الراديوفن وثقافةقصص نجاح

قصة نجاح الفنان أحمد الأحمد.. رحلة فنية متميزة خلال عدد قليل من السنوات

أجرى الحوار: مجدي فكري ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

حلقة جديدة من برنامج “قصة نجاح” مع أحد نجوم الدراما السورية والعربية، الفنان الكبير أحمد الأحمد، وهو صاحب رحلة فنية متميزة، وأصبح نجمًا من نجوم الدراما التليفزيونية في سوريا خلال عدد قليل من السنوات.

الفنان أحمد الأحمد، من مواليد حمص بسوريا، في عام 1975، وهو شقيق الفنان السوري محمد الأحمد، تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية (قسم التمثيل) عام 2002. وشارك بعد تخرجه في العديد من الأعمال الفنية الدرامية والكوميدية، وظهر للمرة الأولى على الشاشة الصغيرة عام 2001 في مسلسل “صلاح الدين الأيوبي” للمخرج حاتم علي.

دار اللقاء حول طفولته في سوريا وبداية اهتمامه بالفن، ودراسته في معهد الفنون المسرحية، وبدايته مع التمثيل بعد تخرجه من المعهد مباشرة، وأهم الأدوار والشخصيات التي جسدها في أعماله، واهتمامه بالأعمال التاريخية، وعلاقته بالفنان الكبير دريد لحام، وتجربته في التمثيل بمصر، وتقييمه للدراما السورية حاليًا.

بدايات فنية
في بداية الحلقة؛ بدأ الفنان أحمد الأحمد حديثه بالإشارة إلى فترة عمله مع المخرج السوري الكبير الراحل حاتم علي، حيث قال: “رحم الله حاتم علي، مخرج كبير نفتخر به وبأعماله الخالدة التي لا تزال في قلوبنا، ومن أهم الأعمال التي عملنا فيها سويًا هو مسلسل قلم حمرة، وكذلك مسلسل صلاح الدين، والذي كان في بداياتي”، ولفت الأحمد إلى أنه لا يحب التمييز بين طبيعة الأعمال، سواء تاريخية أو غيرها، فهي في النهاية جميعها تندرج تحت مسمى الفن الذي نتقنه.

عن ارتباطه بالفن منذ الطفولة، قال الأحمد إن “جيل النجوم قد أسسوا فينا عندما كنا صغارًا، وهم من أودعوا فينا تلك الرغبة في الالتحاق بهذا العالم الجميل؛ عالم الفن، ثم التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية حيث درست وتخرجت في عام 2002م، حيث بدأت بعدها الاشتراك في بعض الأعمال الفنية.

وأضاف الأحمد أن “العمل في التلفزيون قد سرقني من العمل بالسينما والمسرح، وإن كانت بداياتي كانت في المسرح ولدي بعض المشاركات المسرحية التي أفتخر بها”، وأشار إلى أن أهم مسرحية شارك فيها هي مسرحية “كذا انقلاب”، التي عُرِضَت بالعاصمة دمشق، وكذلك مسرحية “حلم ليلة صيف”.

النشأة في حمص
عن نشأته في حمص وترعرعه فيها، قال الأحمد: “حمص مدينة جميلة جدا، وهي مدينة حية بها الشارع والمسرح والسينما وكل شيء، كانت هناك حوالي 4 أو 5 دور للسينما، فالمناخ الذي تربينا به كان شعبيًا وجميًلا، حيث الناس في كل مكان، وكان لهذه الحياة تأثيرًا كبيرًا على نشأتنا”، كما أشار الأحمد إلى أخيه الفنان محمد الأحمد الذي تشاركا معًا في نفس الشغف بالتمثيل، وكذلك أخيهما الأكبر الذي يعمل أستاذًا للفنون في سوريا، والذي يعود له الفضل في بث حب الفنون في نفسيهما.

لفت الأحمد إلى أن الأسرة لم يكن لديها أي اعتراض على عمله بالفن، كما أن والده كان يشجعه على العمل في الفن لما في ذلك من إبداع وتحقيق للذات، ونتيجة لهذا التشجيع فإنه قد شارك في بعض المسرحيات أثناء الدراسة بالمعهد، كما سافر إلى تونس وهو في السنة الثالثة لتقديم عرض مسرحي هناك، لكنه لم يسافر للخارج للدراسة أو العمل معللًا ذلك بان المناخ الإبداعي في سوريا في تلك الفترة كان مزدهرًا ويتسع للجميع.

وبعد تخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية، تم اختيار الأحمد من بين الأوائل وسافر إلى فرنسا حيث حضر ورشات عمل مع فرق مسرحية عالمية، وقد استفاد كثيرًا من تلك التجربة، ولكن في نهاية المطاف عاد مجددًا إلى سوريا حيث قدّم أعماله للجمهور السوري.

أعمال وشخصيات
لفت الأحمد إلى أن بدايته الحقيقة في عالم الفن كانت بعد تخرجه من المعهد حيث قدّم عملًا كوميديًا اجتماعيًا، وهو مسلسل “هومي هون”، الذي حقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا وكان سببًا في معرفة الجمهور له.

وعن الشخصيات التي قدمها وتركت أثرًا لدى الجمهور، كانت شخصية أباقا، وهو ابن هولاكو، ولفت الأحمد إلى أن هذه التجربة كانت رائعة لأنها قدمته للجمهور بشكل مختلف مقارنةً بالأعمال الكوميدية التي قدمها من قبل، حيث كانت شخصية تاريخية مهمة وكان لها أثر ملحوظ عند الجماهير.

من أهم الأدوار التي لعبها الأحمد كان دوره في فيلم “الظهر إلى الجدار”، وهو من إخراج أوس محمد، وكذلك شخصية سعيد في مسلسل “خريف العشاق” من إخراج جود سعيد، وقد شاركه في هذا العمل شقيقه الفنان محمد الأحمد، وهناك أيضا دوره في مسلسل “الحرملك” الذي تطلب منه أن يجري بروفات كثيرة نظرًا لأن الشخصية أكبر منه عمرًا.

وقال نال الأحمد جائزتين عن دوره في فيلم “الظهر إلى الجدار” بمهرجان الإسكندرية، حيث يحكي الفيلم عن قصة أستاذ جامعي يلقي محاضرات عن التحقيقات الصحفية الجنائية، ومن بين ما صادفه قصة اختفاء صديق عمره، فيبدأ رحلة بحث عن هذا الصديق، ويكتشف في النهاية أنه ضحية لعدة أحداث، فيحاول إنقاذه ولكنه يفشل في النهاية.

وأشار الأحمد إلى أن أدواره الكوميدية قد لاقت نجاحًا، وكذلك أدواره الدرامية كدوره في مسلسل “الندم” مع المخرج الليث حجو، حيث قدّم الأحمد شخصية درامية تراجيدية لشاب يقرر الرحيل من عائلته ويرفض التواجد معهم، وبعد زمن يعود ويشعر بالندم الحقيقي على ما فعله.

علاقات فنية
عن علاقته بالنجم السوري الكبير دريد لحام؛ قال الأحمد: “تشرفت بالعمل معه في مسرحية (السقوط) التي تم تقديمها على مسرح جماهيري، كما شاركت معه في مسلسل كوميدي اسمه (خربة)، حيث قدمت دور سمعان أبو قعقور، وقد لاقى المسلسل نجاحًا كبيرًا على مستوى الوطن العربي”.

أما علاقته بالمخرج جود سعيد؛ فقال إنها “علاقة مميزة، فهو مخرج رائع، وقد عملنا معا في مسلسل (خريف العشاق) الذي كتبته نصّه المؤلفة ديانا جبور، وقد لاقى العمل نجاحًا ـ والحمدلله ـ على الصعيد المحلي وعلى صعيد الوطن العربي”.

مسلسل العائدون
عن شخصيته الناجحة في مسلسل “العائدون” الذي قدّمه في مصر، قال الأحمد: “النجاح لا يتجزأ وليس محصورًا ببلد معيّن، مصر رائعة ولها تاريخ كبير في الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، ومسلسل (العائدون) يعدّ بمثابة انطلاقتي في العمل في مصر، وتم ترشيحي للعمل من قبل المنتج والمؤلف، وكذلك مخرج العمل الأستاذ أحمد نادر جلال”.

ولفت الأحمد إلى أن صعوبة الدور كانت تكمن في كيفية التحضير للشخصية، لا سيما وأنها شخصية قاسية وغير مقبولة بسهولة للجمهور، وهي شخصية سيّاف المنتمي لجماعة داعش، لذا فقد تعامل معها على الورق إلى أن اقتنع على قدرته على القيام بالدور، وقد لاقى أداؤه إعجاب المتابعين.

وأشار الأحمد إلى أن دوره في مسلسل “العائدون” يمثل نقلة نوعية في مسيرته الفنية، وهو دور ناجح بامتياز، وكشف عن بعض العروض المقدمة له حاليًا وأنه يدرسها بعناية بحيث تكون خطوته القادمة لا تقلّ نجاحًا عن سابقاتها.

أمنية أخيرة
قدّم الأحمد أدوارًا تاريخية كثيرة، وعن الدور الذي يحلم بتقديمه قال: “لدي رغبة وأمنية دائمًا في تقديم كل ما هو مثير، كل ما يستفزني ويحركني، ويحقق لدي الدهشة ويعلّمني كأنني مبتدئ، لكن ليست هناك شخصية بعينها أتمنى تقديمها”.

ولفت الأحمد إلى أن شخصية “رسلان” التي قدمها في مسلسل “الحرملك” تعدّ من الشخصيات التاريخية الحديثة، مشيرًا إلى أنها من الشخصيات التي بذل جهدًا في تقديمها وقد لاقت نجاحًا لدى الجمهور.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى