أخبارأخبار العالم العربيالركن الخامس

السعودية تعلن غدًا الجمعة أول أيام ذي الحجة وعيد الأضحى 16 يونيو.. هل يجوز أن تخالفها دول أخرى؟

أعلنت المملكة العربية السعودية، اليوم الخميس، ثبوت رؤية هلال شهر ذي الحجة للعام الهجري الحالي 1445، وبذلك يكون، غدًا الجمعة، السابع من يونيو الجاري، أول أيام شهر ذي الحجة، وفقًا لبيان صادر عن المحكمة العليا السعودية.

وقالت المحكمة العليا في بيانها: “إن يوم الجمعة 1/ 12/ 1445هجرية، حسب تقويم أم القرى، الموافق للسابع من شهر يونيو/ حزيران 2024 ميلادية؛ هو غرة شهر ذي الحجة، والوقوف بعرفة يوم السبت 9/ 12/ 1445هجرية، حسب تقويم أم القرى، الموافق للخامس عشر من شهر يونيو، وعيد الأضحى المبارك يوم الأحد الذي يليه”، والذي يوافق يوم الـ16 من يونيو 2024 ميلادية.

وأضاف البيان: “اطلعت دائرة الأهلّة في المحكمة العليا على ما وردها من المحاكم عن ترائي هلال شهر ذي الحجة لهذا العام 1445هجرية، مساء يوم الخميس التاسع والعشرين من شهر ذي القعدة لعام 1445هجرية، حسب تقويم أم القرى، الموافق 6/ 6/ 2024ميلادية، وبعد اطلاع الدائرة على ما ورد إليها بهذا الخصوص، أصدرت القرار رقم (183/هـ) وتاريخ 29/ 11/ 1445هجرية المتضمن: ثبوت رؤية هلال شهر ذي الحجة لهذا العام 1445هجرية مساء اليوم المذكور، وعليه فقد قررت دائرة الأهلة في المحكمة العليا: أن يوم الجمعة 1/ 12/ 1445هجرية، حسب تقويم أم القرى، الموافق للسابع من شهر يونيو 2024 ميلادية هو غرة شهر ذي الحجة، والوقوف بعرفة يوم السبت 9/ 12/ 1445هجرية، حسب تقويم أم القرى، الموافق للخامس عشر من شهر يونيو، وعيد الأضحى المبارك يوم الأحد الذي يليه”.

سلطنة عمان تخالف

وأثيرت حالة من الجدل حول إمكانية أن تخالف دول إسلامية أخرى موعد بداية شهر ذي الحجة وبالتالي اختلاف موعد يوم عرفة وعيد الأضحى، وذلك بعد إعلان سلطنة عمان تعذر رؤية الهلال.

حيث أعلنت اللجنة الرئيسية لاستطلاع رؤية هلال شهر ذي الحجة بسلطنة عمان، عدم ثبوت رؤية الهلال؛ وعليه يكون بعد غدٍ السبت غرة شهر ذي الحجة الموافق 8 يونيو، ويكون يوم الاثنين 17 يونيو الجاري أول أيام عيد الأضحى في سلطنة عمان.

وكان مركز الفلك الدولي قد قال في بيان سابق له أن العديد من الدول الإسلامية بدأت شهر ذي القعدة يوم الجمعة 10 مايو 2024م، ومن هذه الدول إندونيسيا وماليزيا وبروناي وبنجلادش وباكستان وإيران والمغرب وغانا، وتلك الدول ستتحرى هلال شهر ذي الحجة يوم الجمعة 07 يونيو، ليكون أول أيام شهر ذي الحجة فيها يوم السبت 08 يونيو أو الأحد 09 يونيو، ويكون أول أيام عيد الأضحى 2024 فيها يوم الاثنين 17 يونيو أو الثلاثاء 18 يونيو.

وأوضح المركز أن رؤية الهلال يوم الجمعة 07 يونيو ممكنة بالعين المجردة من غالبية دول العالم، فعليه من المتوقع أن تبدأ جميع هذه الدول شهر ذي الحجة يوم السبت 08 يونيو، ويكون يوم الاثنين 17 يونيو أول أيام عيد الأضحى 2024 فيها.

