نواب في الكونغرس يرفضون اتهام نتنياهو لطلاب الجامعات بمعاداة السامية ويطالبونه بوقف الحرب
رفض نواب في الكونغرس الانتقادات التي وجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين التي اندلعت في العديد من الجامعات الأمريكية، واتهامه لها بمعاداة السامية.
وأدان نتنياهو هذه الاحتجاجات الأسبوع الماضي، قائلا إن المظاهرات الموجودة في الجامعات الأمريكية هي “غوغاء معادية للسامية” تستهدف الطلاب اليهود والكليات اليهودية.
وأضاف: “ما يحدث في حرم الجامعات الأمريكية أمر مروع، فقد استولى الغوغاء المعادون للسامية على الجامعات الرائدة. إنهم يدعون إلى إبادة إسرائيل. ويهاجمون الطلاب اليهود، ويهاجمون أعضاء هيئة التدريس اليهود. وتابع نتنياهو قائلًا: “هذا يذكرنا بما حدث في الجامعات الألمانية في الثلاثينيات”.
وفي هذا الإطار قال السيناتور بيرني ساندرز إن انتقاد ما يحدث في غزة ليس معاداة للسامية، مشيرًا إلى أن “تصرفات إسرائيل في غزة هي “تطهير عرقي”، ونتنياهو يتحمل مسؤولية هذه التصرفات التي أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتهجير الفلسطينيين وتجويعهم وحصارهم”.
وقال ساندرز لمراسلة شبكة CNN، دانا باش، إنه من المهم محاسبة الحكومة الإسرائيلية على أفعالها في غزة، مشيرًا إلى أن “الغالبية العظمى من الشعب الأمريكي تشعر بالاشمئزاز من آلة حرب نتنياهو في غزة، ولا تريد إرسال المزيد من المساعدات إلى إسرائيل”.
وبينما قال ساندرز إنه يعترف بأن “معاداة السامية موجودة وتنمو في الولايات المتحدة”، فإنه أكد أنه ليس من معاداة السامية أن يقوم المتظاهرون بمحاسبة نتنياهو على أفعاله في غزة، والتي يقول إنها “غير مسبوقة في تاريخ الحرب الحديث”.
وقال ساندرز إن الدمار الإسرائيلي واسع النطاق للمنازل والبنية التحتية في غزة، وعدد القتلى أكثر من 30 ألف شخص، هو السبب الذي يجعل الناس يريدون محاسبة الحكومة الإسرائيلية. وأضاف: “عندما توجه هذه الاتهامات، فهذا ليس معاداة للسامية، بل هو واقع”.
وقال ساندرز إنه يدين حماس ومعاداة السامية وكراهية الإسلام وغيرها من أشكال التعصب، لكنه أكد مرة أخرى أنه “علينا أن ننتبه إلى الكارثة الإنسانية الكارثية وغير المسبوقة التي تحدث في غزة الآن”.
ووفقًا لصحيفة thehill فقد انتقد ساندرز نتنياهو مرارًا وتكرارًا بسبب الحرب المستمرة في غزة، وعارض زيادة التمويل الأمريكي لإسرائيل. كما كرر دعواته لوضع حد للتمويل الأمريكي للعمليات الإسرائيلية في غزة.
وأضاف ساندرز: “الآن نحن ننظر في احتمال وقوع هجوم على رفح، حيث ذهب أكثر من مليون شخص إلى ما يسمى منطقة الأمان. لذا، فإن ما يحدث هناك، مرة أخرى، في رأيي أمر شائن. وكما أشرت، أنا أعارض بشدة التمويل الأمريكي لآلة الحرب التي يشنها نتنياهو على الفلسطينيين”.
من جانبها قالت النائبة الديمقراطية سمر لي إن نتنياهو لا يريد سماع الرسائل والمطالب التي يدعو إليها هؤلاء الطلاب، مشيرة إلى أن فكرة أن كل انتقاد لإسرائيل هو معاداة للسامية “هي فكرة خطيرة”
وأضافت: “نتنياهو م يستمع لهؤلاء الطلاب، هدفه الأول هو أن يواصل جرائمه، وأي شيء يضره أو يجعل من الصعب عليه تحقيق هذا الهدف، فسوف ينتقده ويصرف الانتباه عنه”.
وتابعت قائلة في تصريحات لشبكة cbsnews إنها لم تتفاجأ بتصريحات نتنياهو، مشيرة إلى أن الطلاب من خلفيات مختلفة عديدة، ويطالبون بنفس الشيء خلال الاحتجاجات، وهو وقف الحرب”.
وأضافت: “عندما تكون على الأرض، ترى أن كل هؤلاء الطلاب كانوا يتعلمون ويعلمون معًا، وهم جميعًا يصرخون بصوت واحد من أجل تغيير الوضع المأساوي للفلسطينيين الذي خلقه بنيامين نتنياهو. لذلك، أنا لست مندهشة من رغبة نتنياهو في تصوير الطلاب على أنهم أشرار، أو تصويرهم على أنهم مخطئون”.
وكانت لي قد زارت الطلاب المتظاهرين في منطقتها بجامعة بيتسبرغ يوم الخميس حيث حصلت على تقييم لمواقف الطلاب تجاه التصويت لصالح بايدن.
وفازت لي، التي انتقدت الحرب الإسرائيلية على غزة، في الانتخابات التمهيدية في الدائرة الثانية عشرة بولاية بنسلفانيا يوم الثلاثاء بفارق كبير.
وكان السباق بمثابة اختبار أول لمعرفة ما إذا كان الديمقراطيون الحاليون، وخاصة أولئك الذين ينتمون إلى “فريق” الديمقراطيين اليساريين التقدميين في الكونغرس، سيتضررون من معارضتهم للحرب الإسرائيلية على غزة.
وتدعو معظم المظاهرات في الجامعات الأمريكية إلى وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس، حيث أقامت أعداد كبيرة من الطلاب مخيمات احتجاجية في حرم جامعاتهم. وتم وصف معظم الاحتجاجات على أنها سلمية حتى الآن، ولكن أثيرت مخاوف بشأن الخطاب المعادي للسامية وسلامة الطلاب.
ووفقًا لصحيفة thehill فقد تم بالفعل اعتقال العديد من الطلاب المتظاهرين لمشاركتهم في المظاهرات، بينما يواجه آخرون الإيقاف، فيما تستمر المظاهرات منذ أكثر من أسبوع في جميع أنحاء البلاد.
