حماس ترد على انتقادات بلينكن وتؤكد تمسكها بمطالبها لوقف إطلاق النار

رفضت حركة حماس الانتقادات التي وجهها لها وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بعدم المشاركة بحسن نية في المفاوضات الجارية لإبرام اتفق لوقف إطلاق النار في غزة، قائلا إن الحركة اقترحت عددًا من التغييرات في ردها على المقترح الأخير تتجاوز المواقف التي اتخذتها سابقا.
ووفقًا لشبكة CNN فقد قالت حركة حماس في بيان لها إنها أبدت الإيجابية المطلوبة للوصول لاتفاق شامل ومُرض يقوم على أساس المطالب العادلة للشعب الفلسطيني بشأن وقف إطلاق النار في غزة.
وأضافت الحركة أن تلك المطالب تشمل وقف دائم لإطلاق النار، والانسحاب الكامل من غزة، وعودة النازحين، وإعادة الإعمار، وإبرام صفقة جدية لتبادل الأسرى.
ووجهت حماس انتقادات حادة للإدارة الأمريكية ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، قائلة في بيانها: “في الوقت الذي يواصل فيه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الحديث عن موافقة إسرائيل على المقترح الأخير، لم نسمع أي مسؤول إسرائيلي يتحدث عن هذا الاتفاق”.
وأضافت أنها أعربت عن موقفها الإيجابي تجاه ما تضمنه خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن في 31 مايو، ولكن حكومة نتنياهو واصلت تأكيد التزامها بحرب الإبادة الجماعية، مهاجمة المقترح الذي طرحه الرئيس الأمريكي، وهو ما يتعارض مع الادعاء بأن إسرائيل وافقت على ما جاء في خطاب بايدن”.
وأشارت إلى أن العالم لم يسمع أي ترحيب أو موافقة من قبل إسرائيل على قرار مجلس الأمن الداعي لوقف إطلاق النار. وتابعت أنها “تدعو بلينكن وإدارة بايدن إلى الضغط على الحكومة الإسرائيلية المصممة على إكمال مهمة القتل والإبادة، والتي تخالف بشكل صارخ جميع القوانين والمعاهدات الدولية”.
وأكدت حماس أنها ترفض تصريحات بلينكن التي تحاول تبرئة إسرائيل من جرائمها ضد الأطفال والنساء والمسنين الأبرياء، وقالت “إن ذلك يتماشى مع السياسة الأمريكية المتواطئة في الحرب الوحشية ضد شعبنا الفلسطيني، مما يسمح للاحتلال بمواصلة جرائمه تحت غطاء سياسي وعسكري أمريكي كامل”.
تعديلات بسيطة
من جانبه قال قيادي كبير من حركة حماس لوكالة “رويترز“، اليوم الخميس، إن التعديلات التي طلبت الحركة إجراءها على مقترح وقف إطلاق النار الذي قدمته الولايات المتحدة “ليست كبيرة” وتشمل الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.
ونقلت رويترز عن القيادي الذي لم تذكر اسمه، أن الحركة تطالب باختيار قائمة تضم 100 فلسطيني من المحكوم عليهم بالسجن لفترات طويلة ليطلق سراحهم من السجون الإسرائيلية.
وأوضح أن حماس “تحفظت على استثناء الورقة الإسرائيلية لمائة أسير من الأسرى الفلسطينيين، من ذوي الأحكام العالية، تقوم هي بتحديدهم فضلا عن تقييدها المدة الزمنية للإفراج عن ذوي الأحكام العالية بألا تزيد المدة المتبقية من محكوميتهم عن 15 عاما”. وتابع “الخلاصة: ليس هناك تعديلات كبيرة تستوجب الاعتراض عليها وفقا لرأي قيادة حماس”.
وتشمل مطالب حماس أيضاً إعادة إعمار غزة؛ ورفع الحصار، بما في ذلك فتح المعابر الحدودية؛ والسماح بحركة الأشخاص؛ ونقل البضائع دون قيود”.
ويحاول المفاوضون من الولايات المتحدة ومصر وقطر منذ أشهر التوسط لوقف إطلاق النار في الصراع – الذي أودى بحياة أكثر من 37 ألف فلسطيني، ودمر القطاع الذي يضم عددهم 2.3 مليون نسمة – وتحرير الرهائن الإسرائيليين، الذين يعتقد أن أكثر من 100 منهم ما زالوا أسرى في غزة.
وتكثف القوى الكبرى جهودها لنزع فتيل الصراع جزئياً لمنعه من التصاعد إلى حرب أوسع في الشرق الأوسط، مع تصاعد الأعمال العدائية على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
انتقادات بلينكن
وكان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قد أكد -عقب المحادثات التي أجراها في الدوحة أمس الأربعاء- أن هناك فجوات بين حماس وإسرائيل يمكن جسرها، مشيرًا إلى أن واشنطن ستعمل مع مصر وقطر لجسر تلك الفجوات.
وفي مقابلة مع “الجزيرة” خلال زيارته إلى قطر، قال بلينكن إن مقترح الصفقة الحالي هو الوسيلة الأسرع والأكثر فاعلية للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار بغزة.
كما قال بلينكن -في مؤتمر صحفي بالدوحة- إن حماس ردت على مقترح صفقة وقف إطلاق النار بعدما استغرق انتظار ردها 12 يومًا. وأضاف أن الحركة اقترحت العديد من التعديلات على المقترح، بعضها لا يمكن القبول به.
ووفقًا لشبكة CNN لم يُقدم بلينكن تفاصيل إضافية حول التغييرات التي طلبتها حماس، لكنه قال: “كان بإمكان حماس أن ترد بكلمة واحدة: نعم”.
وأضاف: “في مرحلة ما من المفاوضات – والتي شهدت تقلبات لفترة طويلة – تصل إلى نقطة حيث إذا استمر أحد الجانبين في تغيير مطالبه، بما في ذلك تقديم مطالب والإصرار على التغييرات للأشياء التي قبل بها بالفعل، عليك أن تتساءل عما إذا كان يقارب الأمر بحسن نية أم لا”.
وردا على سؤال عما إذا كان يتعين على الولايات المتحدة ممارسة المزيد من الضغوط على إسرائيل، أكد بلينكن أن “إسرائيل قبلت الاقتراح كما هو”.
وقال بلينكن: “في الأيام المقبلة، سنواصل الضغط بشكل عاجل مع شركائنا، مع قطر ومصر، لمحاولة إتمام هذا الاتفاق”، وأردف: “لأننا نعلم أن ذلك يصب في مصلحة الإسرائيليين والفلسطينيين والمنطقة، والعالم بأسره”.
وتابع: “نتفق جميعا على أن الاتفاق يجب أن يرتكز على مبادئ اقتراح وقف إطلاق النار الذي يدعمه المجتمع الدولي برمته”. وأضاف إنه “كلما طال أمد هذا، كلما زاد عدد الأشخاص الذين يعانون”، وأردف: “لقد حان الوقت لوقف المساومة ولبدء وقف إطلاق النار الأمر بهذه البساطة”.
ووفقًا لوكالة “رويترز” فقد نفى أسامة حمدان، المسؤول الكبير في حماس، أن تكون الحركة طرحت أفكارا جديدة. وفي حديثه للتلفزيون العربي، كرر حمدان موقف حماس بأن إسرائيل هي التي ترفض المقترحات واتهم الإدارة الأمريكية بالتوافق مع حليفتها الوثيقة.
بينما قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، إن العديد من التغييرات التي اقترحتها حماس طفيفة “وليست غير متوقعة”، بينما تختلف تغييرات أخرى بشكل أكبر عما ورد في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يدعم الخطة التي طرحها الرئيس جو بايدن.
وقال سوليفان للصحفيين “هدفنا هو إنهاء هذه العملية. وجهة نظرنا هي أن وقت المساومات قد انتهى”، وقال مصدران أمنيان مصريان لرويترز إن حماس تريد أيضا ضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة بشأن خطة وقف إطلاق النار.
ويتصور اقتراح بايدن هدنة وإطلاق سراح تدريجي للرهائن الإسرائيليين في غزة مقابل إطلاق سراح الفلسطينيين المسجونين في إسرائيل، مما يؤدي في النهاية إلى نهاية دائمة للحرب.