وتابع مركز الفلك الدولي أن غالبية الدول الإسلامية بدأت شهر ذي القعدة يوم الخميس 09 مايو، وهذه الدول ستتحرى هلال شهر ذي الحجة يوم الخميس 06 يونيو، ليكون أول أيام شهر ذي الحجة فيها يوم الجمعة 07 يونيو أو السبت 08 يونيو، ويكون أول أيام عيد الأضحى 2024 فيها يوم الأحد 16 يونيو أو الاثنين 17 يونيو، إذ إن القمر يوم الخميس 06 يونيو سيغيب بعد غروب الشمس بعدة دقائق في وسط وغرب العالم الإسلامي، فلا يستبعد أن تبدأ العديد من هذه الدول شهر ذي الحجة يوم الجمعة 07 يونيو، ليكون يوم الأحد 16 يونيو أول أيام عيد الأضحى 2024 فيها.

هل يجوز مخالفة السعودية؟

وفقًا لصحيفة “الوطن” السعودية فإن الجدل يتكرر كل عام، ودائما ما يطرح سؤال هل يجوز مخالفة السعودية في رؤية هلال شهر ذي الحجة؟ وما حكم مخالفة رؤية السعودية في هلال شهر ذي الحجة؟، وهو ما حسمته دار الإفتاء المصرية، مؤكدة أنه لا يجوز لأي بلد إسلامي تحديد يوم عرفة وعيد الأضحى حسب رؤيته للهلال إذا كان مخالفًا لما عليه دولة السعودية.

وأكدت دار الإفتاء في فتواها عبر الموقع الرسمي لها، أن مخالفة السعودية في رؤية الهلال يؤدى إلى اختلاف الأمة وشتات ذهن حجاج بيت الله الحرام، موضحة أن الله تعالى فرض العبادات على خلقه، وجعل منها بعض الأنواع فرائض كانت أم نوافل مقيدة بوقت معين، وذلك كمواقيت الصلاة.

واستدلت دار الإفتاء بقول الله تعالي «إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا» [النساء: 103]، وكذلك الصيام: «فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ»، والحج قال تعالى: «يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ» وجعل ركن الحج الأعظم الوقوف بعرفة.

وأضافت: «سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الْحجُ عَرَفَةُ» وبيَّن صلى الله عليه وسلم بأن عيد الأضحى يأتي عقب وقوف الحجاج بعرفة، ولا يتحدد يوم عرفة وهو التاسع من ذي الحجة ويوم الأضحى إلا برؤية الهلال في أول الشهر كما علمنا صلى الله عليه وسلم، وعرفة هذه جبل في أرض مكة يقف عليه الحجاج»، موضحة: «المرجع في إعلان وتحديد يوم عرفة وعيد الأضحى إنما هو رؤية أم القرى».

وحول اختلاف الفقهاء فيما إذا كان اختلاف مطالع القمر مؤثرًا في ثبوت ظهوره في جميع البلاد الإسلامية أم غير مؤثر، وما عليه قرار مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة، أنه لا عبرة باختلاف المطالع وإن تباعدت الأقاليم متى كانت مشتركة في جزء من ليلة الرؤية وإن قلَّ، ويكون اختلاف المطالع معتبرًا بين الأقاليم التي لا تشترك في جزء من هذه الليلة.

أكدت دار الإفتاء أنه اختلفت كلمة فقهاء المسلمين فيما إذا كان اختلاف مطالع القمر مؤثرًا في ثبوت ظهوره، وبالتالي مؤثرًا في الأحكام المتعلقة بالأهلَّة كالصوم والإفطار والحج والأضحية، أو غير مؤثر فلا عبرة باختلاف المطالع؛ بمعنى أنه إذا ثبتت رؤية الهلال في أي بلد إسلامي ثبتت في حق جميع المسلمين على اختلاف أقطارهم على ظهر أرض الله متى بلغهم ثبوتها بطريق صحيح، أو أن اختلاف المطلع يعتبر فيلتزم أهل كل بلد مطلعه: فعند الجمهور: لا عبرة باختلاف المطالع؛ فمتى ثبتت رؤية الهلال في بلد بالمشرق مثلًا لزم ذلك سائرَ البلاد شرقًا وغربًا.

رأي أخر

من جانبه أوضح المهندس محمد شوكت عودة، مدير مركز الفلك الدولي، أنه بالرجوع لقول الفقهاء نجد أنه بالنسبة للحج، فإنه يجب على كافة الحجاج الالتزام بما يُعلن بشكل رسمي في المملكة العربية السعودية، أما بالنسبة لموعد عيد الأضحى في الدول الإسلامية، فهناك قسم من الفقهاء قد نص على أنه لا فرق بين ذي الحجة وغيره من الشهور، ويجوز أن يختلف موعد عيد الأضحى بين الدول الإسلامية اعتمادًا على رؤية الهلال.

ووفقًا لموقع “إسلام ويب” فإن المحققين من أهل العلم قالوا إن الاختلاف في المطالع معتبر، ويكون ذلك في كل الشهور، ومن المعلوم أن بين المطالع تفاوتاً ملحوظاً، ومما يشهد لهذا الاعتبار ما رواه مسلم في صحيحه من حديث كريب مولى ابن عباس أن أم الفضل بنت الحارث بعثته في حاجة إلى معاوية بالشام، قال: فقدمت الشام فقضيت حاجتها واستهل علي رمضان وأنا بالشام، فرأيت الهلال ليلة الجمعة، ثم قدمت المدينة في آخر الشهر فسألني عبد الله بن عباس ثم ذكر الهلال، فقال: متى رأيتم الهلال؟ فقلت: رأيناه يوم الجمعة، فقال: أنت رأيته؟ فقلت: نعم، ورآه الناس وصاموا وصام معاوية فقال: لكنا رأيناه ليلة السبت، فلا نزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه، فقلت: فلا تكتفي برؤية معاوية وصيامه؟ فقال: لا هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ووجه الشاهد من الحديث يتضح في النقاط التالية:

1- أن المسلمين في ذلك الوقت دولة واحدة ومعاوية خليفتهم، وابن عباس ممن يقرون ذلك، فلو لم يكن اختلاف المطالع معتبرا لما وسعهم خلافه.

2- أن كريباً أخبر ابن عباس بأنه رأى الشهر ورآه الناس معه فصام وصاموا ولم يأخذ ابن عباس برؤيته، وكريب تابعي جليل من أفضل من روى عن ابن عباس وغيره من الصحابة، وقد خرجت له أحاديث كثيرة في البخاري ومسلم وغيرهما.

3- أن ابن عباس قال هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فنسب الأمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو عليم بمدلول اللفظ وبخطورة نسبة شيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل به نصاً أو مضموناً.

4- اختلاف زمن غروب الشمس بين أهل الشام وأهل المدينة طويلاً، كما هو معروف.

وعليه، فلا لوم على المسلمين في أن يختلفوا في بداية الصوم ونهايته، وفي تحديد يوم عرفة ويوم العيد ما دامت مطالعهم مختلفة، لأن العبرة في دخول الشهر بالرؤية أو بإتمام الشهر ثلاثين يوماً، ويكون يوم عرفة ويوم العيد بالنسبة لمن بمكة غير يوم عرفة ويوم العيد بالنسبة لغيرهم ممن يختلف مطلعهم عنهم كالشام أو غيرها، وإذا تأخرت رؤيتهم للهلال عن رؤية أهل مكة مثلاً فلا يقال إنهم صاموا يوم عرفة في يوم العيد وصومه ممنوع، لأنه لم يكن قد دخل يوم العيد عندهم حتى يقال عنهم إنهم صاموا يوم العيد، وأما أهل البلد الواحد المتحد المطلع فيلزمهم أن يتحدوا في الصوم والعيد إذا رأوا الهلال أو أتموا الشهر فيصوموا أو يضحوا في يوم واحد باعتبار ثبوت الهلال لديهم، أو إكمال عدة الشهر، ولا يصح أن يوافقوا أهل البلد الآخر، ولا يصح أن يختلفوا ويتفرقوا في هذه الحالة، لما ثبت في سنن أبي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الصوم يوم تصومون، والإفطار يوم تفطرون، والأضحى يوم تضحون.

وأما إذا لم يتم الشهر عندهم، ولم يروا الهلال، وأعلن غيرهم عن دخول الشهر أو خروجه ممن يخالفونهم في المطلع، وأخذ بعض الناس برؤيتهم أخذاً بمذهب أكثر الفقهاء القائل بعدم اعتبار اختلاف المطالع، فقدم صومه أو فطره معهم قبل أهل بلده فلا ينكر عليه، لأنه آخذ بقول معتبر لأهل العلم.

والحاصل أن الأمر فيه سعة، والله أعلم.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى