أخبارأخبار العالم العربيالراديو

مبادرة راديو صوت العرب مع منظمة Life: حملة توزيع الأضاحي في غزة وسوريا واليمن والسودان

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

أطلق راديو صوت العرب من أمريكا، بالتعاون مع منظمة الحياة للإغاثة والتنمية Life for relief and development مبادرة للتمويل الجماعي لمشروع حملة توزيع الأضاحي للمحتاجين في غزة، وسوريا واليمن والسودان، حيث سيتكفل فريق الإغاثة في Life for relief and development بجميع إجراءات الأضحية، بدءًا من اختيار الأضحية الملائمة، والذبح الإسلامي، وتوزيع الأضاحي في أماكن تواجد النازحين والمحتاجين في هذه الدول الأربع التي تعصف بها ويلات الحرب ويعاني مواطنوها من الفاقة والمجاعة وسوء التغذية.

لتكن أضحيتك هذا العام وسيلة لرسم البسمة على وجوه المساكين والمحتاجين، وإدخال الفرحة والسعادة على قلوبهم وقولب أطفالهم، ولتكن مثالاً لتحقيق التراحم والألفة، تبرع من مكانك الآن، وأنقذ حياة في أماكن يقتل الجوع فيها أخوة لنا حاصرتهم آلة القتل والعدوان، عبر مشروع الأضاحي ومن خلال منظمة الحياة للإغاثة والتنمية.

في هذا الصدد؛ استضافت الإعلامية ليلى الحسيني، المتحدث الرسمي لمنظمة الحياة للإغاثة والتنمية، السيد عمر الريدي، والذي يشغل منصب المشرف العام على البرامج الإغاثية في الشرق الأوسط للحديث حول كيفية التبرع لمشروع الأضاحي ومشروعات لايف الخيرية والإغاثية الأخرى، والتعرف على كيفية وصول تبرعاتكم إلى مستحقيها.

الوضع في غزة
* قبل أن ننتقل إلى موضوع الأضاحي وأيام الخير التي تطل علينا؛ هل لك أن تصف لنا الوضع الحالي في غزة؟، هل تم فتح المعابر؟، وهل بات من الممكن إيصال المزيد من المعونات إلى غزة؟

** بدايةً أود أن أشير إلى الدعم الكبير الذي يقدمه راديو صوت العرب من أمريكا لهذه الحملة، وهو ليس بالجديد على هذه الإذاعة ولا على مستمعيها، فقد عهدنا من راديو صوت العرب خلال السنوات الماضية أن تكون هذه الإذاعة دائما سبّاقة بالخير، ودائما ما تحمل على عاتقها المساهمة في مساعدة المحتاجين والمتضررين حول العالم.

أمام بخصوص الوضع في غزة؛ فمما لا يخفى على الجميع أن معبر رفح لا يزال مغلقًا تماما ولا تدخل منه أي مساعدات، ولكن العمل مستمر في معبر كرم أبو سالم من خلال الأردن، وكذلك هناك بعض الشاحنات القليلة التي تدخل من معبر إيرز (بيت حانون)، دخول المواد التجارية موجود ولكن المساعدات الإغاثية محدود للغاية، وألية توزيعها ليست بالسهلة.

الأمر يشبه إلى حدٍ ما الأيام الأولى، حيث يتراوح عدد الشاحنات ما بين 3 إلى 5 أو 7 شاحنات بشكل يومي، وبالطبع لا تكفي 1% أو 2% من الاحتياجات التي يتطلبها قطاع غزة.

* كم شاحنة تدخل للقطاع من شاحنات منظمة الحياة للإغاثة والتنمية في الوقت الحالي؟

** بعد الأحداث الأخيرة في رفح، فإننا لم ندخل أي شاحنات سوى الشاحنات القليلة التي خرجت من الأردن والتي كانت محملة بالطحين، حيث تم إرسال شاحنتين محملتين بـ 40 طنًا من الطحين من الأردن بالشراكة مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، وبالتوازي فإننا نقوم بشراء بعض المواد الغذائية والوجبات من داخل القطاع، ويقوم فريقنا بالإشراف على توزيعها، حيث نستغل أن الشاحنات التجارية يُسمَح لها بالدخول.

