Photo courtesy of Detroit Public Schools Community District Facebook page

أخبار أميركا

الصيام في المدرسة.. الطلاب المسلمون في أمريكا يحصلون على الدعم خلال شهر رمضان

By فريق راديو صوت العرب من أمريكا

March 16, 2024

رغم أن الطلاب المسلمين لا يزالون نادرين في العديد من المناطق التعليمية في الولايات المتحدة، إلا أنهم يتواجدون بشكل كبير في بعض المجتمعات، مما دفع المدارس العامة إلى أن تكون أكثر اهتمامًا باحتياجاتهم خلال شهر رمضان المبارك، خاصة وأنهم يكونوا صائمين خلال تواجدهم بالمدرسة.

تسهيل الأمور

على سبيل المثال، في ديربورن بولاية ميشيغان – حيث ما يقرب من نصف السكان البالغ عددهم 110 ألف نسمة هم من أصل عربي – يسعى معلمو وموظفو المدارس العامة إلى تسهيل الأمور على الطلاب المسلمين الذين يحتفلون بشهر رمضان، وفقًا لوكالة “أسوشيتد برس“.

وفي هذا الإطار قال ديفيد موستونن، المتحدث باسم مدارس ديربورن: “نحن نسمح للطلاب بممارسة شعائرهم الدينية بمفردهم طالما لا يشكل ذلك تعطيلًا لليوم الدراسي، وفي وقت الغداء نحاول العثور على أماكن أو أنشطة أخرى في المدرسة للطلاب الصائمين”، لكنه أكد أن هؤلاء الطلاب رغم ذلك مطالبين بإكمال جميع الواجبات المدرسية.

وفي سانت بول بولاية مينيسوتا، خصصت مدرسة East African Elementary Magnet مساحة في المكتبة، يمكن للطلاب الصائمين، الذين لا يريدون التواجد في الكافتيريا، قضاء فترة الاستراحة فيها، والقيام بأنشطة أخرى خاضعة للإشراف مثل القراءة، حسبما قال مدير المدرسة عبد السلام آدم.

تم افتتاح المدرسة التي تضم 220 طالبًا في الخريف الماضي كجزء من نظام المدارس العامة في سانت بول، وتهدف إلى تعزيز الروابط الثقافية واللغوية مع الصومال ودول شرق إفريقيا الأخرى، وقال آدم إن حوالي 90% من طلاب المدرسة من المسلمين الصوماليين.

وقال آدم، الذي عمل مع المنطقة التعليمية منذ ما يقرب من 30 عامًا، إنه يخبر موظفيه أن الاحتفال بشهر رمضان يتناسب مع الهدف العام المتمثل في رعاية الطلاب.

توفير المعلومات

وهناك منظمات توفر المعلومات اللازمة للمناطق التعليمية الأقل دراية بالتقاليد الإسلامية خلال شهر رمضان، وعلى سبيل المثال، توفر مجموعة الشبكات الإسلامية Islamic Networks Group، وهي منظمة غير ربحية مقرها كاليفورنيا، معلومات على الإنترنت للمعلمين حول شهر رمضان وأهميته بالنسبة للمسلمين.

وقالت مها الجنيدي، المديرة التنفيذية للمجموعة، إن العديد من المناطق “لا تعرف الكثير عن الإسلام أو أي من أعيادنا ومناسباتنا، وإذا كانوا لا يعرفون الكثير عن ذلك، فليس هناك الكثير الذي يمكنهم تقديمه للطلاب المسلمين”.

وقالت إن الطلاب الصائمين قد يحتاجون إلى إعفاءهم من الأنشطة المجهدة في فصول الأنشطة الرياضية، ويجب السماح لهم بتعويض الاختبارات التي فاتتهم بسبب الغياب للاحتفال بعطلة عيد الفطر التي تلي شهر رمضان.

وأضافت: “إذا لم يتم استيعابهم في المدرسة، أو إذا كانت المدرسة لا تعرف شيئًا عن هذا الأمر، فهم سيعيشون حياة مزدوجة هناك نوعًا ما”.

وأوضحت أن الصيام ليس مطلوبًا من الأطفال الصغار، لكن العديد من هؤلاء الأطفال المسلمين يحبون الصيام كنوع من المشاركة في طقوس الشهر، وتقليد الوالدين والأشقاء الأكبر سنًا.

وقالت الجنيدي إن المعلمين بحاجة أيضًا إلى معرفة التغييرات التي تحدث في روتين الأسر المسلمة خلال شهر رمضان، مثل الاستيقاظ لتناول وجبة “السحور” قبل الفجر، والسهر حتى وقت متأخر لحضور صلاة التراويح في المسجد.

تأثير كبير

عندما كان أطفال الدكتورة عفراء أحمد أصغر سناً، كانت الطبيبة الأمريكية الباكستانية وزوجها يتبادلان الأفكار حول رمضان مع زملائهم في الصف، ويقرأون لهم قصة رمضان، ويوزعون عليهم أكياس الهدايا التي تحتوي على أشياء مثل التمر.

وقالت عفراء، التي تعيش في كاليفورنيا: “أدركت أن على الأسر المسلمة أن تقوم بالكثير من نشر المعرفة حول عاداتهم وتقاليدهم في المدرسة”.

فيما قال زوجها إن لفتات حسنة النية، مثل قيام المعلمين بإلقاء تحية رمضان على طلابهم المسلمين، تبعث برسالة مهمة.

وأضاف: “هذه الأشياء الصغيرة يكون لها تأثير كبير بالنسبة للعائلات المهاجرة، فهذا هو أول شيء يتبادر إلى ذهنهم، هل نحن مندمجون في هذا المجتمع؟، وهل يقبلنا هذا المجتمع أصلا؟”.

وقالت ابنتهما التي تذهب إلى مدرسة إعدادية مستقلة، إنها تشارك في التربية البدنية خلال شهر رمضان ولكنها لا تمارس الجري أثناء الصيام، لأنه سيجعلها تحتاج إلى شرب الماء بعد ذلك، وهي صائمة. وقالت إن بعض الأصدقاء غير المسلمين أخبروها أنهم يرغبون في الصيام معها.

دور المعلمين

بينما قال شقيقها نايل، الذي يدرس في مدرسة ثانوية عامة، إنه كان سعيدًا عندما تحدث المعلم إلى الفصل عن رمضان، وأخبره أنه يمكنه أخذ قيلولة إذا احتاج إلى ذلك.

وأضاف أنه يريد أن يفهم الآخرون سبب صيامه بشكل أفضل، وقال: “يعتقد الكثير من الأطفال والمعلمين أنني أعذب نفسي، أو كأنه نظام غذائي، لكنني أخبرهم أنني عندما أكون صائمًا، أشعر بامتنان أكبر تجاه كل من حولي، وتجاه الأشخاص الفقراء الذين لا يملكون الطعام والشراب”

وفي ديربورن، أشاد آدم البالغ من العمر 14 عامًا بأعضاء هيئة التدريس في مدرسة ديربورن الثانوية لتفهمهم خلال شهر رمضان.

قال آدم، وهو طالب في الصف التاسع: “إن الكثير من المعلمين يميلون إلى التساهل معنا، مما يسمح لنا بعمل أقل، إنهم لا يغضبون منا لأنهم يدركون أننا صائمون”، مشيرًا إلى أنه يصوم من الساعة 6:20 صباحًا حتى حوالي الساعة 8 مساءً.

أهمية إضافية

وقال حسين مرتضى، وهو طالب يبلغ من العمر 17 عاماً في مدرسة ديربورن الثانوية، إن التضامن الأسري لا يقدر بثمن خلال شهر رمضان. وأضاف: “في عائلتي، الجميع صائمون.. الجميع يمر بنفس الشيء. كل الشهر هو للتقرب إلى الله وتقوية دينك”.

وقال مرتضى إن شهر رمضان هذا العام يحمل أهمية إضافية بسبب الصعوبات التي يعاني منها الناس في غزة وسط الحرب التي تشنها إسرائيل هناك. وقال: “أشعر بالعجز بمجرد الجلوس هنا على هاتفي، ومتابعة كل ما يحدث، وكل ما يمكنني فعله هو الشعور بهم والصلاة من أجلهم”.

وقال آدم إنه تنتابه نفس المشاعر، وأضاف: “عندما تنظر إلى ما يأكله الأطفال في غزة، فإنك تشعر بقيمة ما تصنعه والدتك، وعندما تمر بيوم سيء، عليك أن تدرك أن ما يمرون به أسوأ بكثير”.

الشعور بالارتياح

وفي مدرسة East African Elementary Magnet في سانت بول، تقوم ماريان عدن بتعريف المعلمين بالعادات المتعلقة بشهر رمضان للطلاب الصائمين. وقالت إن ابنتها الصغرى، نورا البالغة من العمر 4 سنوات، استيقظت متحمسة لبدء شهر رمضان في 11 مارس الجاري، لكن معلميها في الضاحية التي يعيشون فيها لم يكونوا على دراية بهذه المناسبة.

وقالت عدن إنها ستشعر بالارتياح عندما تبدأ نورا في الالتحاق بمدرسة Magnet في العام المقبل، حيث سيتم الاحتفاء بها بسبب هويتها.

وأصبحت مينيسوتا موطنًا لأعداد متزايدة من اللاجئين المسلمين من الصومال التي مزقتها الحرب منذ أواخر التسعينيات، وقد جعلت العديد من المناطق التعليمية مؤخرا العيد عطلة رسمية.

معنى رمضان

وفي واشنطن العاصمة، لدى عبدول فوزي ابنتان، عمرهما 8 و12 عامًا، تعلمتا تدريجياً معنى رمضان وطقوسه. وقال فوزي، الذي نشأ في سيراليون في الثمانينيات، إنه كان يصوم يوماً كاملاً منذ أن كان في الحادية عشرة من عمره، لكنه لم يدفع ابنته الكبرى إلى أن تحذو حذوه.

وقال: “إنهم ما زالوا صغاراً جداً، لذا فهم غير مستعدين لقضاء اليوم دون طعام أو ماء”، ومع ذلك، فهو يريدهم أن يعتادوا على الفكرة؛ وهذا العام يريدهم أن يجربوا الصيام لمدة نصف يوم.

بالنسبة لفوزي، فإن الأهم من الالتزام الصارم بالقواعد في سنهم هو فهمهم لمعنى رمضان وأهمية الصلاة من أجل السلام. وقال: “إنهم يريدون معرفة الطريقة التي يستطيعون المشاركة بها وممارستها في شهر رمضان وأنا موافق على ذلك”.