تقرير: 1% فقط من سكان العالم يعيشون في دول تضمن حرية الصحافة

كشف تقرير المؤشر السنوي لحرية الصحافة العالمي لعام 2024، الذي أصدرته منظمة “مراسلون بلا حدود” اليوم الجمعة، أن 1% فقط من سكان العالم يعيشون في دول تضمن حرية الصحافة.

وذكر التقرير أن هذا العام يتميز بغياب واضح للإرادة السياسية من جانب المجتمع الدولي لفرض مبادئ حماية الصحفيين، وخاصة قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2222.

ويقيم المؤشر حالة حرية الصحافة في 180 دولة ومنطقة سنوياً. وبناء على نتائج المؤشر فقد تم تصنيف 36 دولة ضمن فئة “خطير جدًا”، و49 دولة في فئة “صعب”، و50 دولة في فئة “إشكالي” و45 دولة في فئة “جيد” أو “جيد نوعًا ما”.

ووفقًا لشبكة CNN يستخدم المؤشر 5 مقاييس جديدة لتقييم حرية الصحافة وتشمل: السياق السياسي والإطار القانوني والسياق الاقتصادي، والسياق الاجتماعي، والثقافي والسلامة.

ويتم تقييم هذه المؤشرات على أساس الإحصاء الكمي للانتهاكات ضد الصحفيين ووسائل الإعلام، وتحليل نوعي يعتمد على ردود مئات الخبراء في حرية الصحافة الذين اختارتهم منظمة مراسلون بلا حدود (بما في ذلك الصحفيين والأكاديميين والمدافعين عن حقوق الإنسان) لأكثر من 100 سؤال.

الحرب على غزة

ووفقًا للتقرير فقد اتسمت الحرب في غزة بعدد قياسي من الأحداث ومن الانتهاكات ضد الصحفيين ووسائل الإعلام منذ أكتوبر 2023.

واحتلت الأراضي الفلسطينية المرتبة 157 من بين 180 دولة ومنطقة شملها المؤشر العالمي من حيث حرية الصحافة لعام 2024، لكنها جاءت ضمن الدول العشر الأخيرة فيما يتعلق بأمن الصحفيين.

وعندما بدأت الحرب الإسرائيلية على غزة بقي العديد من الصحفيين المحليين هناك، وخاطروا بحياتهم من أجل رواية قصص شعبهم.

وبعد أكثر من 200 يوم من الحرب، حول القصف الإسرائيلي الأحياء إلى أنقاض، وتمزقت الأسر بسبب الوفيات والنزوح القسري؛ بينما يلوح خطر المجاعة.

وأصبح المراسلون الفلسطينيون المحاصرون في القطاع إلى جانب زملائهم من سكان غزة، عيون وآذان أولئك الذين يعانون في ظل الحرب.

ومع عدم قدرة وسائل الإعلام الأجنبية على الدخول إلى حد كبير، فإن صورهم ولقطاتهم وتقاريرهم، التي يتم جمعها في كثير من الأحيان تحت مخاطر شخصية كبيرة، هي التي أظهرت للعالم ما يحدث هناك.

وقُتل ما لا يقل عن 97 صحفياً وعاملاً في مجال الإعلام منذ أكتوبر الماضي – 92 منهم فلسطينيين – وفقاً للجنة حماية الصحفيين. وهذا يجعلها الفترة الأكثر دموية بالنسبة للصحفيين منذ عام 1992، عندما بدأت لجنة حماية الصحفيين في جمع البيانات.

وقال صحفيون في غزة لشبكة CNN إن وفاة زملائهم تطاردهم، حيث يقومون بالموازنة بين العمل العاطفي المتمثل في تغطية الحرب ومحاولة حماية أسرهم.

وقالت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، أمس الخميس، ” أن 135 إعلامياً قتلوا منذ السابع من أكتوبر الماضي منهم 33 استشهدوا منذ مطلع العام الجاري”.

وقال محمد اللحام، رئيس لجنة الحريات في النقابة إن قوات الاحتلال اعتقلت 100 صحفي، 4 منهم في عداد المفقودين.

وأكد مقتل 33 عائلة جراء استهداف منازل الصحفيين بالصواريخ وإصابة 18 صحفيا وصحفية بالرصاص و19 بشظايا الصواريخ والقذائف بالإضافة إلى تدمير 86 مكتبا ومؤسسة بشكل كلي أو جزئي.

من جانبه أكد ممثل الاتحاد الدولي للصحفيين، منير زعرور، أن العمل جار لتقديم ملف خاص بالصحفيين الفلسطينيين الذين قتلوا خلال الحرب لرفعه إلى محكمة الجنايات الدولية.

مفاجأة موريتانيا

ووفقًا المؤشر السنوي لحرية الصحافة العالمي لعام 2024 فقد احتلت موريتانيا المركز الأول عربيًا في مجال حرية الصحافة، بينما احتلت المركز الـ33 عالمياً متقدمةً بفارق كبير عن أقرب البلدان العربية لها، وتقدمت بـ53 نقطة لتقفز من المركز 86 في العام الماضي في تصنيف 2023 إلى المركز 33.

وقالت منظمة “مراسلون بلا حدود” إن موريتانيا شهدت تحسناً كبيراً في تصنيفها العالمي منذ إلغائها المادة 11 من قانون الصحافة وحبس الصحفيين.

وتقدمت موريتانيا على جزر القمر، التي حلت في المركز 71، وابتعدت بفارق كبير عن دول الجوار، حيث جاءت السنغال في المركز 91، ومالي في المرتبة 114، والمغرب في المرتبة 124، والجزائر في المرتبة 139.

وتراجع تصنيف موريتانيا في السنوات الأخيرة، بعد أن كانت بلغت المركز الأول عربياً في 2016، وقامت موريتانيا في السنوات الأخيرة بتحرير الإعلام المسموع والمرئي وأنشأت قنوات ومحطات إذاعية خاصة.

المنطقة الأخطر

ووفقًا لصحيفة “الشرق الأوسط” فقد أفاد التقرير أن منطقة المغرب العربي تعد المنطقة الأخطر، تليها آسيا والمحيط الهادئ، حيث تختنق الصحافة تحت وطأة الأنظمة الاستبدادية، بينما يبقى الوضع صعباً في نحو نصف بلدان أفريقيا.

وبشأن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، صنّفت المنظمة الوضع بأنه «خطير للغاية» في نحو نصف بلدانها، وقالت إن هناك تراجع مهول يتم تسجيله على مستوى المؤشر السياسي لحرية الصحافة في الغالبية العظمى من بلدان المنطقة>

حيث تواصل السلطات محاولاتها السيطرة على وسائل الإعلام بكل الطرق والأساليب، من عنف واعتقالات وقوانين سالبة للحرية وضغوط مالية، واستخدام للأعراف المجتمعية من أجل الضغط على الصحافيين. ناهيك عن الإفلات المنهجي من العقاب على الجرائم بحق الصحفيين.

تعليق
Exit mobile version