أخبارأخبار أميركا

هل ينجح جمال بومان في مواجهة حملة أيباك لمنع فوزه بولاية ثالثة في الكونغرس؟

يناضل التقدمي جمال بومان من أجل الفوز في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في الدائرة الـ16 بولاية نيويورك، والتي يواجه فيها المنافس الوسطي جورج لاتيمر.

وهي الانتخابات التي كشفت عن انقسامات ديمقراطية عميقة بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس، واجتذبت أكبر قدر من الإنفاق الإعلاني مقارنة بأي انتخابات تمهيدية في مجلس النواب في التاريخ، وفقًا لشبكة nbcnews.

بومان، الذي يعد أحد أشد منتقدي إسرائيل في الكونغرس، يقاتل من أجل بقائه السياسي السياسية والفوز بولاية ثالثة، وهو يحاول صد هجمة الإعلانات الهجومية التي تقودها ضده منظمة أيباك (لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية) أكبر منظمات اللوبي اليهودي الأمريكية وأكثرها نفوذا في الانتخابات، والتي ضخت ملايين الدولارات للإطاحة ببومان وانتخاب لاتيمر، المدير التنفيذي لمقاطعة ويستتشستر الذي أمضى أكثر من ثلاثة عقود في السياسة المحلية.

وقد شهد السباق حجم إنفاق مرتفعا للغاية، وأنفق المرشحان 3.2 ملايين دولار لكل منهما في السباق، وفقا لوثائق تمويل الحملة الانتخابية.

إلا أن أيباك ضخت 14.4 مليون دولار إضافية في الدائرة الواقعة شمال مدينة نيويورك، لدعم لاتيمر، منها مبلغ 11.5 مليون دولار من لجان العمل السياسي التابعة لها، وهو ما يجعلها إحدى أغلى معارك الانتخابات التمهيدية في تاريخ الولايات المتحدة.

انقسام ديمقراطي

وفي إطار الانقسام الديمقراطي أيدت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية والمرشحة الرئاسية السابقة، المرشح جورج لاتيمر، فيما يدعم السيناتور التقدمي بيرني ساندرز وممثلو التيار التقدمي بالحزب، بومان ضد ما يرونه حملة شعواء تشنها عليه منظمة أيباك بسبب مواقفه القوية الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني والمُدينة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي لا يتردد في وصفه بالإبادة الجماعية.

وفي إطار ترهيبها لأعضاء مجلسي الكونغرس من الداعمين للحق الفلسطيني والمنتقدين للعدوان الإسرائيلي على غزة، اختارت أيباك أن تبادر بعرقلة هؤلاء المرشحين في الانتخابات التمهيدية، خاصة في الدوائر المضمون بها فوز الديمقراطيين بالانتخابات العامة في نوفمبر المقبل.

وقال خبراء إن استهداف أيباك لبومان يرجع إلى أنه دعا إلى وقف دائم لإطلاق النار في أكتوبر الماضي، وإلى ثباته في وصف ما يحدث في غزة الآن بأنه إبادة جماعية مستمرة، كما كثف مؤخرا خطابه المعادي لإسرائيل، وأدان أيباك باعتبارها “أداة صهيونية” ودعا إلى إنهاء وقف كل المساعدات الأمريكية لإسرائيل، بما في ذلك نظام الدفاع الجوي “القبة الحديدية”.

وغرد السيناتور بيرني ساندرز قائلًا: “هل نحن ديمقراطية أم أوليغاركية؟ تنفق لجنة العمل السياسي التابعة لأيباك أموالا لهزيمة جمال بومان، 14.5 مليون دولار، أكثر مما أنفقته أي مجموعة غير حزبية في سباق مجلس النواب. يجب علينا إلغاء قانون التمويل الكارثي الخاص للانتخابات والانتقال إلى التمويل العام للانتخابات”.

اختبار مفصلي

ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” يرى الخبراء أن هذه الانتخابات التمهيدية بنيويورك، ستمثل اختبارًا مفصليًا لقوة منظمة أيباك التي استثمرت ملايين الدولارات في حملة لتشويه سجل جمال بومان.

كما تمثل كذلك اختبارا لوحدة الحزب الديمقراطي وسط انقسامات عميقة بسبب موقف إدارة بايدن من توفير الدعم الكامل للعدوان الإسرائيلي دون الاكتراث بالأوضاع الإنسانية أو القانون الدولي، أو حتى القوانين الأمريكية ذاتها.

ويمثل بومان، وهو نائب أسود البشرة، التيار التقدمي اليساري بالحزب، وتُميزه المعارضة القوية لسلوك إسرائيل خلال عدوانها على غزة، ولدعم بايدن لها.

في حين يتبنى منافسه لاتيمر “موقفا وسطيا” (بالمعايير الأميركية) حيث يؤكد برنامجه “حق إسرائيل في الوجود والاستقرار والدفاع عن النفس والعيش بسلام”.

ويرى مراقبون أن إدانات بومان المتكررة لإسرائيل جعلته مرشحًا غير قوي بشكل خاص في مقاطعة ويستتشستر، حيث ترتفع نسبة السكان من اليهود لتقترب من 40%.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته كلية “إيمرسون” في الفترة من 6 إلى 8 يونيو الجاري، حصول بومان على 31% من الأصوات مقابل 48% لخصمه لاتيمر، الذي سبق له العمل مديرًا بحكومة المقاطعة.

وأصبح جمال بومان أحد الأهداف الرئيسية للجماعات المؤيدة لإسرائيل التي تسعى للإطاحة بالمشرعين الذين قادوا دعوات لوقف إطلاق النار في غزة. وبومان، مدير سابق لمدرسة “برونكس”، فاز بمقعده في عام 2020 قبل أن يصبح عضوا فيما يسمى بالتيار التقدمي في الكونغرس.

وانتقد بومان تدخل أيباك ومحاولة إيذاء سمعته والتلاعب بآراء الناس بمعلومات مضللة، وفي بعض الحالات، الأكاذيب الصريحة، واصفًا ما يحدث بأنه “أمر حقير للغاية أن تستهدفه المجموعة بسبب موقفه المناهض للحرب، مؤكدًا أنهم “لا يريدون أن ينتقد أي شخص دولة إسرائيل، رغم أن النقد الصادق سيؤدي إلى استمرار سلامة وأمن شعب إسرائيل، ونأمل أن تصبح فلسطين حرة”.

وأضاف أن الدائرة الانتخابية “تعرف ما فعله في السنوات الثلاث الماضية، حيث جلب أكثر من مليار دولار إلى المنطقة، وعمل على الحد من العنف المسلح والجريمة، وزاد الاستثمار في الصحة العقلية وتراجع تعاطي المخدرات، وزاد الاستثمار في الإسكان منخفض التكلفة، كما يعرفون أيضا عمله لمدة 10 سنوات ونصف السنة في هذه المنطقة كمدير مدرسة.

ويرى بومان أنه يتعين على سكان منطقته أن يسألوا أنفسهم هل يريدون الاستمرار في دعمه، وهو الذي “كرس حياته كلها لخدمة الأطفال، وخدمة العائلات، ورفع مستوى التعليم”.

ويوضح أنه جاء من الطبقة العاملة لأنه يعرف أن الطريقة الوحيدة التي تعمل بها الديمقراطية للجميع، هي أن يدعموا -حقا- أولئك الذين كانوا أقل، وضائعين، ومتخلفين عن الركب، ومهمشين تاريخيا، ومهملين، وتُركوا ضعفاء. “وهذا ما يتعين علينا تغييره”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى