أمريكا تعلن بدء وصول شاحنات المساعدات إلى غزة عبر الرصيف العائم
قالت وكالة “رويترز” إن شحنات المساعدات بدأت تصل إلى رصيف مؤقت أقامته الولايات المتحدة قبالة قطاع غزة، اليوم الجمعة، في الوقت الذي تتعرض فيه إسرائيل لضغوط عالمية متزايدة للسماح بدخول المزيد من الإمدادات إلى القطاع المحاصر وسط الحرب المستمرة منذ 7 أشهر ومجاعة تلوح في الأفق.
وتم تجميع الرصيف العائم المؤقت مسبقًا في ميناء أشدود الإسرائيلي، وتم نقله إلى مكانه يوم الخميس على شاطئ غزة، الذي يفتقر إلى بنية تحتية خاصة به.
وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، اليوم الجمعة، تحرك أولى شاحنات المساعدات الإنسانية عبر الرصيف العائم إلى داخل قطاع غزة، لكنها أكدت أنه لم تصل أي قوات أمريكية إلى الشاطئ.
https://twitter.com/CENTCOMArabic/status/1791508935859466644
وأوضحت (سنتكوم) – في بيان سابق لها- أنه في حوالي الساعة التاسعة صباح اليوم (بتوقيت غزة)، بدأت الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية بالتحرك باتجاه الشاطئ عبر الرصيف المؤقت في غزة.
وأوضحت أن العملية تأتي ضمن “جهد مستمر متعدد الجنسيات لتقديم مساعدات إضافية للمدنيين الفلسطينيين في غزة عبر الممر البحري ذي الطبيعة الإنسانية بالكامل، والذي يشمل مساعدات تبرع بها عدد من الدول والمنظمات الإنسانية”.
https://twitter.com/CENTCOMArabic/status/1791420396098531586
وأعلنت الولايات المتحدة أمس الخميس أنها انتهت من إرساء الميناء العائم المؤقت قبالة شواطئ قطاع غزة، في خطوة تهدف إلى تسهيل إيصال المساعدات إلى القطاع المحاصر والمهدد بالمجاعة بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 7 أكتوبر الماضي.
وكان الرئيس جو بايدن قد أعلن في مارس الماضي عن إنشاء هذا الميناء بتكلفة لا تقل عن 320 مليون دولار، ضمن الجهود الدولية لتجاوز القيود التي تفرضها إسرائيل على إدخال المساعدات برًا إلى القطاع.
تنسيق مع الأمم المتحدة
وتقوم السفن بنقل المساعدات بعد تفتيشها في قبرص، ثم تُحمل على شاحنات بمجرد وصولها إلى الميناء. ويشارك حوالي ألف جندي وبحار أمريكي في العملية، لكن مهامهم تقتصر فقط على إدارة الرصيف العائم وليس عملية تسليم المساعدات، التي ستتولاها الأمم المتحدة.
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيدانت باتيل، إلى أن الولايات المتحدة تعمل مع الأمم المتحدة على تحديد طرق العمل المناسبة لإيصال المساعدات للمحتاجين إليها.
من جانبه قال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إنه بعد أشهر من المناقشات، وافقت الأمم المتحدة على تقديم الدعم في تلقي وترتيب إرسال المساعدات إلى غزة من الرصيف العائم، طالما أنها تحترم حياد واستقلال العمليات الإنسانية.
وأضاف أن المفاوضات ما زالت جارية بشأن آلية توزيع المساعدات، وأن الخطط التنفيذية توضع حاليًا لضمان الاستعداد للتعامل مع المساعدات، مع التأكيد على سلامة الموظفين.
وقال مسؤول بالأمم المتحدة إن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة سيكون لديه عدد قليل من الموظفين المتمركزين بالقرب من الرصيف لتنسيق توزيع المساعدات -بالاستعانة بمقاولين- في جميع أنحاء غزة.
وشدد فرحان حق على أن الاعتماد على الرصيف العائم وحده لتقديم المساعدات الإنسانية لأهالي غزة ليس كافيًا، مؤكدًا أن المساعدات يجب أن تصل إلى المناطق المحتاجة بشكل عاجل سواء عبر البحر أو البر، وأنه بدون الوقود، لن تصل المساعدات إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها.
وحذرت الأمم المتحدة مؤخرًا من اقتراب حدوث مجاعة في غزة، مشيرة إلى أن غالبية سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة قد نزحوا منذ بداية الحرب قبل 7 أشهر.
وتشدد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية على أن إيصال المساعدات عن طريق البحر أو إلقاءها من الجو لا يمكن أن يعوض عن الحاجة إلى فتح المعابر البرية للسماح بدخول المزيد من شاحنات المساعدات إلى غزة.
مساعدات غير كافية
وجاء الإعلان عن انتهاء إنشاء الميناء العائم أمس الخميس، بعد أن أكدت الحكومة القبرصية مغادرة السفينة الأمريكية “جيمس أ. لوكس” أراضيها وهي تحمل مساعدات إنسانية ومعدات لتفريغ ونقل المساعدات إلى الرصيف.
وقال المتحدث باسم الحكومة القبرصية، كونستانتينوس ليتيمبيوتيس، إنه من المتوقع مغادرة حمولات جديدة تحمل مواد غذائية وإمدادات طبية ومواد للنظافة ومآوي مؤقتة، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة ستتسلم المساعدات وتوزّعها.
وفي الإطار نفسه أعلنت بريطانيا يوم الأربعاء الماضي عن مغادرة أول شحنة تحمل نحو 100 طن من المساعدات الإنسانية إلى غزة، مشيرة إلى أن الميناء العائم سيسهل إيصال حوالي 90 شحنة من المساعدات يوميا، وسيتم رفعها إلى 150 شحنة يوميًا بمجرد تشغيله بكامل طاقته.
وأشارت إلى أن الممر البحري ليس بديلا عن المساعدات التي يتم تسليمها عبر الطرق البرية، والتي تظل الطريقة الأسرع والأكثر فعالية لإيصال المساعدات إلى غزة.
وقالت الأمم المتحدة أمس الخميس إن “المعابر المؤدية إلى جنوب غزة مغلقة منذ أيام، وأصبح الوصول إليها غير آمن أو غير قابلة للحياة من الناحية اللوجيستية”.
وأشارت إلى أن الوضع الحالي يتطلب دخول ما لا يقل عن 500 شاحنة يوميا من المساعدات والسلع التجارية إلى غزة. وفي أبريل الماضي قالت الأمم المتحدة إن هناك 189 شاحنة في المتوسط تدخل غزة يوميًا، وهو أكبر حجم من الإمدادات يدخل القطاع منذ بدء الحرب.
وقال مسؤولون أمريكيون إن الرصيف المؤقت الذي تم إنشاؤه سيتعامل في البداية مع 90 شاحنة يوميا، لكن هذا العدد قد يصل إلى 150 شاحنة. وللحفاظ على حياد الأمم المتحدة عند الرصيف، لن يكون لموظفي الأمم المتحدة أي اتصال مع الجيش الإسرائيلي، الذي يوفر الدعم الأمني واللوجستي للعملية.
إلا أن عاملين في المجال الإنساني يقولون إن المساعدات القادمة عن طريق البحر لن تكون كافية للتخفيف من المعاناة الإنسانية الشديدة في غزة، وإن الطريقة الأكثر فعالية هي إيصالها من المعابر البرية.