بسبب ارتفاع عدد وفيات الحجاج.. إجراءات طارئة في الأردن ومصر وإقالة مسؤول تونسي

كشفت تقارير إعلامية عن ارتفاع في حصيلة وفيات الحجاج هذا الموسم بسبب الارتفاع الشديد في درجات الحرارة بالمملكة العربية السعودية، وبحسب حصيلة جمعتها وكالة الصحافة الفرنسية من سلطات الدول المعنية ودبلوماسيين، أمس الجمعة، فقد بلغ عدد وفيات الحجاج هذا العام 1126، بينهم أكثر من 600 حالة وفاة من مصر وحدها.

وقال مسؤولون إن أكثر من نصف الضحايا لم يكونوا يحملون تصاريح للحج، وقد أدوا الفريضة في ظل طقس حار جدًا دون توفير خدمات لهم، لأنهم لم يكونوا مدرجين ضمن بعثات الحج النظامية التي ترعاها الحكومات وشركات السياحة المصرح لها.

معاقبة شركات السياحة

وأثار العدد الكبير من وفيات الحجاج المصريين ردود فعل كبيرة في الشارع المصري مما دفع الحكومة لاتخاذ إجراءات فورية كان من بينها قرار رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، اليوم السبت، بسحب رخص 16 شركة سياحة وإحالة مسؤوليها إلى النيابة العامة بتهمة “التحايل” لتسفير الحجاج بصورة غير نظامية.

وأفاد مجلس الوزراء المصري في بيان له أنه “تم رصد عدد 16 شركة سياحة ـ بصورة مبدئية ـ قامت بالتحايل وتسفير الحجاج بصورة غير نظامية، ولم تقدم أي خدمات للحجاج، ومن هنا كلّف رئيس الوزراء بسرعة سحب رخص هذه الشركات، وإحالة المسؤولين إلى النيابة العامة، مع تغريم هذه الشركات لصالح أسر الحجاج الذين تسببوا في وفاتهم”.

وأشار البيان إلى أن إجمالي عدد البعثة الرسمية المصرية يزيد على 50 ألف حاج، رصد بينهم “31 حالة وفاة نتيجة أمراض مُزمنة”، بينما كانت معظم وفيات الحجاج المصريين بين الحجاج غير النظاميين.

وكان الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، قد أمر الخميس الماضي “بتشكيل خلية أزمة” برئاسة رئيس مجلس الوزراء، “لمتابعة وإدارة الوضع الخاص بحالات وفاة الحجاج المصريين”.

وأفاد مجلس الوزراء المصري اليوم السبت بأنه تم عرض التقرير الصادر عن لجنة إدارة الأزمة المشكلة، والذي أشار إلى أن “أسباب ارتفاع حالات وفاة الحجاج المصريين غير المسجلين يرجع إلى قيام بعض شركات السياحة بتنظيم برامج حج بتأشيرة زيارة شخصية، مما يمنع حامليها من دخول مكة”.

وتابع البيان “يتم التحايل على ذلك عبر التهرب داخل دروب صحراوية سيرا على الأقدام، مع عدم توفير أماكن إقامة لائقة، مما تسبب في تعرض الحجاج غير المسجلين للإجهاد نتيجة ارتفاع درجات الحرارة”.

إقالة في تونس

وفي تونس أصدر الرئيس قيس سعيد أمس الجمعة قرارا بإقالة وزير الشؤون الدينية، إبراهيم الشائبي، عقب موجة انتقادات واسعة بعد وفاة وفقدان عشرات التونسيين في موسم الحج هذا العام.

وكان الشائبي أعلن في وقت سابق، لدى عودته من السعودية، ارتفاع عدد الوفيات في صفوف الحجاج التونسيين بالسعودية إلى 49 حاجًا، بينهم 5 فقط ينضوون تحت البعثة الرسمية، في حين كان الآخرون موجودين في السعودية بتأشيرات سياحية خارج الإطار الرسمي.

وتسببت وفاة الحجاج في موجة غضب شديدة بين التونسيين، خاصة في أعقاب نشر صفحة الوزارة مئات الصور للوزير مع الحجاج، متجاهلًا معاناة العائلات التونسية التي توفي أفراد منهم في الحج.

وأثار قرار إقالة الوزير الشائبي، جدلا واسعا في الشارع التونسي، حيث رحب به وأيده العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أنه “قرار ممتاز ليتعلم كل مسؤول أن الواجب الوطني ليس في أخذ الصور والسلفيات”.

بينما طالب آخرون بفتح تحقيق معمق في حادثة وفاة الحجاج، مؤكدين أن قرار الإقالة لا يكفي، ولا بد من المحاسبة حتى لا تتكرر مثل هذه الممارسات مستقبلا.

غضب في الأردن

وفي الأردن سادت حالة من الحزن بعد إعلان وزارة الخارجية الأردنية ارتفاع عدد وفيات الحجاج من خارج البعثة الرسمية للمملكة إلى 75، وقالت الوزارة في بيان لها إن هؤلاء الحجاج توفوا نتيجة تعرضهم لضربات شمس جراء موجة الحر الشديدة التي تشهدها السعودية.

ولفتت الوزارة إلى أنه تم إصدار تصاريح دفن في مكة المكرمة لـ68 من الحجاج الأردنيين المتوفين بناء على رغبة ذويهم، في حين يجري العمل على إصدار تصاريح دفن لـ7 متوفين آخرين.

كما أفادت بالعثور على 96 حاجًا من مواطنيها من بين 110 تم الإبلاغ عن فقدانهم، ولفتت إلى أن 27 من هؤلاء الحجاج الذين تم العثور عليهم يتلقون العلاج حاليًا في مستشفيات سعودية، بينهم 15 في حالة حرجة، ويجري التنسيق لنقلهم لتلقي العلاج في المملكة فور أن تسمح حالتهم الصحية بذلك.

وأضافت الخارجية أن عمليات البحث لا تزال جارية عن 7 حجاج آخرين مفقودين، في حين لم توضح مصير 7 حجاج آخرين من بين الذين تم إعلان فقدانهم، كما لم تتحدث عن تسجيل وفيات ضمن بعثة الحج الرسمية للمملكة.

وأكد البيان أن فريق القنصلية العامة الأردنية المتواجد في مكة على تواصل مستمر مع ذوي الحجاج الأردنيين الذين توفاهم الله، ومع ذوي المفقودين، ولا يزال يقوم بتقديم الخدمات القنصلية للحجاج الذين تم العثور عليهم ومتابعة أوضاعهم الصحية مع السلطات السعودية المختصة، كما يقوم الفريق بزيارة الحجاج الأردنيين في المستشفيات للاطمئنان على سلامتهم ومتابعة أوضاعهم.

الحج غير النظامي

ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” فإن أكثر من 1.5 مليون حاج يؤدون الفريضة كل عام في مكة المكرمة بعد حصولهم على التصاريح اللازمة لذلك، وقال وزير الحج السعودي، توفيق الربيعة، إن عدد الحجاج الإجمالي لهذا العام بلغ مليونا و833 ألفا و164 من أكثر من 200 دولة، وبينهم 221 ألفا و854 من داخل السعودية.

وتخصص السعودية حصة محددة من عدد الحجاج لكل دولة، ولكن بسبب احتمال عدم قبول العديد منهم مع ارتفاع تكاليف السفر والحجوزات، يؤدي آلاف من الحجاج الفريضة كل عام من دون تصاريح، مما يحرمهم من الوصول إلى الأماكن المكيّفة التي وفّرتها السلطات السعودية للحجاج الذين يحملون التصاريح ولديها إحصاءات وبيانات خاصة بهم.

وقال مسؤول سعودي إن عدد الحجاج غير النظاميين هذا العام يقدر بحوالي 400 ألف شخص غالبيتهم العظمى من جنسية واحدة.

وكان أكثر من نصف وفيات الحجاج هذا العام من غير النظاميين الذين لا يحملون تصاريح للحج. وتزامن موسم الحج هذا العام مع طقس حار للغاية، إذ بلغت الحرارة مطلع الأسبوع الحالي 51.8 درجة مئوية في الظل بمكة المكرمة.

وقالت إدارة الطوارئ والكوارث والنقل الإسعافي في وزارة الصحة السعودية إنها لم تلاحظ “أي شيء غير طبيعي أو أي انحراف عن الأعداد الطبيعية للحالات المرضية والوفيات”.

وأشارت إلى أنه تم توفير الرعاية الصحية لأكثر من 2700 حاج حتى يوم الأربعاء الماضي كانت لديهم أعراض من ارتفاع درجات الحرارة.

تعليق
Exit mobile version