بايدن يرفض الانسحاب ويؤكد قدرته على هزيمة ترامب.. وأوباما وكبار الديمقراطيين يواصلون دعمه

اعترف الرئيس جو بايدن، اليوم الجمعة، بأن أداءه خلال المناظرة الرئاسية التي أجريت أمس لم يكن موفقًا، لكنه أكد أنه سيواصل خوض السباق الانتخابي ويعتزم هزيمة منافسه الجمهوري دونالد ترامب.

ولم يبدي بايدن أي مؤشر على أنه يفكر في الانسحاب من السباق الانتخابي بعد أدائه الضعيف في المناظرة الذي أثار استياء فريقه وزملائه الديمقراطيين.

ووفقًا لوكالة “رويترز” فقد قال بايدن، البالغ من العمر 81 عامًا في تجمع انتخابي بولاية نورث كارولينا بعد يوم واحد من المناظرة: “أعلم أنني لست شابًا، ولم أعد أمشي بسهولة كما اعتدت، ولم أعد أتحدث بسلاسة كما اعتدت، ولم أعد أناقش كما اعتدت من قبل، لكنني لن أترشح مرة أخرى إذا لم أؤمن من كل قلبي وروحي أنني أستطيع القيام بهذه المهمة، لان المخاطر كبيرة للغاية”.

ووصف بايدن منافسه ترامب بأنه يشكل “تهديدا حقيقيا” للولايات المتحدة وللديمقراطية الأميركية، مؤكدا في الوقت ذاته عزمه المضي قدما في خوض السباق الرئاسي المقرر في نوفمبر المقبل

وقال بايدن في سلسلة تغريدات على منصة “إكس”: “في هذه الانتخابات، فإن حريتكم وديمقراطيتكم وأميركا نفسها على المحك”.

وأدت تعثرات بايدن اللفظية وردود أفعاله المضطربة أحيانًا في المناظرة إلى زيادة مخاوف الناخبين من أنه قد لا يكون لائقًا لولاية أخرى مدتها أربع سنوات، مما دفعت بعض زملائه الديمقراطيين إلى التساؤل عما إذا كان بإمكانهم استبداله بمرشح آخر لانتخابات الرئاسة التي ستجرى في 5 نوفمبر المقبل.

ونفى المتحدث باسم حملة بايدن، مايكل تايلر، وجود أي محادثات أو مشاورات تجري حول هذا احتمال انسحاب بايدن. وقال للصحفيين على متن طائرة الرئاسة: “نفضل ليلة واحدة سيئة على مرشح لديه رؤية سيئة، ونعرف إلى أين يريد أن يأخذ البلاد”.

وعقدت الحملة اجتماعًا بعد ظهر يوم الجمعة لطمأنة الموظفين بأن بايدن لن ينسحب من السباق، وفقًا لشخصين مطلعين على الاجتماع.

وعلى الرغم من أن ترامب (78 عاما) طرح سلسلة من الأكاذيب طوال المناظرة، إلا أن التركيز بعد ذلك كان مباشرًا على بايدن، خاصة بين الديمقراطيين.

دعم ديمقراطي

وأثار أداء بايدن في المناظرة قلقا بين مشرعين ديمقراطيين تحدثوا علنا عن “البحث عن بديل” للرئيس، الذي يعتبر مرشح حزبهم الرئيسي في انتخابات نوفمبر، لكن آخرين أكدوا مواصلة دعمه.

وتجنب حكيم جيفريز، زعيم الحزب الديمقراطي في مجلس النواب، الإجابة مباشرة عندما سئل عما إذا كان لا يزال يثق في ترشيح بايدن. وقال: “أنا أؤيد الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، وسنبذل قصارى جهدنا لاستعادة مجلس النواب في نوفمبر.. شكرا لكم جميعا».

وبالمثل، اعترض بعض الديمقراطيين الآخرين عندما سُئلوا عما إذا كان يجب على بايدن البقاء في السباق. وقال السناتور الديمقراطي جاك ريد لمحطة تلفزيون محلية في رود آيلاند “هذا هو قرار الرئيس”.

لكن العديد من كبار الشخصيات في الحزب، بما في ذلك رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي وحاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم، قالوا إنهم متمسكون ببايدن.

وأقر الرئيس السابق، باراك أوباما، بأن أداء بايدن كان “سيئا” في المناظرة أمام ترامب، إلا أنه أكد أنه مستمر في دعم بايدن

وكتب أوباما على موقع إكس قائلًا: ” الأداء السيئ في المناظرات وارد. ثقوا بي، فأنا أعرف ذلك. لكن هذه الانتخابات لا تزال خيارًا بين شخص ناضل من أجل الناس العاديين طوال حياته وشخص لا يهتم إلا بنفسه”، مضيفا “الليلة الماضية لم تغيّر ذلك”.

نقطة مضيئة

وقالت حملة بايدن إنها جمعت 14 مليون دولار يومي الخميس والجمعة، وشهدت أفضل ساعة منفردة لجمع التبرعات مباشرة بعد مناظرة ليلة الخميس. فيما قالت حملة ترامب إنها جمعت 8 ملايين دولار ليلة المناظرة.

وإحدى النقاط المضيئة المحتملة لبايدن هي أن بيانات المشاهدة الأولية أظهرت أن 48 مليون أمريكي فقط شاهدوا المناظرة، وهو أقل بكثير من 73 مليونًا الذين شاهدوا المواجهة الأخيرة بين المرشحين في عام 2020.

ولم يواجه بايدن، وهو بالفعل أكبر رئيس أمريكي في التاريخ، سوى معارضة رمزية خلال مسابقة الترشيح للحزب التي استمرت عدة أشهر، وقد حصل على ما يكفي من الدعم لضمان مكانه كمرشح ديمقراطي.

وعلى نحو مماثل، تغلب ترامب على منافسيه داخل الحزب في وقت مبكر من العام، الأمر الذي مهد الطريق لمعركة انتخابية طويلة ومريرة.

وإذا تنحى بايدن، فسيكون أمام الحزب أقل من شهرين لاختيار مرشح آخر في مؤتمره الوطني، الذي يبدأ في 19 أغسطس – وهي عملية يحتمل أن تكون فوضوية قد تضع كامالا هاريس، أول نائبة رئيس سوداء في البلاد، في مواجهة المحافظين وأصحاب المناصب الآخيون الذين تم طرح أسمائهم كبديلين محتملين لبايدن.

وكان ترامب قد قال لأنصاره إنه حقق انتصارًا كبيرًا على بايدن، فيما قال مستشارو ترامب إنهم يعتقدون أن المناظرة ستعزز فرصهم في الولايات ذات الميول الديمقراطية مثل فرجينيا، التي لم تدعم مرشحًا جمهوريًا للرئاسة منذ عام 2004.

لكن بعض أنصار ترامب قالوا إنهم اندهشوا من أداء بايدن الضعيف. وقال مايك بوتمان: “أخشى أن يستبدلوه ويضعوا شخصًا أكثر قدرة على المنافسة”.

تعليق
Exit mobile version