أخبارأخبار العالم العربي

جبهة لبنان تشتعل وأمريكا تحذر إسرائيل من هجوم لا يمكنها صده

تزايدت المخاوف من نشوب حرب بين إسرائيل وحزب الله مع تصاعد الهجمات المتبادلة بين الطرفين، حيث واصلت إسرائيل غاراتها على جنب لبنان الليلة الماضية، بينما حذرتها الولايات المتحدة من التعرض لهجوم يصعب صده، وذلك ضمن جهود واشنطن لاحتواء التصعيد في المنطقة.

وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات متفرقة الليلة الماضية على قرى في جنوب لبنان، في وقت تتصاعد فيه المخاوف الأمريكية من تطور التصعيد إلى حرب، الأمر الذي دفع الرئيس جو بايدن إلى إيفاد مبعوث خاص إلى المنطقة للحيلولة دون تدهور الموقف.

تصعيد الهجمات

ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” فقد قصفت الطائرات الإسرائيلية منزلا في بلدة شقرا في القطاع الأوسط من جنوب لبنان، كما شنت غارة على محيط بلدة عيترون، بينما استهدفت غارة أخرى بلدة عيتا الشعب في جنوب لبنان. وانقطع التيار الكهربائي مساء أمس الاثنين عن عدد من القرى جنوبي لبنان، جراء قصف إسرائيلي طال بلدة “رب ثلاثين”.

من جانبه أطلق حزب الله صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل الغربي شمال إسرائيل. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن صواريخ سقطت في شلومي بالجليل الغربي، وأن حريقا اندلع في منطقة متسوفا بعد سقوط صواريخ، وهناك أنباء عن إصابات، فيما تم اعتراض صواريخ أطلقت من لبنان نحو منطقة نهاريا.

كما نشر حزب الله مشاهد استطلاع جوي لمناطق في شمال إسرائيل وميناء حيفا عادت بها طائراته دون أن يرصدها الاحتلال الإسرائيلي. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية تعليقا على ما نشره الحزب أن “الوثائق الجديدة هي أكثر إثارة للقلق منذ بداية الحرب”.

ووفقًا لوكالة الأنباء اللبنانية فقد نشر الإعلام الحربي لـ”حزب الله” مشاهد استطلاع جوي لمناطق في شمال إسرائيل عادت بها طائرات القوة الجوية التابعة للحزب.

وفي الفيديو الذي تبلغ مدته 9 دقائق، ظهرت مشاهد جوية لمدينة حيفا تظهر مجمع الصناعات العسكرية شركة “رفائيل”، ومنطقة ميناء حيفا التي تضم قاعدة حيفا العسكرية، وهي القاعدة البحرية الأساسية في الجيش الإسرائيلي، ميناء حيفا المدني، محطة كهرباء حيفا، مطار حيفا، خزانات نفط، منشآت بتروكيميائية. كما ظهر مبنى قيادة وحدة الغواصات، وسفينة ساعر 4.5 وهي مخصصة للدعم اللوجستي، وسفينة ساعر 5.

وقال خبراء إن حزب الله أرسل رسالة لإسرائيل من خلال هذه المشاهد بأن لديه إحداثيات العديد من الأهداف الحيوية والعسكرية داخل إسرائيل، وأن هذه الأهداف يمكنه الوصول إليها واستهدافها بسهولة في حال تصاعد الصراع بين الطرفين.

وكان حزب الله قد تلقى ضربة معنوية كبيرة بعد اغتيال قائده البارز طالب سامي عبد الله في استهداف إسرائيلي، واعتبر الحزب أن إسرائيل بهذه العملية فتحت بابا لسلوك مختلف، وأن “عليها أن تكون جاهزة للتعرض لضربات قاسية، وربما في إطار قواعد مواجهة مختلفة”.

وعبر محللون إسرائيليون عن مخاوفهم من أن دخول إسرائيل معركة في الشمال في توقيت غير مناسب، كما أعربوا عن قلقهم من احتمالية أن يصيب أحد صواريخ حزب الله هدفًا مدنيًا، ويوقع إصابات ويجر إسرائيل إلى معركة في لبنان، مؤكدين أن هذا الاحتمال يتصاعد والجيش الإسرائيلي يدرك ذلك.

ومنذ الثامن من أكتوبر الماضي، يتبادل حزب الله والجيش الإسرائيلي قصفًا يوميًا، أسفر عن وقوع مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.

مخاوف أمريكية

وقال مسؤولون أمريكيون إن الضربات الإسرائيلية الأخيرة داخل لبنان قد تمهد ساحة المعركة لهجوم كاسح من قبل الجيش الإسرائيلي. وأكد هؤلاء المسؤولون أنهم يشعرون بقلق متزايد من أن إسرائيل سوف تبدأ حربًا ضد حزب الله في لبنان، وهي حرب لا تستطيع إنهاءها من دون الدعم الأمريكي، وهو ما يمكن أن يورط أمريكا في الصراع بالمنطقة بشكل مباشر.

وفي ظل هذه المخاوف قام عاموس هوكستاين، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي جو بايدن، بجولة في المنطقة استهلها بزيارة إسرائيل أمس الاثنين، حيث التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس إسحاق هرتسوغ، وزعيم المعارضة يائير لبيد، ووزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس حزب معسكر الدولة بيني غانتس.

وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن هوكستاين حذر إسرائيل من احتمال أن تؤدي الحرب مع حزب الله إلى هجوم إيراني واسع النطاق على إسرائيل، سيكون من الصعب على أنظمة الدفاع الإسرائيلية صده، وسيترافق مع احتمال نيران واسعة النطاق من قبل حزب الله في لبنان.

ونقلت الصحيفة عن المبعوث الأمريكي قوله للمسؤولين الإسرائيليين “طالما استمر القتال في قطاع غزة، فلن يكون من الممكن التوصل إلى اتفاق منفصل بين إسرائيل وحزب الله”.

كما التقى هوكستاين مسؤولين لبنانيين اليوم الثلاثاء، في محاولة لمنع تحول التصعيد بين إسرائيل وحزب الله إلى حرب شاملة.

تهديدات مستمرة

ووفقًا لوكالة الأنباء اللبنانية فقد التقى هوكستاين رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، الذي أكد خلال اللقاء أن “لبنان لا يسعى إلى التصعيد ، وأن المطلوب هو وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان والعودة إلى الهدوء والاستقرار عند الحدود الجنوبية.

وأضاف: “إننا نواصل، السعي لوقف التصعيد واستتباب الأمن والاستقرار ووقف الخروقات المستمرة للسيادة اللبنانية وأعمال القتل والتدمير الممنهج التي ترتكبها إسرائيل”.

وشدد على أن “التهديدات الإسرائيلية المستمرة للبنان، لن تثنينا عن مواصلة البحث لإرساء التهدئة، وهو الأمر الذي يشكل أولوية لدينا ولدى كل أصدقاء لبنان”.

من جانبه أكد هوكستاين أنه أجرى مناقشات جيدة مع رئيس الوزراء اللبناني، مشيرًا إلى أن “المنطقة تمر بأوقات خطيرة ولحظات حرجة، ونحن نعمل سويا لإيجاد الطرق للوصول إلى مكان نمنع فيه المزيد من التصعيد”.

ويأمل هوكستاين أنه إذا تم إنجاز العملية البرية الإسرائيلية في رفح خلال أسبوعين أو 3 أسابيع، فإن ذلك سيؤدي أيضًا إلى خفض حدة النيران بين إسرائيل وحزب الله في الشمال”.

من جانبها قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة سيسهل الحل على الحدود بين لبنان وإسرائيل.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى