Photo courtesy of President of Russia Twitter account

أخبار

بوتين يفوز بولاية جديدة مدتها 6 سنوات ويقترب من تجاوز ستالين وتحقيق رقم قياسي

By فريق راديو صوت العرب من أمريكا

March 17, 2024

أظهرت النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية في روسيا فوز الرئيس الحالي فلاديمير بوتين بأغلبية ساحقة مع إقبال قياسي على التصويت.

ووفقًا لوكالة “رويترز” فإن هذه النتيجة تعني أن بوتين فاز بسهولة بولاية جديدة مدتها 6 سنوات، وهو ما سيمكنه من تجاوز جوزيف ستالين ليصبح الزعيم الأطول خدمة في روسيا منذ أكثر من 200 عام.

أظهرت نتائج رسمية أولية فوزا ساحقا للرئيس فلاديمير بوتين في انتخابات الرئاسة الروسية التي اختتمت الأحد، في حين نظم معارضوه تحركا رمزيا عند مكاتب الاقتراع.

ووفقًا لوكالة الأنباء الروسية السمية (تاس) فقد اختتمت اليوم الأحد فعاليات الانتخابات الرئاسية في روسيا، والتي استمرت لمدة ثلاثة أيام، وأجريت في الفترة من 15 إلى 17 مارس.

وتصدر بوتين نتائج الانتخابات بنسبة 87.34% من الأصوات، بعد فرز أكثر من 50% من الأصوات. وجاء في المركز الثاني مرشح الحزب الشيوعي، نيكولاي خاريتونوف، بنسبة 4.11% من الأصوات، يليه مرشح حزب الشعب الجديد، فلاديسلاف دافانكوف، بنسبة 4.01%، ثم رئيس الحزب الديمقراطي الليبرالي، ليونيد سلوتسكي، بنسبة 3.11%.

ووفقا لأحدث البيانات الصادرة عن لجنة الانتخابات المركزية الروسية، فقد بلغت نسبة إقبال الناخبين 74.2%، بينما قاربت نسبة التصويت الإلكتروني 90% ممن أبدوا رغبتهم في الاقتراع عن بُعد.

وتمت دعوة 114 مليون ناخب للمشاركة في هذه الانتخابات التي جرت كذلك في 4 مناطق بأوكرانيا تخضع جزئيًا لسيطرة القوات الروسية.

الأطول خدمة

ووفقًا لموقع “بي بي سي” فإن فلاديمير بوتين (البالغ من العمر 71 عامًا) يدير روسيا فعلياً منذ عام 2000. وقد تم تعيينه كأول رئيس مؤقت من قبل سلفه الرئيس بوريس يلتسين، وفاز بأول انتخابات له في مارس 2000، وقضى فترتين رئاسيتين مدتهما 8 سنوات.

ولأن الدستور الروسي كان في ذلك الوقت يسمح للرئيس بفترتين متتاليتين فقط، فقد قام بوتين بين عامي 2008 و2012 بتبديل الأدوار، ليصبح رئيساً للوزراء، لكنه ظل مسيطراً على السلطة بشكل كامل. وسمحت له هذه الخطوة له بإعادة الترشح للرئاسة مرة أخرى، وفاز بولايتين رئاسيتين أخرتين.

وفي عام 2020، تم إدخال تعديلات على الدستور الروسي تنص على عدم احتساب الدورات السابقة لمن هو في الرئاسة الآن، وهذا ما سُمي بـ “تصفير” الدورات الرئاسية الماضية لبوتين، بما سمح بترشحه من جديد لدورتين أخريين، والبقاء في السلطة حتى عام 2036.

وبحلول ذلك الوقت، سيكون بوتين قد أصبح الحاكم الأطول عمراً في تاريخ روسيا، متغلباً على الزعيم الشيوعي جوزيف ستالين والإمبراطورة كاثرين العظيمة في القرن الثامن عشر، اللذين ظلا في السلطة لأكثر من 30 عاماً.

ونادراً ما تكون الانتخابات في روسيا حدثاً مثيراً للاهتمام، ولكنها مهمة لإضفاء الشرعية على من هم في السلطة، وهذه المرة، لم يكن الفوز بالانتخابات هو المهم فقط بالنسبة لبوتين، ولكن أيضاً رؤية الإقبال الكبير على مراكز الاقتراع والنسبة العالية للدعم، خاصة وأن البلاد متورطة في حرب واسعة النطاق في أوكرانيا ستكون لها عواقب دائمة على روسيا.

وكان الكرملين يأمل في تحقيق نسبة مشاركة لا تقل عن 70%، مع حوالي 80% من الأصوات لفلاديمير بوتين، ليتجاوز النسبة التي حصل عليها في انتخابات عام 2018 والتي بلغت 76.7%.

وتحدث ناشطون عن ضغوط مارستها السلطات لدفع الناخبين للتصويت، في حين أشار مسؤولون روس ووسائل الإعلام الرسمية إلى إقبال كثيف على صناديق الاقتراع داخل روسيا وخارجها.

ردود الفعل

وفي أول تصريح له بعد الإعلان عن النتائج الرسمية الأولية، قال الرئيس بوتين إن روسيا يجب أن تكون أكثر قوة وفاعلية. من جهته، هنأ ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، بوتين على ما وصفه بانتصاره الرائع في الانتخابات،

في حين اعتبر فريق المعارض البارز أليكسي نافالني -الذي توفي الشهر الماضي في سجن بالقطب الشمالي- أن النسبة التي حصل عليها بوتين “لا تمُتّ للحقيقة بصلة”.

من جانبه وصف البيت الأبيض الانتخابات الروسية بأنها لم تكن حرة ولا نزيهة، وهو نفس الموقف الذي عبرت عنه بريطانيا، بينما اعتبرت بولندا أن الانتخابات لم تكن شرعية.

كما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الانتخابات الروسية تفتقر للشرعية، معتبرًا أن بوتين “دكتاتور يريد أن يحكم إلى الأبد”.

وفي وقت سابق الأحد، احتشد الآلاف من مؤيدي المعارضة الروسية ظهرًا أمام مكاتب الاقتراع بعدة مدن ضمن تحرك سياسي سلمي أطلق عليه “الظهيرة ضد بوتين”، وكان نافالني قد أعلن تأييده لهذا التحرك، بحسب مقربين منه.

ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” فقد دعا مؤيدون لنافالني الناخبين المعارضين لبوتين وللحرب على أوكرانيا إلى القدوم بكثافة إلى مراكز الاقتراع عند الظهيرة والإدلاء بأصواتهم لأحد المرشحين الثلاثة أو كتابة شعارات مناهضة لبوتين على بطاقات التصويت.

ونشرت وسائل إعلام روسية صورا لبطاقات كتب عليها “قاتل” أو “لص” أو “ننتظرك في لاهاي”، في إشارة إلى المطالبات بمحاكمة الرئيس الروسي أمام المحكمة الجنائية الدولية.

كما احتشد معارضون روس أمام العديد من البعثات الدبلوماسية الروسية في الخارج تعبيرًا عن احتجاجهم على سياسات بوتين، وشاركت أرملة نافالني في التحرك لذي نظمته المعارضة أمام سفارة روسيا في برلين.