إسرائيل ترفض المشاركة في مفاوضات وقف إطلاق النار وحماس تتمسك بمطالبها

قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن أمريكا تضغط على إسرائيل لإرسال وفدها إلى القاهرة، للمشاركة في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الجارية هناك، وسط تعنت من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يرفض المشاركة قبل رد حماس على العرض المقدم من حكومته.

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، إن “واشنطن تواصل المحادثات مع الإسرائيليين بشأن العملية المحتملة في رفح، وأوضحنا لها أن هناك طريقة أفضل لهزيمة حماس في غزة، بدلا من التورط في رفح”.

وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي قد نقلت عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن الجيش لن يوافق على إنهاء الحرب، وسيدخل رفح سواء تحققت الهدنة أم لم تتحقق.

مشاركة أمريكية

ووصل اليوم السبت إلى القاهرة وفد حركة حماس ومسؤولون قطريون وأمريكيون للمشاركة في المفاوضات بينما رفضت إسرائيل إرسال وفدها.

وقالت مصادر أمنية مصرية أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) وليام بيرنز وصل إلى القاهرة لحضور اجتماعات بشأن غزة، وبحث إمكانية التوصل إلى صفقة تبادل للأسرى بين حماس وإسرائيل.

وأكد مسؤولون أمريكيون أن الرئيس جو بايدن يشارك شخصيًا في جهود مكثفة للتوصل إلى صفقة تبادل للرهائن ووقف إطلاق النار بغزة، ويَعتبر التوصل لصفقة جديدة “عنصرًا حاسمًا ضمن إستراتيجية أوسع داخليًا وخارجيًا”.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، إن الإدارة الأمريكية تعمل على مدار الساعة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار، وأن الرئيس بايدن يضغط من أجل التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى وقف إطلاق النار ويسمح بإدخال مزيد من المساعدات لغزة.

مطالب حماس

وقال مصدر قيادي بحركة حماس لـ”الجزيرة” إن الحركة جددت تمسكها بمطالبها، وعلى رأسها وقف الحرب على قطاع غزة، لإبرام صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن إسرائيل تسعى إلى إطار اتفاق لاسترداد أسراها دون ربط ذلك بإنهاء العدوان، وشدد على أن الحركة لن توافق بأي حال على اتفاق لا يتضمن صراحة وقف الحرب على غزة.

وأكد أن إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن إفشال المفاوضات بإصرارها على اجتياح رفح، ورفضها وقف العدوان والانسحاب الشامل. وأضاف: “معلوماتنا تؤكد أن نتنياهو شخصيًا يعرقل الوصول إلى اتفاق لحسابات شخصية”.

وكشف القيادي في حركة حماس، حسام بدران، أن ما عرض على وفد الحركة بالقاهرة في هذه الجولة أفضل مما عرض عليها في الجولات السابقة. وأضاف أن الحركة تتعامل بجدية مع قضية التفاوض وحريصة على التوصل لاتفاق ينهي معاناة الشعب الفلسطيني، لكن نتنياهو وحكومته المتطرفة يتعمدون تعطيل التوصل إلى اتفاق هدنة.

وأضاف قائلا “لا نتواصل مع الإدارة الأمريكية إلا عبر الوسطاء، لأنها طرف غير محايد، بل تشارك في المعركة، وقد طالبنا بإدخال تركيا وروسيا كضامنين لأي اتفاق مع الاحتلال الإسرائيلي”.

فضح نتنياهو

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية إن نتنياهو يصدر بيانات تعارض إبرام صفقة الرهائن تحت غطاء مسؤول دبلوماسي، بهدف إيهام الرأي العام بأن هناك إجماع على مسألة رفض الصفقة.

وأشارت إلى أن المسؤول الذي لم يكشف عن اسمه والذي هدد بدخول رفح بغض النظر عن أي اتفاق هو بنيامين نتنياهو، مؤكدة أن تصريح نتنياهو جاء تحت غطاء مسؤول مجهول لا يمثل وجهة نظر المجلس الوزاري.

فيما قال القائد الأسبق للاستخبارات العسكرية، عاموس يادلين، إن نتنياهو هو الرهينة رقم 133، فهو رهينة بيد كل من وزيري المالية، بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير. وأضاف أن الحرب انتهت فعليًا، وما يجري الآن أقل من مجرد قتال، مشددًا على أن النصر الآن هو في إعادة المختطفين من غزة.

وتعثرت جهود سابقة للتوصل لوقف لإطلاق النار بسبب مطالبة حماس بتعهد إسرائيلي بإنهاء الحرب، في حين تصر إسرائيل على أن الحرب ستستمر في نهاية المطاف، وتهدد باجتياح مدينة رفح جنوبي القطاع، التي تؤوي أكثر من مليون نازح فلسطيني، مما يثير قلق المجتمع الدولي بشأن مصيرهم.

ولا تزال مساعي الوسطاء في قطر ومصر والولايات المتحدة متواصلة من أجل إقناع الطرفين باتفاق يضمن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، تمهيدًا لإنهاء الحرب على قطاع غزة المستمرة منذ أكثر من 7 أشهر.

تعليق
Exit mobile version