وقد وجدنا أن الشراء من الداخل بأسعار مرتفعة يكاد يقارب شراء المواد من دول الجوار ودفع تكلفة الشحن، فقررنا تجربة الشراء من الداخل كمسارٍ موازٍ لإرسال المساعدات.

مشاهدات صعبة
* نقترب من مواسم الخير والأيام التي يذوق فيها الفقراء طعم اللحم، هل لك بدايةً أن تحدثنا قليلًا من خلال مشاهداتك وعملك الميداني في المجال الإغاثي والإنساني، عمّا بات يعانيه الكثيرون من سوء تغذية وفقر وأوضاع صعبة؟

** عندما كنا صغارًا كنا نستمع دائمًا إلى مثل شعبي يقول “لا أحد يموت من الجوع”، ولكن هذا ما رأيناه بأعيننا على جميع وسائل الإعلام، فهذا بالضبط هو ما يحدث في غزة والسودان والصومال واليمن، هناك بالفعل حالات وفاة بسبب الجوع، وأصبحنا نرى أناس أصحاء وقد تحولت أجسادهم إلى ما يشبه الهياكل العظمية بسبب سوء التغذية.

والأمر لا يقتصر على تلك المناطق الأربعة، بل هناك دولًا عربية أخرى مثل مصر والأردن والعراق بها من الفقراء من لا يرون اللحم إلا من العام إلى العام.

حملة توزيع الأضاحي
* لو تحدثنا عن حملة توزيع الأضاحي التي أطلقتها منظمة لايف اليوم، كيف تشرحها للمتابعين؟، وما هي ألية المساهمة فيها؟

** بدايةً أودّ أن أشير إلى جزء من عملنا في قطاع غزة قبل أن نطلق هذه الحملة؛ فنحن في منظمة لايف قد قمنا في بداية الأحداث بتوزيع الوجبات الساخنة على معظم أهلنا في قطاع غزة، وكان البروتين جزءًا من هذه الوجبات من خلال توفير الدجاج من مصر، أو من خلال شراء الماشية من القطاع وذبحها، نظرًا لأن الماشية كانت تكاد تتعرض للموت بسبب عدم القدرة على تغذيتها.

في السابق كانت الماشية تدخل إلى قطاع غزة خلال عيد الأضحى، قادمةً من نيوزيلندا والبرازيل وغيرها من البلدان، وهذا العام لن تسمح إسرائيل بدخول الماشية، وبناءً على هذه الحيثيات والمعطيات فإن نسبة تواجد المواشي القابلة للذبح خلال العيد داخل القطاع ستكون منعدمة، وإن وجدت تلك المواشي في القطاع فإنها ستكون هزيلة وضعيفة ولا تصلح للأضحية، وقد وصل سعر الخروف الواحد في القطاع إلى 2000 دولار، وقيمة البقرة الهزيلة وصلت إلى 10 آلاف دولار.

ومن هنا استخدمنا خبرتنا في المنظمة، وقمنا بتكرار مشروع سبق وأن قمنا بإطلاقه في غزة، وهو أن نقوم بذبح الأضحية في وقتها الشرعي ومن ثمَّ العمل على تجميد اللحوم وتعبئتها وإرسالها إلى القطاع، وسنقوم هذا العام بذبح الأضاحي في الهند، وإرسالها إلى أفضل المصانع الخاصة بتعبئة اللحوم في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن ثمَّ إرسالها إلى غزة.

وعن سبب اختيار الإمارات تحديدًا للتعبئة والإرسال؛ فهذا يعود إلى سبب لوجيستي، أنه إذا تم إرسال اللحوم إلى مصر وتم فتح معبر رفح فإنها ستدخل للقطاع، وإذا تم إرسالها إلى الأردن فإنها ستدخل من معبر كرم أبو سالم، وإذا تم إرسالها إلى الضفة الغربية فأيضا يمكنها أن تدخل من معبر إيرز، لأن المنتجات الإماراتية هي فقط المسموح لها أن تدخل من هذا المعبر.

وبالمناسبة فإن هذا النوع من اللحوم هو نفسه الذي يعتاده أهل غزة وقد تناولها مرارًا من قبل، ونظرًا لتواجد الناس في الخيام بسبب النزوح وظروف الحر الشديد فإن تسليم اللحوم المعلبة سيتيح لجميع الأسر التحرك بها بسهولة إذا ما حدث أي نزوح آخر.

لو قمنا بعمل مقارنة بسيطة بين سعر الأضحية المتاحة في القطاع، وهي البقرة الهزيلة في القطاع والتي تبلغ قيمتها 10 آلاف دولار، كم ستغطي من المحتاجين، وقيمة السهم المتاح للأضحية التي سترسل إلى غزة، وقيمته 160 دولارًا، وهذه القيمة تكفي لعمل 40 عبوة من اللحوم المعبأة بأعلى جودة، وهو ما يغطي احتياجات أسرة كاملة من البروتين اليومي لقرابة الشهر ونصف.

بلدان أخرى
* ولكن ماذا عن البلدان الأخرى إذا كان المتبرع يريد التبرع لأهل سوريا على سبيل المثال؟

** رغم الانشغال الكبير بما يحدث في غزة، إلا أن هذا لم يجعلنا نغفل عن متابعة أحوال الفقراء والمحتاجين حول العالم، فلازلنا نعمل في 30 دولة حيث نقوم بتوزيع اللحوم فيها من خلال مشروع الأضاحي.

أودّ أن أشير إلى أن الأضاحي يتم تقسيمها إلى مجموعات معينة بناءً على قدرات المتبرعين، وبناءً على أسعار الأضحية في تلك البلدان، المستوى الأول وهي الأضحية التي تكلّف 90 دولارًا وهي في بلدان: بنغلاديش وغامبيا وغانا والهند وساحل العاج وكينيا ومالي وموريتانيا وميانمار وباكستان والسنغال والصومال وسيراليون وسيرلانكا وتوغو وأوغندا.

المستوى الثاني وهو بتكلفة 200 دولار، وهذا موجود في أفغانستان وجيبوتي وإندونيسيا وإثيوبيا ونيجيريا والسودان واليمن، والمستوى الثالث بقيمة 350 دولار وهذا موجود في مصر والبوسنة ولبنان وسوريا وتركيا وسوريا، والمستوى الرابع والأخير وهو بقيمة 450 دولار، ويتم تنفيذه في العراق والأردن والضفة الغربية والولايات المتحدة الأمريكية.

وللتوضيح فإن كافة هذه البلدان سيتم توزيع اللحوم طازجة فيها، باستثناء غزة، ففي تلك البلدان سيتم ذبح الأضاحي في أعقاب صلاة العيد مباشرةً، وحتى ظهر اليوم الرابع، وسيتم توزيع هذه اللحوم طازجة وغير معلبة أو مجمدة.

ولا شك أننا نقوم في المنظمة بكافة الأمور الشرعية والصحية المطلوبة؛ من تقصي لعمر الأضحية وحالتها ومقابلتها للشروط والضوابط الشرعية الخاصة بالأضحية، وإذا كان التوزيع في نفس المكان يتم مباشرةً، وإذا كان التوزيع في أماكن بعيدة فيتم استعمال المبردات والسيارات التي بها ثلاجات لنقل اللحوم دون أن تفسد إلى المحتاجين والمتعففين.

رابط للتبرع
* هل هناك إمكانية لخلق رابط لتسهيل انتقال هذه المبادرة إلى المتابعين والمشاركة مباشرةً في هذا العمل الخيري؟

** بالطبع، يمكننا عمل رابط خاص بالمبادرة لتلقي تبرعات مستمعي راديو صوت العرب فيما يخص حملة الأضاحي، ويمكن أيضا للجميع وللمستمعين أن يعلموا قيمة المبلغ الذي تم تحصيله من خلال مستمعي صوت العرب.

وأعيد التأكيد على أننا مؤسسة مفتوحة للجميع، فيمكن لأي شخص أن يتصل ويستفسر عن أضحيته وأموال تبرعه، فهذا حق مكفول لكل متبرع، ويسعدنا دائما أن نقدم أي استفسارات أو أن نجيب على أي أسئلة.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى