وسط حرارة تفوق 125 فهرنهايت.. الحجاج يواصلون رمي الجمرات والمتعجلون يؤدون طواف الوداع

في ثاني أيام التشريق، رمى حجاج بيت الله الحرام، اليوم الثلاثاء، الجمرات الثلاث مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة. وبعدها توجه الحجاج المتعجلون إلى بيت الله الحرام لأداء طواف الوداع اتباعًا لقول الحق تبارك وتعالى :(وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُون).

ووفقًا لوكالة الأنباء السعودية (واس) فقد اتسمت حركة الحجاج نحو جسر الجمرات بسهولة في مساراتهم في الذهاب للرمي أو العودة إلى أماكن سكنهم في مشعر منى أو توجههم إلى مكة المكرمة لأداء طواف الوداع لمن تعجل منهم.

لهيب الحر

وقال التلفزيون السعودي الرسمي إن حشود الحجاج المكتظة واجهت صعوبات مع وصول درجات الحرارة في الظل بمكة المكرمة إلى 51.8 درجة مئوية (125.2 فهرنهايت)، حيث أصبح ارتفاع درجات الحرارة مهددًا للأرواح.

وأعلنت دول عربية عدة عن وفيات في صفوف الحجاج إثر إصابتهم بضربات شمس، وسط تحذيرات طبية ورسمية للحجاج لتجنب مخاطر ارتفاع درجات الحرارة هذا العام.

وقالت وكالة الأنباء التونسية الرسمية اليوم الثلاثاء إن 23 مواطنا تونسيا لقوا حتفهم أثناء أداء فريضة الحج، مشيرة إلى أن الوفيات كانت بسبب الحرارة الشديدة، وما زالت بعض العائلات تبحث عن أقاربها المفقودين في المستشفيات السعودية.

فيما قالت وزارة الخارجية الأردنية إن 14 مواطنًا أردنيًا توفوا بضربة شمس أثناء الحج، ولا يزال هناك آخرون مفقودون.

وفي الإطار نفسه قالت وكالة الأنباء الإيرانية اليوم الثلاثاء إن 11 إيرانيًا لقوا حتفهم وتم نقل 24 إلى المستشفى أثناء الحج دون ذكر سبب الوفاة. وقالت وكالة الصحافة السنغالية أمس إن ثلاثة مواطنين سنغاليين لقوا حتفهم أثناء الحج.

ووفقًا لوكالة “رويترز” فقد توفي 144 مواطناً إندونيسياً أثناء الحج، وفقاً لبيانات وزارة الصحة الإندونيسية. ولم توضح البيانات ما إذا كانت أي من الوفيات ناجمة عن ضربة الشمس.

ظروف صعبة

وتسببت حوادث التدافع وحرائق الخيام وغيرها من الحوادث في مقتل المئات أثناء الحج خلال الثلاثين عامًا الماضية، مما أجبر الحكومة السعودية على إنشاء بنية تحتية جديدة، وتواجه السلطات الآن تحديات جديدة لحماية الحجاج من الحرارة الشديدة.

ووجدت دراسة أجرتها مجلة السفر والطب عام 2024 أن تفاقم درجات الحرارة العالمية قد يفوق جهود التخفيف وسط ارتفاع درجات الحرارة العالمية، في حين قالت دراسة أجرتها مجلة Geophysical Research Letters عام 2019 إنه مع ارتفاع درجات الحرارة في الأراضي السعودية القاحلة بالفعل بسبب تغير المناخ، فإن الحجاج الذين يؤدون فريضة الحج سيواجهون الخطر الشديد وسط ارتفاع درجات الحرارة والمجهود البدني.

وقال مسؤول صحي سعودي لرويترز إن السلطات لم تلاحظ أي وفيات غير عادية بين الحجاج المسلمين الذين يؤدون فريضة الحج أثناء درجات الحرارة المرتفعة للغاية.

وقال جميل أبو العينين، مدير مديرية الطوارئ بوزارة الصحة: “​​لم نلاحظ ولله الحمد أي حالة غير طبيعية أو انحراف عن الأعداد الطبيعية للحالات والوفيات”. وأضاف أن الوزارة عالجت حتى الآن أكثر من 2700 حاج يعانون من أمراض مرتبطة بالحرارة.

تحذيرات متكررة

واستخدم الحجاج المظلات لحماية أنفسهم من الشمس، في حين أصدرت السلطات السعودية تحذيرات متكررة للحجاج بضرورة البقاء رطبا وتجنب الخروج في الهواء الطلق خلال أشد ساعات النهار حرارة بين الساعة 11 صباحا والرابعة عصرًا.

ووفقًا لوكالة الأنباء السعودية (واس) فقد دعا وزير الصحة السعودي، فهد بن عبدالرحمن الجلاجل، الحجاج إلى تجنب وقت الذروة عند الخروج لأداء ما تبقى من مناسك الحج، وحثهم على تجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة، والابتعاد عن الأسطح مرتفعة الحرارة، مؤكدًا أن “الحل هو “الوقاية، ثم الوقاية، ثم الوقاية”.

 وأوضح متحدث باسم وزارة الصحة، أنه تم تسجيل 2764 حالة إجهاد حراري أول أيام العيد، وتعاملت معها فرق المنظومة الصحية لإنقاذ الأرواح وتخفيف الضرر وإسعافها، وتقديم الرعاية الصحية”، مشيراً إلى أن الوضع الصحي العام لضيوف الرحمن مطمئن، ولا يوجد أي تحديات ذات صلة بالصحة العامة، كما لا يوجد أي تفشٍ للأمراض العامة”.

أمطار الرحمة

وشهدت مكة المكرمة ومشعر منى مساء أمس هطول كميات كبيرة من الأمطار الرعدية مع تساقط حبات البرد وهبوب رياح قوية. وهطلت هذه الأمطار عقب موجة حر شديدة شملت المشاعر المقدسة لأيام عدة بلغت فيها درجات الحرارة مستويات قياسية وغير مسبوقة.

وقالت قناة “الجزيرة” إن الحجاج تفاجؤوا بهطول كميات غزيرة من الأمطار مصحوبة بحبات من البرد، ساهمت في تلطيف الأجواء بعد الارتفاعات القياسية لدرجة الحرارة في الأيام الماضية.

ويتزامن موسم الحج هذا العام مع ارتفاع شديد في درجات الحرارة على مكة المكرمة، والتي تعد كبرى الصعوبات التي يواجهها الحجاج.

تعليق
Exit mobile version