رغم آلام القتل والدمار.. أهل غزة يحتفلون بعيد الأضحى على أنقاض منازلهم

رغم مأساتهم ومعاناتهم التي لا توصف بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ أكثر من 8 أشهر، احتفل أهالي غزة بعيد الأضحى المبارك بين الأنقاض بعد أن دمرت إسرائيل معظم مناطق القطاع.

ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” فقد أقام الغزيون صلاة العيد على أنقاض المساجد المدمرة، وفي المستشفيات وفي أي ساحة يمكن أن يصلون فيها بين الأنقاض التي تملأ القطاع من شماله إلى جنوبه.

ونشر عدد من أهالي غزة صورًا لهم وهم يؤدون صلاة العيد ويحتفلون به، وعلقوا عليها قائلين “من صلاة العيد في غزة ورغم الجراح، نقول لكم كل عام وأنتم بخير”.

كما علق أحدهم على صورة له مع أهالي حارته قائلًا: “صلاة العيد من حارتنا، على أنقاض مسجد الحيّ المدمر، هؤلاء بعض ممن تبقى من شبابها، وواجهوا النار والجوع والفقد”.

وأضاف “يغيب عن هذه الصورة السنوية كثير من الشهداء نعرفهم بأسمائهم وعشرات من الأسرى لا نعرف عن ظروفهم في السجن”.

فيما نشر الطبيب العماني، هاني القاضي، والذي يعمل في غزة ضمن فريق طبي، صورته مع الفريق الطبي والمرضى من داخل المستشفى، وعلق عليها قائلًا: “كل عام وأنتم بخير جميعًا من أرض غزة الطاهرة”.

أضاحي فوق الأنقاض

وعلى أنقاض منازلهم التي دمرتها إسرائيل خلال عدوانها على قطاع غزة، قام العديد من أهالي غزة بذبح الأضاحي في أول أيام عيد الأضحى، في محاولة منهم  للحفاظ على شعائرهم الدينية وعاداتهم، رغم الظروف الصعبة والدمار والحصار الذي يعانون منه.

وأصر بعضهم على شراء أضحية وذبحها أمام منازلهم المدمرة، مشيرين إلى أن شراء الأضحية يدخل البهجة والفرحة على الأطفال الذين يعيشون ظروفًا مأساوية بسبب الحرب.

ووفقًا لتقارير إعلامية ارتفعت أسعار الأضاحي في القطاع بشكل كبير هذا العام بسبب الحصار ومنع إدخالها، حيث وصل سعر الأضحية إلى 4 آلاف شيكل (الدولار يساوي 3.72 شيكل).

وأكد أهالي غزة أنهم رغم الدمار والقتل والحصار مستمرون في الحياة، ومصرون على إعادة إعمار بيوتهم وحياتهم التي دمرها الاحتلال.

وقالت إحدى الغزيات إنها كانت تمتلك مشروعًا لتربية الأغنام، ولكن تم قصف المنزل وتدمير المشروع، ولم يتبق لها سوى خروف واحد قررت أن تضحي به في هذا العيد، لتثبت للعالم أنها وغيرها من أهالي غزة قادرون على الاحتفال بالعيد ورغم الآلام والمجازر والأوجاع.

ويسعى المواطنون الذين ضحوا في عيد الأضحى إلى توزيع لحوم أضاحيهم على الفقراء، الذين يعانون من نقص في قوت يومهم بسبب الحرب والدمار الذي خلفته في منازلهم وممتلكاتهم.

ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” فقد قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن منع إسرائيل إدخال الأضاحي حرم مئات الآلاف من العائلات في القطاع من فرصة إحياء عيد الأضحى وذبح الأضاحي كجزء من الشعائر الدينية الإسلامية.

وقال المكتب إن “منع الاحتلال إدخال الأضاحي إلى غزة يكشف عن بشاعة الوجه الإجرامي للاحتلال وللإدارة الأمريكية نحو دعم الإبادة الجماعية وحرمان شعبنا الفلسطيني من الاحتفال بعيد الأضحى”.

وتابع بأن “الاحتلال يرتكب جريمة جديدة تضاف إلى سجله الأسود بمنعه إدخال الأضاحي إلى غزة وذلك بإغلاقه كافة معابر قطاع غزة بالتزامن مع حلول عيد الأضحى، بما فيها احتلاله وإغلاقه لمعبر رفح الحدودي، وإغلاق معبر كرم أبو سالم”.

وأضاف “جريمة منع إدخال الأضاحي إلى قطاع غزة تمثل تجاهلا فاحشا للقيم الإسلامية والإنسانية الأساسية ولحقوق الإنسان”، مشددا على أن “المسؤولية الأخلاقية والقانونية تقتضي من المجتمع الدولي التدخل الجدي لوقف حرب الإبادة الجماعية ووقف هذا التعدي الصارخ على حقوق المسلمين وعلى حقوق الإنسان”.

كما حمّل مكتب الإعلام الحكومي إسرائيل والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن “استمرار هذه الجرائم ضد الدين الإسلامي وضد شعبنا الفلسطيني سواء حرب الإبادة الجماعية أو منع إدخال الأضاحي وحرمان المسلمين من الاحتفال بعيد الأضحى”.

وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالضغط على الاحتلال وعلى الإدارة الأميركية لوقف حرب الإبادة الجماعية وفتح المعابر وإلغاء هذا القرار غير الإنساني وتكثيف الجهود لكسر الحصار عن قطاع غزة وتقديم المساعدات العاجلة لهم.

ومنذ بداية الحرب، أغلقت إسرائيل معابر قطاع غزة ومنعت دخول البضائع، بينما سمحت بدخول كميات قليلة ومحدودة جدًا من المساعدات الإنسانية في نوفمبر الماضي، عبر معبر رفح البري الحدودي مع مصر، قبل أن تسيطر على الجانب الفلسطيني منه في السابع من مايو الماضي.

تعليق
Exit mobile version