غير مصنف

بعد مقتل 131 صحفيًا في غزة.. مطالب دولية بمحاسبة إسرائيل على جرائمها بحق الصحفيين

نظمت نقابة الصحفيين الفلسطينيين والاتحاد الدولي للصحفيين، أمس الاثنين، مؤتمرًا مناهضًا لاستهداف وقتل الصحفيين الفلسطينيين، في مقر مجلس حقوق الإنسان بجنيف،

وشهد المؤتمر حضورًا دبلوماسيًا غير مسبوق لأكثر من 100 دبلوماسي وممثلٍ لمنظمات دولية، بحضور سفير دولة فلسطين لدى مجلس حقوق الإنسان إبراهيم خريشة.

وفي كلمته خلال المؤتمر، أكد نقيب الصحفيين الفلسطينيين، نائب رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين ناصر أبو بكر، أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد قتل الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية.

ووفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) فقد قال أبوبكر إن الاحتلال قتل 131 صحفيًا فلسطينيًا في قطاع غزة كان آخرهم صحفي في وكالة “وفا” كان يحاول إسعاف عائلة تم قصفها، مشيرا إلى أن الاحتلال قتل 9% من صحفيي قطاع غزة البالغ عددهم ما يقارب 1500 صحفي.

وأضاف أبو بكر: “ما يجري في فلسطين من انتهاكات، هو ضد كل صحفيي العالم وضد حرية التعبير والإعلام في عموم العالم، وهو النموذج الأكثر خطورة في تاريخ البشرية، حيث لم يسبق أن شهدت هذا العدد من الضحايا الصحفيين خلال فترة زمنية لا تتعدى 6 أشهر”.

وتابع: “نحن هنا في مجلس حقوق الإنسان لأنه المظلة الدولية لحماية حقوق الإنسان، ونعتبر أن حقوق الإنسان والقانون الدولي والإنساني، في خطر من قبل أعداء الإنسانية والقانون الدولي المتمثلين في هذا الاحتلال الإسرائيلي الذين يقوم بمجازر يومية بحق شعبنا، وخاصة الصحفيين منهم”.

وأضاف: “نحن هنا لأن الصحفي الفلسطيني هو إنسان، ونحن مشبعون بالإنسانية والاحتلال مشبع بالإجرام والقتل”.

من جهته، شدد نائب الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين، تيم وادسون، على أن ما يجري بحق الصحفيين الفلسطينيين من جرائم قتل متعمد واستهداف عائلاتهم غير مسبوق وغير مقبول، وأن الاتحاد الدولي يقوم بمسؤولياته تجاه الصحفيين الفلسطينيين كما هو في كل أنحاء العالم، وأن الصمت على هذه الجرائم غير مقبول، ولا بد من تحرك قانوني حقيقي يوقف هذه المجازر.

فيما أكد جيم بو ملحة، من الاتحاد الدولي للصحفيين، ضرورة وقف قتل الصحفيين الفلسطينيين، ومحاسبة مرتكبي الجرائم بحقهم، وأن الاتحاد سيواصل العمل من أجل حماية الصحفيين الفلسطينيين، ضمن متابعة مستمرة مع نقابتهم.

ولفت بو ملحة إلى ضرورة العمل مع المؤسسات الدولية كافة لوقف هذه الجرائم، لأنها مسؤولية الجميع، فالكل يرى ويسمع ما يجري في قطاع غزة .

من جانبه، أكد مدير مكتب الجزيرة في قطاع غزة، وائل الدحدوح، “أن الصحفيين الفلسطينيين تعرضوا للعديد من الانتهاكات خلال حرب الإبادة، وهي ليست فقط بالقتل والاعتقال، وإنما بقتل أسرهم مثلما حدث مع عائلتي”.

وأضاف: “الصحفيون الفلسطينيون يدفعون ثمنا باهظا لنقلهم الحقيقة، وممارستهم لمهنة الصحافة ونقل المعلومات إلى العالم بأعلى درجات المهنية”.

من جهتها، أدانت المقررة الأممية المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز، جرائم الاحتلال بحق الصحفيين الفلسطينيين، ودعت إلى التحقيق في كل حالة قتل للصحفيين في غزة، وفي كل اعتداء على حياتهم وحياة عائلاتهم.

واستعرض الصحفي سامي أبو سالم من قطاع غزة، ظروف ومعاناة الصحفيين الفلسطينيين في القطاع خلال العدوان، وكيف أن الاحتلال يستهدف الصحفيين وعائلاتهم بشكل مباشر، في مسعى لتغييب صورة ما يرتكبه من حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني.

بدورها، أكدت محامية نقابة الصحفيين الفلسطينيين والاتحاد الدولي للصحفيين في قضايا “الجنائية الدولية” تاتيانا إيتويل، أن ما ترتكبه سلطات الاحتلال بحق الصحفيين الفلسطينيين جرائم تستوجب المحاكمة، مطالبة بوقفها فورًا، وأن يكون هناك تحرك جدي وسريع في تحريك القضايا المرفوعة بحق قتلة الصحفيين الفلسطينيين وإرسال لجان تحقيق إلى الأراضي الفلسطينية.

جرائم مستمرة

ووفقًا لشبكة CNN فإنه منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر الماضي قُتل ما لا يقل عن 95 صحفيا، جميعهم فلسطينيون باستثناء 3 لبنانيين وإسرائيليين اثنين، وفقا للجنة حماية الصحفيين الدولية، التي تتتبع حصيلة القتلى المتزايدة.

وأظهرت التحقيقات الأولية التي أجرتها اللجنة، أن ما لا يقل عن 95 صحفياً وعاملاً في مجال الإعلام قد قتلوا، منذ 7 أكتوبر، وورد أن 16 صحفياً قد أُصيبوا.

كما تم الإبلاغ عن اختفاء 4 صحفيين، والإبلاغ عن اعتقال 25 صحفياً، إضافة إلى العديد من الاعتداءات والتهديدات والهجمات الإلكترونية والرقابة وقتل أفراد الأسر.

وتحقق لجنة حماية الصحفيين أيضًا في العديد من التقارير غير المؤكدة عن مقتل صحفيين آخرين أو فقدانهم أو احتجازهم أو إصابتهم أو تهديدهم، وفي الأضرار التي لحقت بمكاتب وسائل الإعلام ومنازل الصحفيين.

وأصبحت هذه الحرب هي “الأكثر دموية” بالنسبة للصحفيين، منذ أن بدأت لجنة حماية الصحفيين في عام 1992 بجمع البيانات المتعلقة بمقتل الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام أو إصابتهم أو فقدهم خلال الحروب.

مطالب بالمحاسبة

وفي نفس الإطار طالب حقوقيون دوليون بوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الصحفيين في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك خلال وقفة رمزية أمام مبنى الأمم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية.

ووفقا لموقع “الجزيرة نت” فقد رفع المشاركون في الوقفة صور شهداء الصحفيين حمزة الدحدوح، وسامر أبو دقة، وشيرين أبو عاقلة، إضافة إلى صور وائل الدحدوح الذي أصيب وفقد زوجته وبعض أولاده.

وقال المشاركون إنهم يريدون وضع حد للقتل الفظيع الذي يتعرض له الصحفيون في غزة، مشيرين إلى مقتل 100 صحفي “وهو أعلى عدد لصحفيين قتلوا على الإطلاق في فترة قصيرة كهذه في أي نزاع في التاريخ الحديث”. وأضافوا أن “الصحفيين في غزة يقتلون بأعداد كبيرة ويصابون أيضا ودمرت مكاتبهم وصودرت معداتهم وسجنوا”.

وأكد المشاركون أن المحاسبة أمر ضروري لأن قتل إسرائيل للصحفيين ليس أمًرا جديدًا. وأضافوا أن “ما نراه اليوم يعود جزئيًا إلى مناخ الإفلات من العقاب، ومن الضروري جدا أن يوضح المجتمع الدولي لإسرائيل أنه ستكون محاسبة للمسؤولين عن قتل وإصابة الصحفيين، والسعي بكل الطرق لإجبار الاحتلال الإسرائيلي على احترام القوانين الدولية.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى