إيران تعلن رسميًا مصرع رئيسها ووزير خارجيتها والوفد المرافق في حادث تحطم المروحية

أعلنت السلطات الإيرانية رسميًا مصرع الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، والوفد المرافق لهما بعيد العثور على جثامينهم في موقع تحطم المروحية التي كانت تقلهم غداة تعرضها لحادث في منطقة جبلية وعرة في محافظة أذربيجان الشرقية، مؤكدة أنه لم يتم رصد أي علامة حياة بين الحطام.
وتأتي أنباء الوفاة بعد نحو 15 ساعة من إعلان التلفزيون الرسمي الإيراني تعرض مروحية تقل الرئيس رئيسي وعددًا من المسؤولين لحادث، بعد مشاركته مع نظيره الأذربيجاني إلهام علييف في افتتاح سد على حدود البلدين.
ووفقًا لوكالة الأنباء الإيرانية (إيرنا) فإنه بعد مراسم افتتاح سد “قيز قلعة سي” بمعية الرئيس الاذربيجاني، إلهام علييف، على نهر ارس الحدودي المشترك، يوم أمس الأحد ، تعرضت المروحية التي تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لحادث في طريق العودة إلى مدينة تبريز لتدشين مشروع تحسين جودة مصفاة تبريز، وتحطمت الطائرة في غابات ديزمار الواقعة بين قريتي اوزي وبير داود بمنطقة ورزقان في محافظة اذربيجان الشرقية شمال غرب إيران.
وكان من بين ركاب الطائرة المروحية وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، وممثل الولي الفقيه وإمام جمعة تبريز آية الله سيد محمد علي آل هاشم، ومحافظ أذربيجان الشرقية مالك رحمتي.
وجرت عمليات البحث والإنقاذ فور وقوع الحادث واستمرت حتى صباح اليوم الاثنين نظرًا للظروف الجوية السيئة والضباب الكثيف ووعورة المنطقة الجبلية، حيث تم العثور على حطام المروحية اليوم.
من جانبه أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي الحداد الرسمي العام لمدة خمسة أيام، مقدمًا تعازيه إلى الشعب الإيراني. وقال في بيان له إنه بحسب المادة 131 من الدستور، يتولى السيد محمد مخبر إدارة السلطة التنفيذية، ويتعين عليه الترتيب مع رئيسي السلطتين التشريعية والقضائية لانتخاب رئيس جديد خلال مدة أقصاها 50 يومًا.
فيما قال مدير عام الشؤون السياسية والانتخابات لمحافظة أذربیجان الشرقية “حسن حقیقیان” إنه ستقام مراسم تشييع جثمان رئيس الجمهوریة “ابراهیم رئیسي” ومرافقيه غدًا الثلاثاء في مدینة تبريز.
وأوضح، في بيان له، أن جثث شهداء المروحية التي تحطمت في منطقة ورزقان ینقل حالیًا إلى مدینة تبريز، وسيتم نقل الجثث إلى الطب العدلي.
رئيس جديد وترتيبات دستورية
وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية بأن مجلس الحكومة عقد اجتماعًا عاجلًا بعد وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية. وتنص المادة 131 من الدستور على أن يتولى النائب الأول للرئيس منصب الرئاسة، وحاليا يشغل محمد مخبر منصب نائب الرئيس، أي أنه في حالة غياب رئيسي فإن محمد مخبر سيتولى مهام الرئيس ومسؤولياته بعد موافقة المرشد الأعلى.
ويصار بعد ذلك إلى تشكيل لجنة مكونة من الرئيس المؤقت مخبر ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف ورئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إجئي لوضع الترتيبات اللازمة لانتخاب رئيس جديد للبلاد في غضون 50 يوما هي إجمالي المدة الانتقالية.
وقال المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور، هادي طحان نظيف، إن الدستور الإيراني يراعي الأحكام اللازمة للمستجدات، وبالتالي وبموافقة قائد الثورة الإسلامية سيتولى النائب الأول لرئيس الجمهورية صلاحيات ومهام رئيس الجمهورية، وستكون هيئة مؤلفة من رئيس السلطة القضائية ورئيس السلطة التشريعية والنائب الأول للرئيس ملزمة باتخاذ الإجراءات اللازمة لإجراء الانتخابات الرئاسية خلال 50 يومًا.
وأشار، في بيان له، إلى أنه وفقا لما قاله قائد الثورة الإسلامية فلن يكون هناك أي خلل أو مشكلة في إدارة البلاد، وذلك بفضل الترتيبات والإجراءات القانونية المعتمدة في هذه الظروف.
وتوضح المادة 131 من دستور إيران طريقة التعامل مع أي طارئ ناتج عن شغور منصب الرئاسة في البلاد، حيث تنص هذه المادة على أنه في حالة وفاة رئيس الجمهورية، أو عزله، أو استقالته، أو غيابه أو مرضه لأكثر من شهرين، أو في حالة انتهاء فترة رئاسة الجمهورية وعدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية نتيجة وجود بعض العقبات أو لأمور أخرى من هذا القبيل، يتولّى النائب الأول للرئيس أداء وظائف رئيس الجمهورية، ويتمتّع بصلاحياته بموافقة قائد الثورة الإسلامية.
وتؤكّد المادة 131 أيضا على أنه يتوجب على هيئة مؤلّفة من رئيس مجلس الشورى الإسلامي ورئيس السلطة القضائية والنائب الأول لرئيس الجمهورية أن يعملوا على اتخاذ الترتيبات اللازمة ليتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلال فترة 50 يومًا على أقصى تقدير.
وتضيف المادة أنه وفي حالة وفاة النائب الأول لرئيس الجمهورية أو لوجود أمور أخرى تحول دون قيامه بواجباته، وكذلك فيما إذا لم يكن لرئيس الجمهورية نائب أول، تعيّن القيادة شخصا آخر مكانه.
وزير الخارجية الجديد
فيما صرح المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي بهادري جهرمي، في بيان له، بأنه تم تعيين مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، علي باقري كني، وزيرا للخارجية الإيرانية خلفا لأمير عبد اللهيان.
وعقب الاجتماع الاستثنائي لمجلس الوزراء الإيراني اليوم، أعرب المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي بهادري جهرمي عن تعازيه باستشهاد الرئيس رئيسي ومرافقي، وأوضح بأن أعضاء الحكومة عقدوا ظهر أمس البارحة اجتماعهم الدوري بالتزامن مع التحقيقات في منطقة الحادث،كما عقدوا اجتماعًا استثنائيا عند الساعة السابعة والنصف من صباح اليوم لمناقشة تداعيات هذا الحادث.
ولفت إلى أن رئيسي سبق وأن أكد على مواصلة مسير خدمة الناس وعدم توقفها، وعليه فإن مجلس الحكومة كان لديه موافقات حالية على جدول أعماله ولم يسمح بتعطيلها أو ايقافها، مشيرًا إلى تشكيل 6 لجان تنفيذية لإدارة هذه الفترة الحالية.