الأمم المتحدة: المدنيون في غزة يُجوعون ويُقتلون.. والمساعدات توقفت بعد إغلاق المعابر وقصف رفح

حذرت الأمم المتحدة اليوم الجمعة من أن المساعدات المقدمة لقطاع غزة قد تتوقف خلال أيام مع نقل القوات الإسرائيلية حربها إلى مدينة رفح المزدحمة التي تعتبر ممر المساعدات الرئيسي لقطاع غزة المهدد بالمجاعة.

وقال مارتن غريفيثس، منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة، إن المدنيين في غزة يُجوعون ويُقتلون فيما تُمنع وكالات الإغاثة من مساعدتهم. مشيرًا إلى أنه: “لثلاثة أيام متتالية لم يُسمح لأحد أو لشيء بالدخول إلى غزة أو مغادرتها”.

وقال المسؤول الأممي، في تدوينة على منصة إكس، إن إغلاق المعابر المؤدية إلى غزة يعني عدم توفر الوقود، وهو ما يسفر عن توقف الشاحنات والمولدات والمياه والكهرباء وتنقل الناس والبضائع، ويعني عدم وجود المساعدات.

من جانبه قال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن قطاع غزة لم يستقبل أي مساعدات إنسانية أو وقود عبر معبر رفح في الأيام الأخيرة، ومن المرجح أن عدد الذين فروا من رفح يقترب من 100 ألف بسبب القصف المتواصل على المدينة وما حولها.

وأضاف خلال المؤتمر الصحفي اليومي، إن الناس ما زالوا ينزحون عن المدينة “بدافع الخوف”، مضيفا أنه حتى الليلة الماضية “تم تهجير حوالي 80 ألف شخص من رفح منذ يوم الثلاثاء، عندما بدأت عملية الجيش الإسرائيلي البرية هناك”.

وأوضح أن معظم النازحين يبحثون عن الأمان في خان يونس ودير البلح اللتين تفتقران إلى الخدمات الأساسية اللازمة لدعم المدنيين الذين يحتاجون إلى الغذاء والمأوى والرعاية الصحية.

وقال إن “برنامج الأغذية العالمي أفاد بأن مستودعه الرئيسي في غزة لا يمكن الوصول إليه الآن. ويقول إن مخبزا واحدا فقط لا يزال يعمل، وأن إمدادات الغذاء والوقود على وشك النفاد. وبدون هذه المساعدات، يقول برنامج الأغذية العالمي إن عملياته سوف تتوقف”

وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن بعض المستشفيات ستبدأ بإيقاف مولداتها خلال ثلاثة أيام إذا لم تحصل على الوقود. وأضافت أنه اعتبارًا من اليوم، فقد نفد الوقود من مرافقها تقريبًا، مما أدى إلى تقنين الكمية الصغيرة التي لا تزال موجودة في غزة.

وأشار نائب المتحدث إلى أن الأمم المتحدة تواصل العمل مع جميع الأطراف المعنية بشأن استئناف دخول البضائع، بما في ذلك الوقود، وبدء إدارة الإمدادات الواردة مجددًا.

وأكد أن التزام الأطراف بتسهيل المساعدات الإنسانية “لا ينتهي عند الحدود”، مشددًا على أن المساعدات يجب أن تصل بأمان إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها.

وأوضح قائلا: “نقطتنا الأساسية هي أن الهدف ليس مجرد إدخال المساعدات إلى نقطة العبور وإنزالها عندها. نريد أن تتوفر الظروف حتى نتمكن من إيصال المساعدة إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها. وهذه هي مسؤولية الأطراف.. لقد حذرنا لعدة أسابيع قبل ذلك من مدى تأثير الهجوم على رفح على تعقيد جهود المساعدة التي نقدمها، وها قد وصلنا الآن إلى هذه المرحلة”.

وأكد أن المنطقة عند معبري كرم أبو سالم ورفح أصبحت “ذات طابع عسكري كبير”، مما يجعل من المستحيل على المنظمات توزيع المساعدات بالحجم الذي كانت تفعله في السابق.

وأضاف: “لا يزال الوضع متقلبا للغاية، وما زلنا نواجه مجموعة من التحديات، وسط الأعمال العدائية النشطة. وفي الوقت نفسه، أدى الركام على الطرق إلى جعل هذه المسالك غير صالحة للعبور في الوقت الحالي. ونحن نستكشف حلولا بديلة، بما في ذلك استخدام طريق السياج أو طرق أخرى”.

وسيطرت الدبابات الإسرائيلية على الطريق الرئيسي الذي يفصل بين القطاعين الشرقي والغربي لرفح، مما أدى إلى تطويق الجزء الشرقي من المدينة في هجوم دفع واشنطن إلى منع بعض المساعدات العسكرية لحليفتها.

وتحدث سكان عن انفجارات وإطلاق نار متواصل تقريبا شرق وشمال شرق المدينة الواقعة على الطرف الجنوبي من قطاع غزة يوم الجمعة، وأمرت إسرائيل المدنيين بالخروج من الجزء الشرقي من رفح، مما أجبر عشرات الآلاف من الأشخاص على البحث عن مأوى خارج المدينة، التي كانت في السابق الملاذ الأخير لأكثر من مليون شخص فروا من أجزاء أخرى من القطاع خلال الحرب.

تعليق
Exit mobile version