الراديوفن وثقافةقصص نجاح

قصة نجاح الفنانة التونسية المتميزة نادية بوستة

أجرى الحوار: مجدي فكري ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

حلقة جديدة من برنامج قصة نجاح جديدة، بطلتها هذه المرة فنانة صاحبة رحلة فنية متميزة من بلاد الفن والثقافة، تونس الخضراء، وهي الفنانة نادية بوستة، أحد نجوم السينما والتليفزيون والمسرح في تونس.

وهي من مواليد ولاية الكاف، اشتهرت بتأدية دور “ريم” في مسلسل “مكتوب” بأجزائه الثلاثة للمخرج سامي الفهري، وعرفت بمشاركاتها العديدة في الأفلام السينمائية التونسية.

وفازت الفنانة التونسية نادية بوستة بالعديد من الجوائز الدولية؛ منها أفضل ممثلة في مهرجان قرطاج الدولي للمسرح في الدورة 21 لأيام قرطاج المسرحية، وأفضل ممثلة من مهرجان الإسكندرية لأفلام البحر الأبيض المتوسط.

في عالم الفن
بدأت الفنانة نادية بوستة حديثها عن متى راودها حلم الدخول إلى عالم السينما، حيث قالت إنها عندما كانت بعمر الـ 18 عامًا، كانت تحلم بالانتقال إلى باريس لدراسة السينما، في تلك الأثناء كانت تعمل كـ “كومبارس” في بعض الأعمال، وكان ذلك في بدايات الألفية.

وأشارت إلى أنها في عام 2006 شاركت في أول فيلم لها كممثلة، وهو فيلم “بين الوديان” للمخرج خالد البرصاوي، وحينها كانت قد بدأت بالفعل دراسة السينما.

تقول بوستة: “رشحني خالد البرصاوي لهذا الفيلم حيث كانت الشخصية تشبهني، إذ أن الفيلم مستوحى من الواقع، وخلال العمل اكتشفت أن هناك صلة رحم بعيدة تربطني بالبرصاوي، وأننا أيضا نحدر من نفس المنطقة؛ شمال غرب تونس”.

وتابعت: “كنت ألعب دور عايشة، وتدور أحداث الفيلم خلال فترة السبعينات، والفيلم يصور الكثير من التناقضات؛ الحرية والحبس، الحب والكره، ووجود الفتاة وعلاقتها بابنيّ عمها، أحدهما يمثل الخير والآخر يمثل الشر”.

أدوار متعددة
لفتت بوستة إلى أنها تجيد تمثيل العديد من الأدوار ولعب كل الشخصيات التي يمكن أن تتماهى معها وتميل إليها، قامت بوستة بدور “ريم” في مسلسل “مكتوب” بأجزائه الثلاثة.

عن هذا المسلسل قالت: “شاركت في المواسم الثلاثة، ولكن لم أشارك في الموسم الرابع، حيث شعرت بأنني ليس لدي المزيد لتقديمه في هذا الدور، بالرغم من أن هذا المسلسل كان له الفضل الأكبر في تعريف الجماهير العريضة في تونس بي، ومن بعدها بدأ الجمهور يعرفني في السينما والمسرح، وبعد مسلسل مكتوب كان هناك مسلسل دنيا، ومسلسل قضية 460 للمخرج مجدي السميري”.

أما في عالم الأفلام القصيرة؛ قدمت بوستة عدة أفلام قصيرة منها فيلم قمامة وفيلم السعادة وغيرها، تقول بوستة: “قدمت حوالي 13 فيلمًا قصيرًا، تتناول قضايا متنوعة، وفي أغلبها كانت لمخرجين تونسيين”.

في عالم المسرح؛ أشارت بوستة إلى أنها قدمت “ابنة الجنرال” مع المسرح الوطني التونسي، وكان الإنتاج مشتركًا بين تونس وفرنسا، كما شاركت بوستة في عدة أفلام وثائقية، منها مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، حيث قدمت أدوارًا مثل ماريا ماجدالينا وحواء وأدوار تاريخية أخرى.

أفلام مثيرة للجدل
في عام 2013؛ شاركت الفنانة نادية بوستة في فيلم أثار الكثير من الجدل مع المخرج التونسي رشيد فرشيو، وهو فيلم “أشواك الياسمين”، وذلك بسبب مهاجمته لرجال الأمن في تونس، عن هذه التجربة قالت بوستة: “كل أفلامي تقريبا مثيرة للجدل، لكن بالنسبة لهذا الفيلم كان الجدل مرتبط أكثر بإخراجه”. وفي عام 2011م؛ قدمت بوستة فيلم “حكايات تونسية”، وأيضا كان مثيرًا للجدل وتم اتهامه بأنه يشوّه المجتمع التونسي، عن تلك التجربة قالت بوستة: “كانت مشاركتي بسيطة في هذا الفيلم، حيث كنت أقوم بدور أخت البطلة”.

أما فيلم الهربة؛ فقالت عنه: “هذا الفيلم يناقش قضية الجنس والتطرف، وفيه ملاقاة بين المتشدد الديني وبائعة الهوى، وأحداث الفيلم كلها تدور في 24 ساعة، أي يوم وليلة، وقد جسدت دور البطولة في هذا الفيلم الذي أثار جدلًا كبيرًا بسبب حالة المتناقضات التي يجمعها”.

عن الأفلام المهمة في مسيرتها؛ قالت: “من أهم الأفلام التي شاركت فيها كان فيلم الهربة، وهو أيضا مثير للجدل، وبين الوديان، والخميس العشية، ودور كوميدي في فيلم ووه! مع المخرجة أسمهان الأحمر”، ونفت بوستة أنها تريد الخروج دائما عن العادات والتقاليد التونسية، وإنما هي فقط تريد تنفتح على الآخر بجرأة.

آراء وأمنيات
عبّرت نادية بوستة عن أمنيتها في أن تشارك في أعمال فنية مصرية في القريب، ولفتت إلى أن اللهجة التونسية ليست بالصعبة، بل إن بها شاعرية كبيرة، مؤكدةً على أن السينما التونسية قد تطوّرت كثيرًا بعد الثورة في 2011، حيث استطاع جيل الألفية أن يخرج بأفلام جديدة تمكنت بعضها من الوصول إلى العالمية، منها فيلمها “الهربة” الذي استطاع أن يحصد جائزة أفضل سيناريو في مهرجان مالمو بالسويد.

وأضافت أن من أبرز الفنانين والفنانات الذين تأثرت بهم؛ هم: سعاد حسني ونبيلة عبيد وعمر الشريف ورشدي أباظة. وعن زيارتها إلى الولايات المتحدة، قالت إنها ذهبت إلى مانهاتن في زيارة عائلية، ولفتت إلى أنها ستسافر قريبًا إلى هوليوود في رحلة عمل.

في ختام الحلقة؛ قالت بوستة إن من بين طموحاتها أن تنفتح أكثر على العالم، وأن يكون هناك تلاقح بين ثقافتها وبين الثقافات الأخرى، وأن تشارك في أعمال فنية بلا حدود.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى