فرحة في غزة بعد موافقة حماس على مقترح وقف إطلاق النار.. وهذه هي تفاصيله

عمت أجواء الفرحة قطاع غزة ومدينة رفح جنوبي القطاع فور إعلان حركة حماس أنها أبلغت الوسطاء في قطر ومصر موافقتها على مقترحهم بشأن وقف إطلاق النار، بحسب بيان نشرته الحركة، مساء اليوم الاثنين.

وأوضح البيان أن رئيس مكتبها السياسي، إسماعيل هنية، أجرى اتصالًا هاتفيًا مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومع مدير المخابرات المصرية، عباس كامل، وأبلغهما موافقة الحركة على مقترحهم بشأن اتفاق وقف إطلاق النار.

وأكد حماس أن “الروح الإيجابية التي تعاملت بها قيادة الحركة عند دراستها مقترح وقف إطلاق النار الذي تسلمته مؤخرًا، فإنها ذاهبة إلى القاهرة بنفس هذه الروح للتوصل إلى اتفاق”.

وأضافت أنه “في ضوء الاتصالات الأخيرة مع الإخوة الوسطاء في مصر وقطر، سيتوجَّه غدًا الثلاثاء وفد حماس إلى القاهرة لاستكمال المباحثات”.

ووفقًا لموقع “سكاي نيوز عربية” فقد قال البيان إن “حماس وقوى المقاومة الفلسطينية عازمون على إنضاج الاتفاق، بما يحقق مطالب شعبنا بوقف العدوان بشكل كامل، وانسحاب قوات الاحتلال، وعودة النازحين، وإغاثة شعبنا وبدء الإعمار، وإنجاز صفقة تبادل جادة”.

وقال خليل الحية، نائب رئيس حركة حماس في غزة، خلال مقابلة مع “قناة الجزيرة” إن المقترح الذي قدمه الوسطاء للحركة يتضمن 3 مراحل ويشمل انسحابا كاملا لقوات الاحتلال من غزة وعودة النازحين وتبادلا للأسرى.

وأوضح الحية أنه في اليوم الأول من المرحلة الأولى للاتفاق هناك التزام واضح بوقف العمليات العسكرية مؤقتًا وانسحاب جيش الاحتلال إلى مناطق محاذية للحدود داخل قطاع غزة. وأكد أنه لا قيود على عودة النازحين و”هذا نص واضح في مقترح الاتفاق”.

وأشار إلى أن المرحلة الأولى ستشهد مفاوضات غير مباشرة على مفاتيح تبادل الأسرى عبر الوساطة القطرية والمصرية.

وصرح الحية بأن الوسطاء أبلغوا الحركة بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن “يلتزم التزامًا واضحًا بضمان تنفيذ الاتفاق”. وأضاف أن الكرة الآن في ملعب إسرائيل، والحركة تنتظر ردها، لكنها لم تبلغ بموعد محدد لذلك.

وأكد أن حماس حققت بذلك أهداف وقف إطلاق النار وعودة النازحين والإغاثة وصفقة تبادل جادة، مبينا أن الحركة قدمت التنازل لتفتح الباب “لوقف الحرب المجنونة”.

تفاصيل الاتفاق المقترح

وحصلت “الجزيرة نت” على نص المقترح الذي وافقت عليه حماس، والذي جاء كالتالي:

مبادي أساسية

مبادئ أساسية لاتفاق بين الجانب الإسرائيلي والجانب الفلسطيني في غزة على تبادل المحتجزين والأسرى بين الجانبين وعودة الهدوء المستدام.

الاتفاق الإطاري يهدف إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين الموجودين في قطاع غزة من مدنيين وجنود سواء أكانوا على قيد الحياة أم غير ذلك ومن جميع الفترات والأزمنة مقابل أعداد من الأسرى في السجون الإسرائيلية يتم الاتفاق عليها، والعودة إلى الهدوء المستدام وبما يحقق وقف إطلاق النار الدائم، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وإعادة الإعمار ورفع الحصار.

3 مراحل

الاتفاق الإطاري مكون من 3 مراحل متصلة ومترابطة، وهي على النحو التالي:

المرحلة الأولى (42 يومًا)

الوقف المؤقت للعمليات العسكرية المتبادلة بين الطرفين، وانسحاب القوات الإسرائيلية شرقًا وبعيدًا عن المناطق المكتظة بالسكان إلى منطقة بمحاذاة الحدود في جميع مناطق قطاع غزة (بما في ذلك وادي غزة -محور نتساريم ودوار الكويت- كالمبين أدناه).

وقف الطيران (العسكري والاستطلاعي) في قطاع غزة لمدة 10 ساعات في اليوم، ولمدة 12 ساعة في أيام إطلاق سراح المحتجزين والأسرى.

عودة النازحين إلى مناطق سكناهم، والانسحاب من وادي غزة (محور نتساريم ودوار الكويت).

في اليوم الثالث (بعد إطلاق سراح 3 من المحتجزين) تنسحب القوات الإسرائيلية بالكامل عن شارع الرشيد شرقا حتى شارع صلاح الدين، وتفكك المواقع والمنشآت العسكرية في هذه المنطقة بالكامل، والبدء بعودة النازحين إلى مناطق سكناهم (دون حمل سلاح أثناء عودتهم)، وحرية حركة السكان في جميع مناطق القطاع، ودخول المساعدات الإنسانية من شارع الرشيد من اليوم الأول ودون معوقات.

في اليوم الـ22 (بعد إطلاق سراح نصف المحتجزين المدنيين الأحياء بمن فيهم المجندات) تنسحب القوات الإسرائيلية من وسط القطاع (خاصة محور الشهداء نتساريم، ومحور دوار الكويت) شرق طريق صلاح الدين إلى منطقة قريبة بمحاذاة الحدود، وتفكك المواقع والمنشآت العسكرية بالكامل، واستمرار عودة النازحين إلى أماكن سكناهم شمال القطاع، وحرية حركة السكان في جميع مناطق القطاع.

البدء من اليوم الأول بإدخال كميات مكثفة وكافية من المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة والوقود (600 شاحنة يوميا، على أن تشمل 50 شاحنة وقود، ومنها 300 للشمال) بما في ذلك الوقود اللازم لتشغيل محطة الكهرباء والتجارة والمعدات اللازمة لإزالة الركام، وإعادة تأهيل وتشغيل المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز في كل مناطق قطاع غزة، واستمرار ذلك في جميع مراحل الاتفاق.

تبادل المحتجزين والأسرى بين الجانبين:

خلال المرحلة الأولى، تطلق حماس سراح 33 من المحتجزين الإسرائيليين (أحياء أو جثامين) من نساء (مدنيات ومجندات) وأطفال (دون سن 19 من غير الجنود) وكبار السن (فوق سن 50) والمرضى، بمقابل أعداد من الأسرى في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، وذلك وفقا للتالي:

تطلق حماس سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين الأحياء من النساء المدنيات والأطفال (دون سن 19 من غير الجنود)، بالمقابل تطلق إسرائيل سراح 30 من الأطفال والنساء مقابل كل محتجز(ة) إسرائيلي(ة) يتم إطلاق سراحهم، بناءً على قوائم تقدمها حماس حسب الأقدم اعتقالا.

تطلق حماس سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين الأحياء كبار السن (فوق سن 50 عامًا) والمرضى والجرحى المدنيين، بالمقابل تطلق إسرائيل سراح 30 أسيرًا من كبار السن (فوق 50 عامًا) والمرضى مقابل كل محتجز(ة) إسرائيلي(ة)، بناء على قوائم تقدمها حماس حسب الأقدم اعتقالا.

تطلق حماس سراح جميع المجندات الإسرائيليات اللواتي على قيد الحياة، بالمقابل تطلق إسرائيل سراح 50 أسيرًا من سجونها مقابل كل مجندة إسرائيلية يتم إطلاق سراحها (30 مؤبدا، و20 أحكام) بناء على قوائم تقدمها حماس.

جدولة تبادل المحتجزين والأسرى بين الطرفين في المرحلة الأولى:

تطلق حماس 3 من المحتجزين الإسرائيليين في اليوم الثالث للاتفاق وبعد ذلك تطلق حماس سراح 3 محتجزين آخرين كل 7 أيام بدءا بالنساء ما أمكن (المدنيات والمجندات)، وفي الأسبوع السادس تطلق حماس سراح جميع من تبقى من المحتجزين المدنيين الذين تشملهم هذه المرحلة، بالمقابل تطلق إسرائيل سراح العدد المتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وفق القوائم التي ستقدمها حماس.

بحلول اليوم السابع (ما أمكن ذلك) ستقوم حماس بتقديم معلومات عن المحتجزين الإسرائيليين الذين سيتم الإفراج عنهم في هذه المرحلة.

وفي اليوم الـ22 يطلق الجانب الإسرائيلي سراح جميع أسرى صفقة شاليط الذين تم إعادة اعتقالهم.

في حال لم يصل عدد المحتجزين الإسرائيليين الأحياء المعتزم الإفراج عنهم إلى العدد 33 يستكمل العدد من الجثامين من نفس الفئات لهذه المرحلة، بالمقابل تطلق إسرائيل سراح جميع من تم اعتقالهم من قطاع غزة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، من النساء والأطفال (دون سن 19 سنة)، على أن يتم ذلك في الأسبوع الخامس من هذه المرحلة.

ترتبط عملية التبادل بمدى الالتزام ببنود الاتفاق، بما فيها إيقاف العمليات العسكرية المتبادلة وانسحاب القوات الإسرائيلية وعودة النازحين ودخول المساعدات الإنسانية.

إتمام الإجراءات القانونية اللازمة التي تضمن عدم اعتقال الأسرى المحررين الفلسطينيين استنادًا لنفس التهم التي اعتقلوا عليها سابقًا.

لا تشكل مفاتيح المرحلة الأولى المبينة أعلاه أساسًا للتفاوض على مفاتيح المرحلة الثانية.

رفع الإجراءات والعقوبات التي تم اتخاذها بحق الأسرى والمعتقلين في سجون ومعسكرات الاعتقال الإسرائيلية بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتحسين أوضاعهم بما في ذلك من تم اعتقالهم بعد هذا التاريخ.

بما لا يتجاوز اليوم الـ16 من المرحلة الأولى يتم البدء بمباحثات غير مباشرة بين الطرفين بشأن الاتفاق على تفاصيل المرحلة الثانية من هذا الاتفاق، فيما يتعلق بمفاتيح تبادل الأسرى والمحتجزين من الطرفين (الجنود وما بقي من الرجال)، على أن يتم الانتهاء والاتفاق عليها قبل نهاية الأسبوع الخامس من هذه المرحلة.

قيام الأمم المتحدة ووكالاتها المعنية بما فيها الأونروا والمنظمات الدولية الأخرى بأعمالها في تقديم الخدمات الإنسانية في كل مناطق قطاع غزة، واستمرار ذلك في جميع مراحل الاتفاقية.

البدء بإعادة تأهيل البنية التحتية (الكهرباء والماء والصرف الصحي والاتصالات والطرق) في جميع مناطق قطاع غزة، وإدخال المعدات اللازمة للدفاع المدني، ولإزالة الركام والأنقاض، واستمرار ذلك في جميع مراحل الاتفاق.

تسهيل إدخال المستلزمات والمتطلبات اللازمة لاستيعاب وإيواء النازحين الذين فقدوا بيوتهم خلال الحرب (ما لا يقل عن 60 ألف مسكن مؤقت -كرفان- و200 ألف خيمة).

بدءًا من اليوم الأول من هذه المرحلة يُسمح لعدد متفق عليه (لا يقل عن 50) من العناصر العسكرية الجرحى السفر عن طريق معبر رفح لتلقي العلاج الطبي، وزيادة أعداد المسافرين والمرضى والجرحى من خلال معبر رفح ورفع القيود عن المسافرين وعودة حركة البضائع والتجارة دون قيود.

البدء في الترتيبات والخطط اللازمة لعملية إعادة الإعمار الشامل للبيوت والمنشآت المدنية والبنية التحتية المدنية التي دُمّرت بسبب الحرب وتعويض المتضررين بإشراف عدد من الدول والمنظمات من ضمنها: مصر وقطر والأمم المتحدة.

جميع الإجراءات في هذه المرحلة بما يشمل الوقف المؤقت للعمليات العسكرية المتبادلة، والإغاثة والايواء، وانسحاب القوات، الخ، تستمر في المرحلة الثانية لحين إعلان الهدوء المستدام (وقف العمليات العسكرية والعدائية).

المرحلة الثانية (42 يومًا)

الإعلان عن عودة الهدوء المستدام (وقف العمليات العسكرية والعدائية بشكل دائم) وبدء سريانه قبل البدء بتبادل المحتجزين والأسرى بين الطرفين.

جميع من تبقى من الرجال الإسرائيليين الموجودين على قيد الحياة (المدنيين والجنود) – مقابل عدد يتفق عليه من الأسرى في السجون الإسرائيلية ومن المعتقلين في معسكرات الاعتقال الإسرائيلية، وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل خارج قطاع غزة.

المرحلة الثالثة (42 يومًا)

تبادل جثامين ورفات الموتى لدى الجانبين بعد الوصول لهم والتعرف عليهم. البدء في تنفيذ خطة إعادة إعمار قطاع غزة لمدة من 3 إلى 5 سنوات بما يشمل البيوت والمنشآت المدنية والبنية التحتية، وتعويض المتضررين كافة بإشراف عدد من الدول والمنظمات منها: مصر وقطر والأمم المتحدة. وإنهاء الحصار كاملا عن قطاع غزة.

ردود فعل

وفي ردود الفعل على إعلان موافقة حماس على مقترح اتفاق وقف إطلاق النار خرج شبان وأطفال فلسطينيون إلى الشوارع في مناطق عدة بقطاع غزة من الشمال إلى الجنوب ابتهاجًا بهذه الأنباء التي تبشر بانفراجة قريبة في أزمة الحرب المستمرة منذ 7 أشهر، وسط تصاعد التوتر بعد إعلان إسرائيل قرب تنفيذ عملية عسكرية لاجتياح رفح التي تضم نحو 1.5 فلسطيني.

وفي الجانب الإسرائيلي قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن فريق التفاوض الإسرائيلي تسلم رد حماس من الوسطاء، وتجري دراسته للرد عليه رسميًا.

فيما قال الجيش الإسرائيلي إنهم “مستعدون لدراسة كل مقترح يتم تقديمه لإعادة المخطوفين، وفي الوقت نفسه مواصلة الضغط العسكري”.

فيما اعتبر مسؤول إسرائيلي أن إعلان حماس موافقتها على مقترح وقف إطلاق النار مجرد “خدعة على ما يبدو لتصوير إسرائيل على أنها الطرف الرافض للاتفاق، وأضاف أن المقترح يشمل تنازلات كبيرة لا يمكن لإسرائيل القبول بها، حسب تعبيره.

وقال البيت الأبيض إن الرئيس جو بايدن أطلع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو – خلال اتصال هاتفي اليوم الاثنين- على الجهود المبذولة للتوصل إلى صفقة تبادل الأسرى، بما في ذلك المحادثات الجارية اليوم في الدوحة. وأضاف أن بايدن كرر لنتنياهو “موقفه الواضح” بشأن اجتياح رفح.

بينما قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي أن بايدن أخبر نتنياهو أن التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع حماس هو أفضل وسيلة لحماية حياة الإسرائيليين المحتجزين في غزة.

وأكد مستشار الاتصالات بمجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، أن الإدارة الأمريكية أوضحت للحكومة الإسرائيلية وجهة نظرها بشأن الغزو البري الكبير لرفح، وأنها لا تزال تعتقد أن صفقة الرهائن أفضل وسيلة لحفظ حياتهم وتجنب عملية برفح.

فيما أوضح المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن واشنطن على علم برد حماس على مقترح اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وستقوم بمناقشته مع مصر وقطر وإسرائيل.

وكان وفد حركة حماس قد أجرى محادثات في القاهرة على مدى يومين بشأن إنهاء الحرب على غزة وتبادل الأسرى، ثم عاد إلى قطر أمس الأحد لإجراء مشاورات مع القيادة السياسية للحركة.

وتزامن ذلك مع زيارة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وليام بيرنز، إلى الدوحة، حيث قالت مصادر دبلوماسية للجزيرة إنه جاء في محاولة لإنقاذ المفاوضات المتعثرة بين حماس وإسرائيل.

وفي حين يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مواصلة الحرب بعد عملية التبادل المحتملة، تشترط حركة حماس أن يؤدي أي اتفاق إلى وقف العدوان الإسرائيلي وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة.

وواجه نتنياهو اتهامات من داخل مجلس الحرب الإسرائيلي ومن المعارضة وعائلات الأسرى بتغليب مصالحه السياسية عبر المماطلة في إبرام صفقة لاستعادة الأسرى.

تعليق
Exit mobile version