أخبارأخبار العالم العربي

حماس تقبل خطة إنهاء الحرب وتطلب تعديلات.. وأمريكا ترحب وتعتبر الخطوة مؤشر أمل

نقلت قناة “الجزيرة” عن مصادر قولها إن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، سلما الرد على المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس جو بايدن، إلى رئيس الوزراء ووزير خارجية قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مساء اليوم الثلاثاء.

وذكرت المصادر أن الرد الذي تم تسليمه اشتمل على تعديلات للمقترح الإسرائيلي بما يشمل وقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي من كامل قطاع غزة، بما في ذلك معبر رفح ومحور فيلادلفيا.

فيما نقلت وكالة “رويترز” عن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوي بلينكن قوله إن حماس قبلت قرار الأمم المتحدة الذي يدعم خطة لإنهاء الحرب مع إسرائيل في غزة، وإنها مستعدة للتفاوض على التفاصيل، مشيرًا إلى أن هذه الموافقة تعتبر مؤشر أمل على إنهاء الحرب المستمرة منذ 8 أشهر.

وقال وسطاء قطريون ومصريون إنهم تلقوا ردًا رسميًا من حماس على اقتراح الهدنة الذي تدعمه الأمم المتحدة، وأعربت حماس وحليفتها حركة الجهاد الإسلامي، في بيان مشترك يوم الثلاثاء، عن “استعدادهما للتوصل بشكل إيجابي” إلى اتفاق لإنهاء الحرب في غزة.

ووفقًا للوكالة فإن كل من إسرائيل وحماس أشارتا إلى أن الخطة تلبي أهدافهما رغم تضاربها، مما يثير الشكوك حول إمكانية تحقيق أي تقدم حقيقي نحو التوصل إلى اتفاق.

لكن مسؤول في حركة حماس قال لرويترز إن رد حماس أكد مجددًا موقف الحركة بأن أي اتفاق يجب أن ينهي العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ويؤدي لانسحاب القوات الإسرائيلية وإعادة إعمار غزة والتوصل إلى اتفاق جدي لتبادل الأسرى.

وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن بعد محادثات مع القادة الإسرائيليين في تل أبيب إن المناقشات التي تتناول خطط ما بعد الحرب في غزة ستستمر خلال اليومين المقبلين.

والتقى بلينكن بمسؤولين إسرائيليين يوم الثلاثاء في مسعى لإنهاء الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ ثمانية أشهر على غزة، وذلك بعد يوم من موافقة مجلس الأمن على اقتراح الرئيس جو بايدن لوقف إطلاق النار.

وقبل زيارة بلينكن، كررت إسرائيل وحماس المواقف المتشددة التي أحبطت جولات سابقة من وساطة الهدنة، في حين واصلت إسرائيل هجماتها في وسط وجنوب غزة، وهي من بين أكثر الهجمات دموية في الحرب.

وقال سكان فلسطينيون إن القوات الإسرائيلية في مدينة رفح الجنوبية نسفت مجموعة من المنازل اليوم الثلاثاء، كما قال مسعفون إن غارة جوية إسرائيلية على شارع رئيسي في مدينة غزة أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص.

وينص اقتراح بايدن على وقف إطلاق النار والإفراج التدريجي عن الرهائن مقابل إطلاق سراح الفلسطينيين المسجونين في إسرائيل، مما يؤدي في النهاية إلى وقف دائم للحرب.

واليوم الثلاثاء، قال المسؤول الكبير في حماس، سامي أبو زهري، المقيم خارج غزة، إن الحركة قبلت قرار وقف إطلاق النار وكانت مستعدة للتفاوض حول التفاصيل. وأضاف لرويترز أن هذا يتطلب صيغة تنص على انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة وتبادل الرهائن المحتجزين في غزة بالفلسطينيين المسجونين في إسرائيل.

وقال أبو زهري إن “الإدارة الأمريكية أمام اختبار حقيقي لتنفيذ التزاماتها في إجبار الاحتلال على إنهاء الحرب فورا تنفيذا لقرار مجلس الأمن الدولي”.

وقالت وزارة الخارجية القطرية إن الدوحة والقاهرة تسلمتا ردًا من حماس والفصائل الفلسطينية حول مقترح صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين.

وأكد بيان الخارجية القطرية أن جهود قطر ومصر في وساطتهما المشتركة مع الولايات المتحدة مستمرة لحين التوصل إلى اتفاق. وأشار إلى أن الوسطاء سيقومون بدراسة الرد والتنسيق مع الأطراف المعنية حيال الخطوات القادمة.

وقد رحبت الولايات المتحدة سريعا برد المقاومة وقال البيت الأبيض “علمنا بتسليم حماس ردها إلى قطر ومصر ونحن نقوم بتقييمه.. من المفيد أننا حصلنا على رد حماس على المقترح ونتحفظ على التعليق بشأنه لحين مراجعته”.

وقال بلينكن في وقت سابق إن بيان حماس هو “علامة أمل” لكن لا تزال هناك حاجة لكلمة حاسمة من قيادة حماس داخل غزة المحاصرة من قبل إسرائيل.

وبعد مغادرة بلينكن إلى الأردن، قال مسؤول حكومي إسرائيلي كبير، طلب عدم الكشف عن هويته، إن الاقتراح المنشور سيمكن إسرائيل من تحقيق أهدافها الحربية.

وكرر المسؤول موقف إسرائيل بأنه يجب القضاء على القدرات العسكرية لحماس وحكمها في غزة، وأن يتم إطلاق سراح جميع الرهائن مع عدم تشكيل غزة أي تهديد مستقبلي لإسرائيل.

وبدأت الحرب عندما اقتحم مسلحون فلسطينيون بقيادة حماس جنوب إسرائيل من غزة في 7 أكتوبر، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 كرهائن، وفقًا للإحصائيات الإسرائيلية.

وقالت وزارة الصحة في غزة في تحديث يوم الثلاثاء إن الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي على غزة أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 37164 فلسطينيًا، وتحويل معظم القطاع الساحلي الضيق إلى أراضٍ قاحلة، مع انتشار سوء التغذية على نطاق واسع.

والولايات المتحدة هي أقرب حليف لإسرائيل وأكبر مورد للأسلحة، لكنها أصبحت، مثل كثير من دول العالم، تنتقد بشدة عدد القتلى المدنيين الضخم في غزة والدمار والكارثة الإنسانية التي أحدثها الهجوم الإسرائيلي.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى