البيت الأبيض يؤكد اقتراب التوصل لاتفاق نهائي مع السعودية كجزء من صفقة كبرى بالشرق الأوسط

أكد البيت الأبيض أن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية تقتربان من التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن اتفاق دفاعي ثنائي بعد أن حقق مستشار الأمن القومي الأمريكي، جاك سوليفان، تقدما كبيرا في المحادثات مع السعوديين خلال زيارته للمملكة أمس الأحد.
وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن الجانبين اقتربا “أكثر من أي وقت مضى” من اتفاق صار الآن “شبه نهائي”.
ووفقًا لوكالة “رويترز” يسعى مفاوضون أمريكيون وسعوديون إلى التوصل إلى اتفاق ثنائي يدعو إلى ضمانات أمريكية رسمية للدفاع عن المملكة، بالإضافة إلى حصول السعودية على أسلحة أمريكية أكثر تقدمًا، مقابل وقف مشترياتها من الأسلحة الصينية وتقييد استثمارات بكين في البلاد.
وقال مسؤول أمريكي إن اتفاقية الدفاع لن ترقى إلى مستوى اتفاقية على غرار اتفاقية حلف شمال الأطلسي، مشيرًا إلى أن المفاوضين يناقشون إمكانية بيع الولايات المتحدة طائرات مقاتلة من طراز F-35 وأسلحة أخرى للسعوديين كجزء من الصفقة.
ولم يكن البيع المحتمل لطائرات F-35 للسعوديين مضمونًا لعدة أسباب، لكن إدراجها في المناقشات كان مهمًا لأن الرياض كانت ترغب في الطائرة المقاتلة الشبح لسنوات.
ومن المعروف أن أي اتفاق تبرمه أمريكا مع أي من دول المنطقة يجب أن يتوافق مع اتفاق طويل الأمد مع إسرائيل يقضي بأن الأسلحة الأمريكية المباعة في المنطقة يجب ألا تضعف “التفوق العسكري النوعي” لإسرائيل، مما يضمن أن الأسلحة الأمريكية المقدمة لإسرائيل تكون “متفوقة في القدرة” على تلك التي تباع لجيرانها.
كما أن لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي ولجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، اللتين انتقد أعضاؤهما دور المملكة في مقتل المدنيين في اليمن، لهما الحق في مراجعة مبيعات الأسلحة ومنعها بموجب عملية مراجعة غير رسمية.
ومن المتوقع أيضا أن يتضمن الاتفاق الأمني الأمريكي السعودي تبادل تقنيات ناشئة مع الرياض، ومنها الذكاء الاصطناعي. وبمجرد التوصل إلى الاتفاق فإنه سيكون جزءا من صفقة كبرى تُعرض على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليقرر ما إذا كان سيقدم تنازلات من أجل تطبيع العلاقات مع المملكة.
وقال كيربي إن سوليفان أجرى محادثات مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، ومسؤولين سعوديين آخرين أمس وإنه أحرز تقدمًا في هذا الصدد. وذكر أن توقيت إتمام الاتفاق الأمريكي السعودي غير محدد، مشيرًا إلى أن هدف الرئيس جو بايدن النهائي هو إقامة دولة فلسطينية.
وأضاف أنه مع استمرار الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، فمن غير المرجح التوصل إلى اتفاق بشأن الدولة الفلسطينية قريبًا، وأردف قائلا “قطعا لا يزال الرئيس ملتزما بحل الدولتين، وهو يدرك أن هذا يمكن أن يتحقق في أي وقت في المستقبل”.
وقال مسؤول أمريكي ثان: “نحن قريبون جداً من التفاهم على العناصر الرئيسية بيننا وبين السعوديين”. وأضاف: “سيتعين علينا بالطبع أن نعمل بعد ذلك على الأجزاء المتعلقة بالإسرائيليين والفلسطينيين، وهو عنصر حاسم في أي اتفاق تطبيع محتمل”.