أخبارأخبار العالم العربي

تفاعل واسع مع ثبات إسماعيل هنية بعد اغتيال أبنائه وأحفاده و60 من عائلته.. وانتقادات داخل إسرائيل

شهدت منصات التواصل الاجتماعي ردود فعل واسعة حول رد فعل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وثباته عند تلقيه خبر اغتيال 3 من أبنائه و3 من أحفاده، في غارة إسرائيلية على سيارة مدنية بمخيم الشاطئ في مدينة غزة صبيحة يوم عيد الفطر.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن قوات الاحتلال استهدفت عائلة هنية أثناء قيامها بزيارات اجتماعية وعائلية بمناسبة حلول عيد الفطر، مشيرًا إلى أن القصف أدى أيضًا إلى إصابة عدد من الأشخاص كانوا في موقع الحادث.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مسؤوليته عن العملية قائلًا “إن مقاتلات تابعة لسلاح الجو نفذت العملية بتوجيه استخباراتي من هيئة الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن العام الشاباك”.

ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” فقد تذرعت إسرائيل بأنهم كانوا في طريقهم لتنفيذ ما وصفته بـ”نشاط إرهابي وسط قطاع غزة”. رغم أنهم كانوا برفقة أطفالهم، وتم استهدافهم بقصف جوي.

انتقادات إسرائيلية

وامتدت ردود الفعل إلى داخل إسرائيل نفسها، حيث اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، أن اغتيال أبناء هنية “خطأ سيضر بسمعة إسرائيل”.

واعتبرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية ادعاءات جيش الاحتلال بأن أبناء هنية كانوا في طريقهم لتنفيذ هجوم “أمرا لا يقبله حتى معارضو حماس لأن أطفالهم كانوا معهم”.

وحاول جيش الاحتلال التنصل من جريمته بالادعاء أن أحد أبناء هنية كان يشرف على احتجاز “مختطفين إسرائيليين” على حد زعمه. وادعى مقربون من رئيس الوزراء الإسرائيلي أن اغتيال أبناء وأحفاد إسماعيل هنية “تم دون علم مسبق من نتنياهو أو وزير دفاعه يوآف غالانت، وأن ضابطًا عسكريا بالتعاون مع جهاز الأمن العام “الشاباك ” في قيادة منطقة الجنوب اتخذا القرار بناء على معلومات آنية”.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن استهداف أبناء هنية وأحفاده قد يؤثر على مسار المفاوضات المتعثرة بشأن الهدنة وتبادل الأسرى بين الجانبين.

وأشارت إلى إمكانية تنفيذ إسرائيل مزيدًا من العمليات المماثلة خلال الفترة المقبلة من أجل الضغط على حركة حماس، زاعمة أن هنية نصح مسؤولين آخرين بالمكتب السياسي للحركة بـ”إخفاء أبنائهم لأن إسرائيل قررت تصفيتهم”.

وكان هنية قد أكد في تصريحات لقناة “الجزيرة” بعد اغتيال أولاده وأحفاده ، أن ما جرى “لن يؤثر على مسار المفاوضات”، وقال إن الحركة تتخذ قراراتها وفق المصلحة الفلسطينية.

لكن خبراء إسرائيليون قالوا إن العملية قد “تغير الأمور كليًا”، كونها استهدفت أبناء زعيم حركة حماس، مشيرين إلى أنها ستترك أثرًا على مفاوضات تبادل الأسرى، التي لم تحقق أي تقدم منذ شهور.

وأعربوا عن اعتقادهم بأن حماس “لن تتراجع عن مواقفها بشأن إتمام الصفقة”، لكن تعاملها معها سيختلف بعد استهداف أبناء قادة الحركة.

وقال الخبراء إن شقيقة هنية تم اعتقالها مؤخرًا، كما أنه فقد العشرات من عائلته خلال هذه الحرب، لكنها المرة الأولى التي يفقد فيها أولادًا وأحفادًا، مشيرين إلى أن إسرائيل تنتظر ما سيكون عليه وضعه خلال المفاوضات بعد هذه الضربة التي جاءت في ذروة المفاوضات حول صفقة تبادل الأسرى.

رد فعل هنية وحماس

وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع رد فعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، عن تلقيه خبر مقتل 3 من أبنائه و3 من أحفاده، خلال زيارته عددًا من جرحى حرب غزة.

وأشاد النشطاء بثبات هنية ورباطة جأشه لحظة سماعه للخبر، وتعليقه على الخبر بعبارة “ربنا يسهل عليهم”، وإصراره على الاستمرار في زيارته للجرحى بعد تلقيه نبأ مقتل أبنائه وأحفاده.

وفي أول تعليق له على حادث الاغتيال، قال إسماعيل هنية، في مقابلة مع قناة “الجزيرة“: “أشكر الله على هذا الشرف الذي أكرمنا به باستشهاد أبنائي الثلاثة وبعض الأحفاد.. بهذه الآلام والدماء نصنع الآمال والمستقبل والحرية لشعبنا ولقضيتنا ولأمتنا”.

وأضاف: “الاحتلال يعتقد أنه باستهداف أبناء القادة سيكسر عزيمة شعبنا.. نقول له إن هذه الدماء لن تزيدنا إلا ثباتا على مبادئنا وتمسكا بأرضنا”.

وتابع: “أبنائي الشهداء حازوا شرف الزمان وشرف المكان وشرف الخاتمة، وظلوا مع أبناء شعبنا في قطاع غزة ولم يبرحوا القطاع”. وتابع قائلا: “كل أبناء شعبنا وكل عائلات سكان غزة دفعوا ثمنا باهظا من دماء أبنائهم وأنا واحد منهم… ما يقرب من 60 من أفراد عائلتي ارتقوا شهداء شأن كل أبناء الشعب الفلسطيني ولا فرق بينهم”.

وأضاف قائلًا: “دماء أبنائي ليست أغلى من دماء أبناء شعب فلسطين” مشددا على أن كل شهداء فلسطين وغزة هم أبناؤه. وشدد على أن معركة طوفان الأقصى انطلقت من أجل القدس والأقصى. وقال إن “الاحتلال الإسرائيلي واهم إذا ظن أن قتل أبنائنا سيؤثر على مواقف الحركة في المفاوضات”.

من جانبها نعت حركة حماس أبناء وأحفاد رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، وقالت حماس في بيان لها إنه ” بكل آيات الفخر والاعتزاز، وبمزيد من الرضا والتسليم والإيمان والصبر والثبات على درب ذات الشوكة، ومواصلة مسيرة طوفان الأقصى البطولية، نبارك للأخ القائد المجاهد، إسماعيل هنية”.

وأشار البيان أن استهداف قادة الحركة وأبنائهم وعائلاتهم هي محاولة فاشلة من “عدو فاشل في الميدان ومذعور من ضربات المقاومة وبسالتها وكمائنها المحكمة ضد جيشه الجبان”، وأكدت الحركة في بيانها أن ذلك لن يفلح “في كسر إرادة الصمود لدى كل أبناء الحركة والشعب الفلسطيني”.

وشدد بيان الحركة على أن “العدو” لن يحقق أي إنجاز “في مسار المفاوضات بعد فشله الذريع في تحقيق أيّ من أهدافه العدوانية”.

تعليقات المغردين

من جانبهم وصف نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي اغتيال الاحتلال الإسرائيلي لأبناء وأحفاد إسماعيل هنية في أول أيام عيد الفطر “بالعمل الوحشي والخسيس” وينم عن جهل إسرائيل بالبناء النفسي لحركات التحرير والمقاومة”، مشيرين إلى أن المقاوم الحقيقي لا يصبح مقاوماً لأنه فقد أحد أتباعه أو أقاربه؛ بل لأن كل شهيد يثقل كاهل المقاوم، ويزيد شعوره بألم الآخرين وكأنها آلامه، وهذا ما يجعل حركات المقاومة تقوى وتزدهر.

https://twitter.com/saleh_binali/status/1778204284091527296

وأشار مغردون إلى أنه” منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة عملت قنوات عربية وعالمية وإسرائيلية على استهداف قادة المقاومة، وخاصة حماس، وتشويه صورتهم، من خلال إدعاء وجود أبنائهم خارج غزة، وأنهم في الفنادق يستمتعون، ولكن تم إثبات العكس بأن أبناء هنية كانوا في غزة يتعرضون للقصف منذ 7 أشهر مثل باقي أهالي القطاع”.

ووصف آخرون جريمة الاغتيال بالنكراء خاصة مع وجود أطفال في السيارة وهم أحفاد إسماعيل هنية، مشيرين إلى أن “هذا الأمر حدث بعد حملة تشويه ممنهجة ضد هنية وأسرته وضد حركة حماس قادتها دول في المنطقة لخدمة العدو الإسرائيلي”.

https://twitter.com/jaberalharmi/status/1778139166666043791

وعلق المتابعون على ردة فعل إسماعيل هنية عند تلقيه خبر اغتيال أبنائه وأحفاده متسائلين: ما هذا الثّبات؟! ما هذا التّسليم؟! ما هذا الصّبر؟  مشيرين إلى ثبات هنية خاصة بعد إكماله جولته على الجرحى من مصابي الحرب الإسرائيلية.

وأشار بعض المدونين إلى العبارة التي قالها هنية عند تلقيه خبر الاستشهاد “الله يسهّل عليهم” بأنها عبارة ستدخل قواميس اللغة وذاكرة الأحرار بعد “معلش” لوائل الدحدوح، و”روح الروح” لخالد نبهان (أبو ضياء).

https://twitter.com/YZaatreh/status/1778333624393253295

كما تداول النشطاء مشهد وداع ورثاء زوجة “حازم”، نجل إسماعيل هنية، لزوجها وابنتيها، وقالوا إن زوجة حازم مدرسة في الصبر والتضحية والثبات، وإن هذه العائلة مثلها مثل باقي العائلات الفلسطينية في غزة لا تميزها عن عائلات غزة في ملبسهم ومسكنهم ومأكلهم، وحتى في مقتلهم شهداء لا تميزهم عن الناس.

وأضافوا أن اغتيال أبناء هنية وقع في المخيم الذي وُلدوا فيه، والذي يعتبر أدنى مخيمات غزة ترتيبا وتنظيما، والذي رفض والدهم مغادرة أزقته حتى بعد أن أصبح رئيسًا للوزراء.

https://twitter.com/saeedziad/status/1778139880037486992

وعلق بعض المدونين على فيديو زوجة حازم بالقول “بثبات كالجبال الراسيات، وعلى درب الخنساوات، تودع زوجة حازم إسماعيل هنية زوجها وطفليها، وتتحدث بكل ثبات عن بعض صفات زوجها الحافظ للقرآن الكريم والإمام في مساجد غزة، وتزفهم للجنة بكل فخر وعزة”.

https://twitter.com/adham922/status/1778150557506523599

من جانبها قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إن عملية اغتيال أبناء وأحفاد إسماعيل هنية، ينظر إليه في الوعي الفلسطيني بشكل عام وفي قطاع غزة بشكل خاص على أنه عمل انتقامي وإحباط من جانب إسرائيل، وليس بمثابة عملية عسكرية “ناجحة” للجيش الإسرائيلي يمكن أن تكون لها تأثيرات سلبية على حماس بأن تخترق صفوف الحركة، وتسبب الصدمة وفقدان التوازن، حسب تعبيرها.

وأوضحت الصحيفة في تقرير لها أنه لم يتم تعريف أبناء هنية على أنهم شخصيات غامضة، كما أن الهجوم وعملية الاغتيال لا تشير إلى اختراق استخباراتي عميق للحركة، ولن تؤدي عملية الاغتيال إلا إلى تعزيز دور هنية في قيادة حماس والشعب الفلسطيني، وحصوله على سيحصل على التعاطف والدعم الشعبي والجماهيري فلسطينيا وحتى حول العالم.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى