أخبارأخبار أميركا

زخم متزايد بين الديمقراطيين لمقاطعة خطاب نتنياهو أمام الكونغرس

أكدت مجموعة متزايدة من الديمقراطيين في مجلس النواب أنهم يخططون لمقاطعة عن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي سيلقيه الشهر المقبل أمام اجتماع مشترك للكونغرس.

وأكدوا أن مقاطعتهم لخطاب نتنياهو تأتي في إطار معارضتهم لتعامله مع الحرب الإسرائيلية على غزة، وازدراءه المتكرر لنهج الرئيس بايدن في التعامل مع الحرب، مشيرين إلى أنهم سيظهرون احتجاج الليبراليين في الكابيتول هيل على سياسة نتنياهو.

اتجاه متزايد

وكان بعض الديمقراطيين قد أعلنوا مبكرًا عن اعتزامهم مقاطعة خطاب نتنياهو، وسط تكهنات بأن رئيس مجلس النواب الجمهوري، مايك جونسون، كان على وشك دعوة نتنياهو إلى مبنى الكابيتول للرد على انتقادات الديمقراطيين له.

ومع توجيه جونسون الدعوة الرسمية لنتنياهو وتحديد موعد لخطابه المقرر أن يتم في 24 يوليو المقبل، بدأ المزيد والمزيد من الديمقراطيين التقدميين يخرجون بإعلان رسمي خاص بهم يؤكدون فيه أنهم سيقاطعون خطاب نتنياهو. وقال النائب هانك جونسون (ديمقراطي من جورجيا): “لن أحضر وأدير ظهري له، لذا سأبقى بعيدًا”

ووفقًا لصحيفة The Hill فإن العلاقات السيئة بين نتنياهو والليبراليين في الكابيتول هيل ليست جديدة. ولطالما ندد الديمقراطيون التقدميون بسياسات نتنياهو المحافظة، بما في ذلك انتقاداته الحادة للاتفاق النووي الإيراني في عهد الرئيس السابق أوباما، مما أدى إلى مقاطعة خطاب رئيس الوزراء الأخير أمام الكونغرس الذي ألقاه قبل عقد من الزمن تقريبًا.

ولا تزال هذه العلاقة المتوترة القديمة قائمة، وتزايدت بعد عثور الديمقراطيين على سبب جديد لتوبيخ نتنياهو بسبب حربه الدامية غزة.

وقال النائب ستيفن إف لينش (ديمقراطي من ماساشوستس): “لقد جلب الكثير من الجدل في المرة الأخيرة التي كان فيها هنا، أعتقد أنه لم يظهر الاحترام للرئيس، لذلك أنا أميل إلى عدم الحضور”.

احتجاج متنوع

وقد لا تكون المقاطعة هي الطريقة الوحيدة التي يظهر بها المشرعون معارضتهم لنتنياهو عندما يزور واشنطن الشهر المقبل. وقال النائب لويد دوجيت (ديمقراطي من تكساس)، وهو نائب عن الكتلة التقدمية في الكونغرس والذي خدم في مجلس النواب منذ عام 1995، إن المحادثات جارية حول أفضل طريقة للاحتجاج على خطاب نتنياهو المثير للجدل.

وقال دوجيت لصحيفة The Hill: “لا يزال هناك بعض الجدل حول أفضل طريقة للرد على مجيئه”. وأضاف: “لا أخطط للحضور وسأشارك في أي فعاليات للتعبير عن أننا نريد لهذه الحرب أن تنتهي ونريد أن يتفق هو وحماس على وقف إطلاق النار”.

انقسام ديمقراطي

وسيشكل الليبراليون المقاطعون تناقضًا حادًا مع الديمقراطيين الآخرين الذين تعهدوا بحضور الخطاب لإظهار درجة من التضامن مع حليفتهم إسرائيل في وقت الحرب.

وفي هذا الإطار قال النائب خوان فارغاس (ديمقراطي من كاليفورنيا): “إنهم أقوى حليف لنا في الشرق الأوسط. ومن الواضح أنه القائد الذي اختاروه، أنا أحترم هذه البلاد كثيرًا وسأكون هناك”.

ويستعد كبار الديمقراطيين في مجلس النواب بالفعل للانقسامات الداخلية التي سترافق زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى مبنى الكابيتول. وقال النائب بيت أجيلار (كاليفورنيا)، رئيس التجمع الديمقراطي بمجلس النواب، “إذا أراد الأعضاء تخطي الحدث فهذا حقهم”.

بينما قال زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز، إن كل مشرع سيتعين عليه اتخاذ قراره الخاص قبل الخطاب.

وقال جيفريز الأسبوع الماضي: “ندرك جميعًا أن كل عضو يجب أن يتخذ هذا القرار بمفرده بناءً على ما يعتقد أنه يتوافق مع المنطقة التي يمثلها”.

سابقة مشابهة

وهناك سابقة للوضع الحالي، فقد واجه نتنياهو مقاطعة كبيرة خلال خطابه الأخير أمام الكونغرس في عام 2015، عندما استغل وقته في مجلس النواب لتشويه سمعة أوباما والاتفاق النووي الإيراني الذي أبرمته الإدارة، مما مثل هجومًا غير مسبوق على الرئيس الأمريكي من قبل زعيم أجنبي على الأراضي الأمريكية.

ومما أثار الجدل قيام رئيس مجلس النواب آنذاك، جون بوينر (جمهوري من ولاية أوهايو) بتنسيق خطاب نتنياهو دون استشارة البيت الأبيض.

وتخطى ما لا يقل عن 58 مشرعًا هذا الخطاب، ويخطط بعضهم لتجنب الحدث مرة أخرى، بما في ذلك دوجيت والنائب جان شاكوفسكي (إلينوي)، وهو ديمقراطي يهودي.

وقال شاكوسكي لصحيفة The Hill: “إن الدور الذي يلعبه رئيس الوزراء سلبي للغاية، ولا أريد أن أكون هناك”.

وردد دوجيت ذلك قائلا: “يجب عليه أن يبقى في إسرائيل، وأن يعمل من أجل السلام الذي لم يكن مستعدا لدعمه في الماضي”.

وأضاف: “على الرغم من الفظائع التي ترتكبها حماس وكل الأخطاء الموجودة هناك، فإن القصف العشوائي الذي شجعه أدى إلى خسائر في الأرواح لم يكن ينبغي أن تحدث أبدًا. ولم يعط الأولوية للرهائن. يجب أن يفعل ذلك بدلاً من المجيء إلى هنا”.

ومن بين الغيابات الملحوظة الأخرى عن خطاب نتيناهو في عام 2015، كان نائب الرئيس آنذاك جو بايدن ، الذي كان مسافرًا إلى الخارج ولم يحضر للجلوس على المنصة خلف نتنياهو.

معارضة أكبر

وفي هذا العام، يتوقع بعض الديمقراطيين ظهور معارضة أكبر لخطاب نتنياهو، وقالت النائبة براميلا جايابال (ديمقراطية من واشنطن)، رئيسة التجمع التقدمي في الكونغرس، إنها لن تحضر الخطاب.

وأضافت: “لقد تحدثت إلى العديد من الأعضاء في مجلسي النواب والشيوخ، الذين حضروا الخطاب الأخير في عام 2015، وكان من الواضح أن لديهم الكثير من الشكوك، وكانوا واضحين في أنهم لن يحضروا”

أحد الاستثناءات لهذا الاتجاه هو النائب ستيف كوهين (تينيسي)، وهو ديمقراطي يهودي غاب عن خطاب عام 2015،  لكنه يعتزم الحضور هذا العام.

وقال كوهين: “لقد كان الأمر أكثر إثارة للجدل آنذاك لأن أوباما لم يكن ضمن القائمة، وكان الأمر بمثابة انتهاك للبروتوكول، لكنني أعتقد أنني سأذهب هذه المرة، لأنها حرب، والوضع مختلف”.

توتر ديمقراطي

ويمثل خطاب نتنياهو أحدث نقطة اشتعال في التوترات المستمرة منذ فترة طويلة داخل التجمع الديمقراطي بشأن إسرائيل، حيث يجد الديمقراطيون المؤيدون لإسرائيل بشدة أنفسهم على خلاف مرارًا وتكرارًا مع التقدميين المؤيدين للفلسطينيين الغاضبين من العدد الكبير والمتزايد للقتلى المدنيين على يد إسرائيل في قطاع غزة.

وكان هذا التوتر واضحًا مساء الخميس، عندما أعلن جونسون وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل (الجمهوري عن ولاية كنتاكي) رسميًا أن خطاب نتنياهو سيلقيه في 24 يوليو، وهو البيان الذي تضمن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر (ديمقراطي من نيويورك). وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز.

وفي الأسبوع الماضي، وقع جميع زعماء الكونغرس الأربعة على رسالة تدعو زيارة نتنياهو إلى مبنى الكابيتول. وفي بيان بعد وقت قصير من الإعلان، ألمح شومر إلى التوترات المريرة التي تصاحب زيارة الزعيم الإسرائيلي إلى مبنى الكابيتول.

وقال شومر: “لدي خلافات واضحة وعميقة مع نتنياهو، والتي عبرت عنها سرًا وعلنًا، وسأواصل القيام بذلك، ولكن لأن علاقة أمريكا بإسرائيل هي علاقة صارمة وتتجاوز شخصًا واحدًا أو رئيس وزراء، فقد انضممت إلى الطلب الذي تم توجيهه إليه للتحدث”.

وقالت رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي (ديمقراطية من كاليفورنيا)، التي قادت الديمقراطيين في مجلس النواب لما يقرب من عقدين من الزمن، إنها لم تكن لتدعو نتنياهو لإلقاء كلمة أمام الكونغرس لو كانت لا تزال تقود التجمع الحزبي، وأضافت: “لا على الإطلاق. أعتقد أن هذا خطأ”.

كما انتقدت بيلوسي طريقة تعامل شومر مع الوضع، لكنها حرصت على التأكيد على أن زعيم مجلس الشيوخ – وهو أعلى مسؤول يهودي في تاريخ الولايات المتحدة – هو صديق مقرب لإسرائيل. وأضافت: “أنا أحترم وجهة نظره، لكن لا أشاركه فيها بالضرورة”.

في المقابل، فإن بعض أقوى مؤيدي إسرائيل في الكونغرس يطرحون سببًا يتعلق بأهمية الخطاب – الذي يخططون لحضوره – لدعم العلاقة بين واشنطن وتل أبيب.

وفي هذا الإطار قال النائب جوش جوتهايمر: “سأقول لزملائي إن الأمر يتعلق بالولايات المتحدة وإسرائيل، وليس بأي زعيم فردي، وهي حليف رئيسي لنا في الحرب ضد الإرهاب، بما في ذلك إيران وغيرها من الوكلاء المدعومين منها في المنطقة”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى