروخ أريحا! أحثّكم على القيام بكل شيء، واستخدام أسلحة يوم القيامة بلا خوف ضد أعدائنا، هذا رأيي.. فليحفظ الله قواتنا كلها”، مطالبة إسرائيل باستخدام كل ما في ترسانتها.

وصف خبراء دعوة غوتليف لاستخدام القوة النووية ضد قطاع غزة بـ”التطرّف وعدم الواقعية”، خاصة أن إسرائيل لم تتعرّض لـ”خطر وجودي” حتى الآن.

صواريخ أم قنابل؟

وأثار تحريض النائبة الإسرائيلية المحسوبة على حزب الليكود، الذي يترأسه نتنياهو التساؤل حول طبيعة صواريخ أريحا أو”يوم القيامة” التي تحدثت عنها.

وكان شريط فيديو مصور تم بثه العام الماضي قد أظهر منظومة صواريخ إسرائيلية جديدة تقول هيئة الأركان الإسرائيلية إنها ستغطي كافة الأراضي اللبنانية، وإنها مجهزة لمحاربة حزب الله اللبناني.

وسمحت الصناعات العسكرية الإسرائيلية في 11 يونيو 2023 بنشر تفاصيل ما أسمته بـ “سلاح يوم القيامة” الذي تعده لمحاربة حزب الله، وهو عبارة عن صاروخ أطلقت عليه اسم “الصقر المدمر”.

ووفقًا لموقع “روسيا اليوم” يبلغ مدى “الصقر المدمر” 300 كم، مما يجله قادرًا على تغطية كل بقعة في الأراضي اللبنانية تقريبًا.

ويعتبر الصاروخ الأكبر من نوعه الذي تنتجه الشركة الحكومية المذكورة “تاعس”، ويتم إطلاقه من على ظهر شاحنة، ويصيب هدفه بدقة متناهية ويدمره بقوة، ويمكن إطلاقه من البر والبحر على السواء.

وستدخل منظومة الصواريخ هذه ضمن منظومة الأمن الإسرائيلية، وقد يكون لها دور هام باعتبارها من الأسلحة الرخيصة والفعالة، بحسب خبراء الأسلحة الإسرائيليين.

بينما يشير تحليل نشرته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، إلى أن “سلاح يوم القيامة” المقصود به قنابل ذكية، مثل القنابل التي أوقفت أمريكا تسليم شحنة منها إلى إسرائيل مكونة من 1800 قنبلة زنة 900 كيلوغرامًا و1700 قنبلة زنة 225 كيلوغراما، بسبب المخاطر التي تهدد المدنيين إذا تم استخدامها في غزة.

وقال التحليل الذي كتبه آموس هاريل، أحد أبرز خبراء الإعلام الإسرائيليين في القضايا العسكرية والدفاعية، إن “سلاح يوم القيامة” يقصد به القنابل الثقيلة التي يصل وزنها لنحو 900 كيلوغراما الخارقة للتحصينات، والتي هدد الرئيس الأمريكي جو بايدن بوقف تسليمها لإسرائيل إذا اجتاحت قواتها مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وإذا لم تقدم خطة مقنعة لتأمين المدنيين في رفح.

وأشار إلى أن قلق المسؤولين الإسرائيليين من هذا التهديد الأمريكي لا يتعلق بالحرب على غزة، وإنما يتعلق بمخاوفهم من أن وقف شحنات الأسلحة الهجومية الامريكية إلى إسرائيل قد يؤدي إلى تراجع قدرات الجيش في الشمال، حيث الصراع مع حزب الله.

ووفقًا لموقع “الحرة” يرى هاريل أن “التوقف المؤقت لتزويد سلاح الجو بالذخائر سيعرقل قليلا جهود الحرب في غزة، لكن الاحتمال الأكثر خطورة هو أنه مع مرور الوقت سيكون له تأثير ضار على استعداد الجيش الإسرائيلي للحرب ضد حزب الله في لبنان”.

النووي الإسرائيلي

لكن معظم التحليلات تشير على أن التهديدات التي يطلقها مسؤولون إسرائيليون باستخدام سلاح يوم القيامة تشير إلى استخدام السلاح النووي، خاصة إذا تعرضت إسرائيل لتهديد وجودي ممن تعتبرهم أعداءها في المنطقة.

وبدأت إسرائيل بالتخطيط لامتلاك سلاح نووي منذ تأسيسها في عام 1948، وساعدتها فرنسا في إنشاء مفاعل “ديمونة”، وكان هدفه تخصيب اليورانيوم.

وتعتبر إسرائيل ضمن الدول النووية الـ9 في العالم، رغم أنها لا تعترف بامتلاك السلاح النووي مع 3 دول أخرى، هي الهند وباكستان وكوريا الشمالية. ويُبرّر عدم كشف إسرائيل عن أسرارها النووية بأنها غير موقعة على معاهدة منع الانتشار النووي.

وكانت أول مرة يتم الكشف فيها عن معلومات بشأن السلاح النووي الإسرائيلي في الثمانينيات، حين سرّب مهندس إسرائيلي كان يعمل في مفاعل “ديمونة” معلومات بشأنه. ويصنّف السلاح النووي الإسرائيلي بأنه واحد من أخطر ترسانات الأسلحة السرية. وتشير تقديرات إلى أن إسرائيل تملك 90 رأسًا حربيًا نوويًا.

وحول إمكانية استخدام إسرائيل للسلاح النووي قال المحلل السياسي الفلسطيني، نذار جبر، لموقع “سكاي نيوز عربية“، إن السلاح النووي الإسرائيلي لم يظهر نهائيا في أي معركة من معارك إسرائيل، وحتى التلويح به كان منعدمًا، ودائما ما تقول تل أبيب إنها لا تمتلك هذا السلاح.

وأشار إلى أن دعوات بعض المسؤولين الإسرائيليين لاستخدام السلاح النووي خلال الحرب على غزة هو نوع من التطرّف في التعامل مع الأزمة، نتيجة الغضب من الضربات التي تعرضت لها إسرائيل من جانب حركة حماس.

وأوضح جبر أن إسرائيل تستخدم فعليًا أسلحة محرّمة دوليا في حربها على غزة، ما تسبّب في حصيلة كبيرة لأعداد القتلى، لكن اللجوء لسلاح نووي لن يحدث إلا إذا فشلت وتعرضت لمزيد من الخسائر الكبيرة جدًا.

واستبعد الخبير العسكري المصري، جمال الرفاعي، استخدام إسرائيل سلاحًا نوويًا داخل غزة، مرجعًا ذلك إلى عدة أسباب منها أنه إذا استخدمت إسرائيل هذا السلاح، فستكون هي أول المتضررين لأنها تقع في نطاقه.

كما أن هذه ليست حربًا بين دولة ودولة أخرى لكي يتم التلويح فيها باستخدام النووي، فضلًا عن أن استخدام النووي يحتاج إلى تهديد وجودي، وهو ما لم يحدث حتى الآن.

وحول قدرات إسرائيل النووية، قال الرفاعي: “حتى اللحظة، من غير المعلوم قدراتها الحقيقية. هناك تقارير تقول بأن إسرائيل تمتلك 90 قنبلة، وأخرى تقول إنها تمتلك أكثر من 400، إلا أن المؤكد هو أن إسرائيل استفادت كثيرًا من الخبرات الأمريكية والأوروبية في هذا المجال”.

تعليق
Exit mobile version