غضب عالمي بعد مقتل 7 من عمال الإغاثة في غزة بغارة جوية إسرائيلية

أعلنت منظمة World Central Kitchen (المطبخ المركزي العالمي) وقف عملياتها مؤقتا وبشكل فوري في قطاع غزة، بعد مقتل 7 من أعضاء فريقها بغارة جوية إسرائيلية.
وكانت المنظمة – ومقرها الولايات المتحدة- قد نظمت بالتعاون مع جمعية “Open Arms” (الأذرع المفتوحة) الإسبانية، شحنات من المساعدات الإنسانية إلى غزة تم إرسالها عبر سفينتين أبحرتا من قبرص يومي 12 و30 مارس الماضي.
وقالت المنظمة في بيان لها إنها تشعر بالصدمة نتيجة هذا الحادث المأساوي، مشيرة إلى أن فريقها المستهدف كان يتحرك في منطقة منزوعة السلاح بسيارتين مصفحتين، ومركبة أخرى تحمل شعار المنظمة، لكنه تعرّض للقصف أثناء مغادرته مستودعا بدير البلح، بعد تفريغ أكثر من 100 طن من المساعدات الغذائية الإنسانية، التي تم جلبها إلى غزة عبر الممر البحري، وذلك رغم أنه تنسيق التحرك مع الجيش الإسرائيلي.
وأوضحت المنظمة الإغاثية أن القتلى السبعة من أستراليا وبولندا وبريطانيا، وبعضهم لديهم جنسيات مزدوجة من أمريكا وكندا وفلسطين.
https://twitter.com/WCKitchen/status/1775027258249359451?s=20
وقالت الرئيسة التنفيذية للمنظمة، إيرين جور، في البيان إن “هذا الهجوم أمر لا يغتفرـ فهو ليس هجومًا على المطبخ المركزي العالمي فحسب، بل هجوم على جميع المنظمات الإنسانية التي تحرص على التواجد في أسوأ المواقف، حيث يُستخدم الغذاء كسلاح حرب”.
وأضافت: “إنني أشعر بالحزن والفزع لأننا في المطبخ المركزي العالمي فقدنا أرواحًا جميلة اليوم بسبب هجوم مستهدف من قبل الجيش الإسرائيلي”.
وأضافت: “إن الحب والحماس الذي كان لديهم لإطعام الناس، والتصميم الذي جسدوه لإظهار أن الإنسانية تسمو فوق كل شيء، والأثر الذي أحدثوه في حياة عدد لا يحصى من الناس، سوف نتذكره ونعتز به إلى الأبد”.
https://twitter.com/WCKitchen/status/1774939414172442733?s=20
فيما أعرب مؤسس المنظمة، خوسيه أندريس، عن حزنه لمقتل أعضاء في المنظمة بالغارة الإسرائيلية، ودعا الحكومة الإسرائيلية إلى الكف عن “القتل العشوائي”، وعن فرض قيود على المساعدات الإنسانية، كما طالبها بوقف استخدام الغذاء كسلاح.
وقال في منشور على منصة X: “لقد فقدنا العديد من زملائنا في غارة جوية للجيش الإسرائيلي في غزة. أشعر بالحزن على عائلاتهم وأصدقائهم وعائلة المطبخ المركزي العالمي بأكملها. فهؤلاء أناس… ملائكة… خدموا جنبًا إلى جنب في أوكرانيا، وغزة، وتركيا، والمغرب، وجزر البهاما، وإندونيسيا. إنهم ليسوا مجهولي الهوية”. وأضاف: “يتعين على الحكومة الإسرائيلية أن توقف هذا القتل العشوائي. ويتعين عليها أن تتوقف عن تقييد المساعدات الإنسانية، والتوقف عن قتل المدنيين وعمال الإغاثة، والتوقف عن استخدام الغذاء كسلاح. لا مزيد من فقدان الأرواح البريئة. السلام يبدأ بإنسانيتنا المشتركة. يجب أن يبدأ هذا الآن”.
https://twitter.com/chefjoseandres/status/1774947232539644286?s=20
بيان إسرائيل
من جانبه قال الجيش الإسرائيلي في بيان له إنه فتح تحقيقا في هجومه الذي استهدف موظفي منظمة المطبخ المركزي العالمي، وأفاد أنه يجري مراجعة شاملة على أعلى المستويات للوقوف على ملابسات هذا الحادث الذي وصفه بـ “المأساوي”.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأميرال دانيال هاغاري، إنه سيتم التحقيق في الحادث عبر “آلية تقصي الحقائق والتقييم” التي وصفها بأنها “هيئة مستقلة واحترافية وتتمتع بالخبرة” دون تقديم تفاصيل.
واعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالحادث، قائلًا: “قواتنا أصابت بشكل غير متعمد أشخاصا أبرياء في غزة”.
ردود فعل دولية
وأثار الحادث العديد من ردود الفعل الدولية الغاضبة، حيث قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، أدريان واتسون، “نشعر بالحزن والانزعاج الشديد بسبب الضربة التي أدت إلى مقتل عمال إغاثة في ورلد سنترال كيتشن في غزة”.
وأكدت أنه يجب حماية عمال الإغاثة الإنسانية أثناء قيامهم بتوصيل المساعدات التي تشتد الحاجة إليها، وحثت إسرائيل على التحقيق سريعا فيما حدث.
فيما دان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، قتل عمال الإغاثة في غزة.
كما دان مفوض الشؤون الإنسانية في الاتحاد الأوروبي الهجوم القاتل على العاملين في المجال الإنساني بغزة. وقال رئيس المجلس الأوروبي تعليقا على ما حدث إنه “يجب أن يكون هناك تحقيق ومحاسبة للجناة”.
من جانبها قالت الخارجية البريطانية إنها على علم بمقتل بريطاني بغزة، داعية لاحترام القانون الدولي وحماية المدنيين في قطاع غزة.
فيما عبرت وزارة الخارجية البولندية عن تعازيها لعائلة متطوع بولندي قُتل في الغارة الإسرائيلية، وعبرت عن اعتراضها على تجاهل القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين بغزة بما في ذلك العاملون في المجال الإنساني.
وأعلن وزير الخارجية البولندي، رادوسلاف سيكورسكي، أنه طلب توضيحات من إسرائيل حول مقتل الموظفين السبعة وبينهم بولندي. وكتب على منصة X “طلبت شخصيا من السفير الإسرائيلي ياكوف ليفني توضيحات عاجلة. أكد لي أن بولندا ستتلقى قريبا نتائج تحقيق حول هذه المأساة”،
وأضاف أن وارسو تعتزم إجراء تحقيقها الخاص. وقالت وزارة العدل البولندية إنها ستفتح تحقيقا في مقتل عامل الإغاثة البولندي في غزة.
من جهته، قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز إن بلاده على اتصال بالحكومة الإسرائيلية سعيا إلى المساءلة الكاملة بشأن مقتل عاملة إغاثة أسترالية في غزة، مضيفا أن عمال الإغاثة والعاملين في المجال الإنساني، وجميع المدنيين الأبرياء، بحاجة إلى توفير الحماية لهم.
وذكرت صحيفة “إسرائيل اليوم” أن رئيس الوزراء الأسترالي استدعى السفير الإسرائيلي بعد مقتل العاملة الأسترالية في غزة.
وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إن على الحكومة الإسرائيلية توضيح ملابسات الهجوم على عمال الإغاثة بغزة في أقرب وقت.
وفي سياق متصل، وزعت فرنسا مشروع قرار جديدا على أعضاء مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار ويضمن حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني وإيصال المساعدات إلى مستحقيها.