أخبارأخبار العالم العربي

إطلاق سراح مدير مجمع الشفاء الطبي يكذّب مزاعم استخدام مستشفيات غزة لأغراض عسكرية

أطلقت إسرائيل، صباح اليوم الاثنين، سراح مدير مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، الدكتور محمد أبو سلمية، بعد أكثر من 7 أشهر من احتجازه، برفقة العديد من الكوادر الطبية التي اعتقلتها قوات الاحتلال من مستشفيات قطاع غزة.

ونقلت قناة “الجزيرة” عن مصادر قولها إن الجيش الإسرائيلي أفرج عن نحو 50 أسيرًا من غزة، بينم الدكتور أبو سلمية، وأنهم وصلوا إلى شرق منطقة القرارة بخان يونس جنوب القطاع.

وأبو سلمية طبيب أطفال فلسطيني بارز، تولى منصب المدير الطبي لمستشفى النصر عام 2007، ثم إدارة مستشفى الرنتيسي عام 2015، وبعدها أصبح مديرا لمستشفى الشفاء عام 2019 حتى اعتقاله.

وقال أبو سلمية في تصريحات للصحفيين بعد الإفراج عنه إن الأسرى الفلسطينيين يمرون بأوضاع مأساوية في سجون الاحتلال الإسرائيلي لم يشهدها الشعب الفلسطيني منذ عام 1948، بمن فيهم الأسرى القدامى والجدد،

وأكد أن “جميع الأسرى يعانون من إهانات وإيذاءات جسدية وصعوبات في الطعام والشراب، ويجب أن يكون للمقاومة كلمة حاسمة للإفراج عن الأسرى. وأضاف أن “الأسرى القدامى يعانون الأمرّين، ومنهم من قضى أكثر من 20 عامًا داخل السجون، ويجب تبييض السجون من الأسرى”.

وأشار إلى أن “الاحتلال يعتقل الآن الجميع بمن فيهم الكوادر الطبية، وهناك من استشهد داخل السجون الإسرائيلية”، مشيرا إلى أن “العدو المجرم أثبت مدى إجرامه بسوء تعامله مع الطواقم الطبية”.

كذب إسرائيل

وفور انتشار خبر الإفراج عن الطبيب أبو سلمية مع مجموعة من رفاقه، أكد رواد واقع التواصل الاجتماعي أن هذا الإجراء يؤكد كذب إدعاءات إسرائيل فيما يتعلق باستخدام مجمع الشفاء الطبي والمستشفيات في قطاع غزة لأغراض عسكرية من قبل مقاتلي حماس.

واتهمت إسرائيل حركة حماس باستخدام مجمع الشفاء الطبي كستار لمنشآت عسكرية ومراكز قيادية، وهو ما نفته حماس والعاملون بالمستشفى.

وأطلق النشطاء عدة تساؤلات من بينها: لماذا اعتقلت إسرائيل أبو سلمية ورفاقه، ولماذا أحرقت مجمع الشفاء الطبي، وقتلت المرضى فيه، وهل فعلا كان المجمع يستخدم من أجل أغراض عسكرية من قبل المقاومة؟.

وقال مدونون إن أكبر دليل على كذب الاحتلال وهمجيته في التعامل مع الكوادر الطبية والمرافق الصحية، هو الإفراج عن الطبيب محمد أبو سلمية ورفاقه بعد 7 أشهر من اعتقالهم، وذلك لأنهم لم يستطيعوا أن يثبتوا عليهم أي شيء من ادعاءاتهم بالرغم من جميع الضغوط التي مارسها الاحتلال عليهم من تعذيب نفسي وجسدي.

وأضاف آخرون أن هذا يعني أن إسرائيل دمرت المستشفى وارتكبت مجازر مروعة وحولته إلى مقابر جماعية بدون أي مبرر، ولذا تجب محاسبتها على ما اقترفته من جرائم وإضافتها إلى سجل جرائمها بحق القطاع الصحي في غزة.

غضب إسرائيلي

من ناحية أخرى أثار قرار إطلاق سراح أبو سلمية، جدلاً وردود فعل واسعة في إسرائيل، حيث أبدى عدد من وزراء الحكومة الإسرائيلية اعتراضهم على إطلاق سراح أبو سلمية، وكذلك معارضون مثل زعيم حزب الوحدة الوطنية، بيني غانتس.

كما تعالت مطالبات بإقالة رئيس جهاز الأمن الداخلي “الشاباك” رونين بار بسبب هذا الإجراء، حيث طالب وزراء من بينهم وزير الشتات، عميحاي شيكلي، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، ووزيرة الاستيطان، أوريت ستروك، بإقالة رئيس جهاز  “الشاباك”.

وكتب بن غفير في منشور على منصة “إكس”: “إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء في غزة وعشرات الإرهابيين الآخرين هو إهمال أمني. لقد حان الوقت لرئيس الوزراء أن يمنع وزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) من ممارسة سياسة مستقلة تتعارض مع موقف الحكومة”.

ووفقًا لموقع “الحرة” فقد اضطر رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إلى إصدار بيان لتوضيح موقفه من هذه المسألة، قائلًا إن القرار “جاء بعد نقاشات جرت في المحكمة العليا، إزاء التماسات ضد ظروف اعتقال الفلسطينيين بمعتقل (سديه تيمان) في النقب”. وأضاف أن قرار الاحتجاز “يتم عبر أجهزة الأمن الإسرائيلية بناء على معطيات مهنية”.

أما مكتب وزير الدفاع، يوآف غالانت، فأكد أن قرارات كهذه “ليست بيده”، وإنما بيد جهاز الأمن العام “الشاباك”، وإدارة السجون.

وأوضح مكتب غالانت أنه “لم يكن لديه علم” بشأن إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء، مضيفا أن “إجراءات احتجاز وتحرير سجناء خاضعة لجهاز الأمن العام وسلطة السجون، ولا تشمل موافقة الوزير”.

اعتقال ظالم

وكانت القوات الإسرائيلية قد اعتقلت أبو سلمية وعددًا من الكوادر الطبية في 23 نوفمبر الماضي، بعد اقتحام قوات الاحتلال قسم الطوارئ في المستشفى، وذلك في الشهر الثاني من العدوان على قطاع غزة.

وقبل ذلك أفاد أبو سلمية بأنه تلقى في 18 نوفمبر أمرًا من الاحتلال بإخلاء المستشفى بعدما رفض أمرًا سابقًا مماثلا، إذ تم إجلاء مئات المرضى والنازحين إلى مستشفى آخر جنوبي القطاع، إضافة لنقل العشرات من الأطفال الخدج.

وقبيل اعتقال أبو سلمية، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي المشفى ودمرت منشآته وجرفت باحاته، وعزلته تمامًا عن العالم بفعل انقطاع الكهرباء والإنترنت، وذلك خلال عدوانها المستمر على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وقدرت الأمم المتحدة، عدد الموجودين في المجمع الواقع بغرب مدينة غزة في شمال القطاع، عند وقوع الاقتحام، بنحو 2300 شخص بين مرضى وطواقم طبية ونازحين.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى