أخبارأخبار أميركا

اعتقال طلاب مؤيدين لفلسطين بجامعة ييل.. وتعاطف واسع مع مخيمات التضامن بجامعة كولومبيا

اعتقلت الشرطة عشرات الطلاب خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في جامعة ييل، اليوم الاثنين، وذلك بعد ساعات من إلغاء جامعة كولومبيا الدروس الشخصية لتهدئة التوترات في حرم الجامعة في نيويورك، بعد أن قامت الشرطة بإزالة مخيم أقامه الطلاب المعارضون للحرب على غزة.

وأظهرت لقطات فيديو تم بثها على وسائل التواصل الاجتماعي طلاب متظاهرين أغلقوا حركة المرور حول حرم جامعة ييل في نيو هيفن بولاية كونيتيكت، مطالبين الجامعة بسحب أعمالها من الشركات المصنعة للأسلحة العسكرية، مما دفع الشرطة إلى القيام باعتقالات.

ووفقًا لموقع “ييل ديلي نيوز” فقد ألقت الشرطة القبض على أكثر من 47 طالبًا، خلال فض اعتصام الطلاب المندد بالحرب الإسرائيلية على غزة.

فيما قالت جامعة ييل، في بيان لها اليوم الاثنين، إنها “طلبت مرارًا وتكرارًا من الطلاب المتظاهرين مغادرة ساحة الجامعة، وحذرت من احتمال توقيفهم، أو مواجهة تأديب جامعي”.

وأضاف البيان أن “الطلاب الموقوفين يمكن أن يخضعوا للتأديب من قِبل جامعة ييل نفسها، الأمر الذي قد يفرض عليهم تعليق الدراسة”.

وأوضحت الجامعة أن “الإجراءات ضد الطلاب جاءت بسبب رفضهم مغادرة ساحتها خلال الاعتصام، ما هدد أمن مجتمع ييل بأكمله، وأعاق الوصول إلى مرافق الجامعة”، وفق قولها.

وقال بيتر سالوفي، رئيس جامعة ييل، أن ضباط الشرطة منحوا المتظاهرين “العديد من الفرص للمغادرة وتجنب الاعتقال”، مشيرًا إلى أنه “يشعر بحزن عميق لأن الدعوة إلى الاحتجاج السلمي التي أطلقها لم يلتفت الطلاب لها”.

ووصف سالوفي الاحتجاج الذ أقمه الطلاب يعد بمثابة “انتهاك لقواعد السلامة”. وقال إن الجامعة ستتخذ إجراءات تأديبية ردًا على انتهاك السياسات، وتحديدًا تلك المتعلقة بالتهديدات والترهيب والإكراه والمضايقة والعنف الجسدي والتدخل في عمليات الجامعة”.

في المقابل أكد الطلاب أن احتجاجهم كان سلميًا، ولم يتم الإبلاغ عن أي أعمال عنف اليوم أو في أي وقت خلال الاحتجاجات التي تمت خلال الأسبوع الماضي.

وقالوا إن أول مثال على العنف كان قرار جامعة ييل باعتقال طلابها، مشيرين إلى أنهم تلقوا تحذيرًا واحدًا لمغادرة الساحة هذا الصباح قبل أن تبدأ الشرطة في اعتقالهم.

وبدأ طلاب جامعة ييل اعتصامهم تضامنا مع زملائهم في جامعة كولومبيا، التي شهدت الجمعة الماضي اعتقال أكثر من 100 طالب، بعد أن سمحت رئيسة الجامعة، نعمت مينوش، لشرطة نيويورك بإخلاء مخيم أقامه الطلاب للاحتجاج على الحرب الإسرائيلية على غزة.

وأعلنت جامعة كولومبيا أن طلابها سيتابعون دراستهم، اليوم الاثنين، عن بُعد، ضمن المساعي لتخفيف التوتر في حرم الجامعة بعد اعتقالات الجمعة الماضي.

كما أقيمت مخيمات مماثلة مؤيدة للفلسطينيين في كلية إيمرسون في بوسطن ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في كامبريدج المجاورة.

وقال الرئيس جو بايدن في بيان أمس الأحد إن إدارته وضعت كامل قوة الحكومة الفيدرالية وراء حماية الجالية اليهودية. وأضاف: “في الأيام الأخيرة، شهدنا مضايقات ودعوات للعنف ضد اليهود. إن معاداة السامية الصارخة هذه أمر يستحق الشجب، وهي خطيرة وليس لها مكان على الإطلاق في الحرم الجامعي، أو في أي مكان في بلدنا”.

ووفقًا لوكالة “رويترز” فقد رد منظمو احتجاج الطلاب بمخيم جامعة كولومبيا على مزاعم البيت الأبيض بوجود معاداة السامية في الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الحرم الجامعي. وقالوا إنه تم إلصاق هذه التهمة بهم بشكل خاطئ، وأن بعض “الأفراد المثيرين للجدل” لا يمثلون حركتهم.

وأضافوا: “إننا نشعر بالإحباط بسبب انحرافات التغطية الإعلامية التي تركز على الأفراد التحريضيين الذين لا يمثلوننا”.

وأوضحوا أنهم يطالبون الجامعة بسحب استثماراتها من الشركات التي تستفيد من الحرب الإسرائيلية على غزة، والعفو عن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين تم فرض عقوبات عليهم بسبب دعواتهم لتحرير فلسطين.

تعاطف عالمي

وأثارت حملات التشويه والاعتقال للطلاب المؤيدين للفلسطينيين داخل جامعة كولومبيا والجامعات الأمريكية الأخرى تعاطفًا كبيرًا داخل أمريكا وخارجها، وقال نشطاء إن معركة جامعة كولومبيا تخطت مستوى الجامعة ومستوى مدينة نيويورك ومستوى الجامعات أيضًا، ووصلت إلى المستوى الوطني- الفيدرالي، لدرجة أن البيت الأبيض نفسه اضطر إلى أن يعلق عليها.

وطالب مغردون آخرون بتكثيف الدعم للحراك الطلابي في جماعة كولومبيا وتسليط الضوء على الانتهاكات التي تمارسها إدارة الجامعة والسلطات المحلية بحقهم

وتضامنا مع الطلاب في جامعة كولومبيا نصب الطلاب في جامعة نيوسكول في مدينة نيويورك مخيما تضامنيا مع غزة للاحتجاج على تواطؤ التعليم العالي في أمريكا في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

ووفقًا لتقارير إعلامية فقد بدأ الطلاب في عدة جامعات حول العالم الاحتجاج تضامنا مع “مخيم التضامن مع غزة” في جامعة كولومبيا، وتراوحت الاحتجاجات بين الإضرابات والمسيرات والمخيمات تضامنا مع جهود طلاب جامعة كولومبيا.

ففي جامعة ييل وجامعة كارولينا الجنوبية في تشابل هيل، بدأ الطلاب مخيمات تضامنية مع “مخيم التضامن مع غزة” في جامعة كولومبيا.

ودعا الفرع الوطني لمنظمة طلاب من أجل العدالة في فلسطين جميع الفروع إلى إتباع خطى جامعة كولومبيا والضغط على إداراتها لسحب استثماراتها من إسرائيل. وأشار إلى أن الدعم من الجامعات الأخرى في جميع أنحاء البلاد “غير مسبوق على الإطلاق”.

وأصدرت جامعة ملبورن في أستراليا بيانًا قالت فيه: “من الجانب الآخر من العالم، نحن جامعة ملبورن من أجل فلسطين، نعرب عن تضامننا الكامل والثابت مع الأعمال الشجاعة لطلاب كولومبيا من أجل العدالة في فلسطين”.

كما دعت لجنة التضامن مع فلسطين بجامعة هارفارد، ومنظمة المقاومة الأمريكية الأفريقية، وطلاب القانون من أجل فلسطين حرة، وطلاب الدراسات العليا من أجل فلسطين، واليهود من أجل فلسطين، واتحاد طلاب الدراسات العليا في جامعة هارفارد، الطلاب إلى الانضمام إلى الإضراب “تضامنا مع طلاب كولومبيا الصامدين”.

وشارك فرع المنظمة بجامعة براون في استضافة “اعتصام طوارئ” يوم الجمعة خارج الحرم الجامعي. كما شارك الفرع أيضًا في كتابة بيان يوم الخميس من أجل وقف إطلاق النار الآن لدعم “مخيم التضامن مع غزة”.

أيضا نظم فرع المنظمة بجامعة ميامي “وقفة تضامنية” مع طلاب كولومبيا المعتقلين يوم الجمعة في حرمها الجامعي في أكسفورد بولاية أوهايو. ورفع الطلاب لافتات كتب عليها “العفو لطلاب كولومبيا” و”قف مع طلاب كولومبيا”.

من جهته دعا فرع المنظمة بجامعة ولاية أوهايو، وجمعية المرأة الفلسطينية في جامعة ولاية أوهايو، ويهود من أجل العدالة في فلسطين في الجامعة، والاشتراكيون الثوريون المركزيون في أوهايو، وشباب أوهايو من أجل العدالة المناخية، الطلاب إلى الانضمام إلى “احتجاج طارئ” دعما للناشطين الطلابيين الشجعان في مخيمات التضامن بغزة”.

كما نظم فرع المنظمة في برينستون، وفرعها بجامعة نورث وسترن، مسيرة “تضامنا مع “مخيم التضامن مع غزة”، ودعا المتظاهرين إلى “التضامن مع طلاب جامعة كولومبيا”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى