بأمر القضاء: فاني ويليس مستمرة في قضية تدخل ترامب في انتخابات جورجيا

رفض قاضي في ولاية جورجيا طلبًا قدمه الفريق القانوني للرئيس السابق دونالد ترامب لتنحية المدعية العامة لمقاطعة فولتون، فاني ويليس، بسبب العلاقة الرومانسية التي كانت تربطها بالمدعي الخاص، ناثان ويد، الذي استعانت به في القضية التي يحاكم فيها ترامب و14 متهما آخرين بتهمة محاولة قلب نتائج الانتخابات الرئاسية الماضية في الولاية.

ووفقًا لصحيفة thehill فقد خلص القاضي، سكوت مكافي، إلى أنه لا توجد أدلة كافية على “تضارب مصالح”، بسبب علاقة المدعية ويليس مع المحقق الذي استعانت به، ولكنه وضع شرطا لبقائها في هذه القضية.

وقال القاضي إنه بالاستناد إلى ما اعتبره “سلوكًا غير ملائم ظاهريًا”، ومع تنديده بـ”سوء التقدير الهائل” الصادر عن المدعية العامة، فإنه يجب أن ينسحب المحقق الخاص ناثان ويد من القضية، أو تنسحب ويليس مع جميع أعضاء فريقها.

وأضاف أن علاقة ويليس الرومانسية مع المدعي الخاص ناثان ويد تشكل مظهرًا لتضارب المصالح في القضية، ولذلك لا يمكنها مواصلة مقاضاة ترامب إلا إذا انسحب ويد من القضية.

علاقة شائكة

وكانت المدعية العامة قد اعترفت في فبراير الماضي بأن لديها علاقة شخصية مع المدعي العام ناثان ويد، الذي عينته للإشراف على قضية التدخل في انتخابات 2020 التي رفعها مكتبها ضد ترامب.

وجاء هذا الاعتراف بعد أسابيع من ادعاء مايك رومان، وهو أحد المتهمين مع ترامب في القضية، في دعوى قضائية أن ويليس وويد كانا على علاقة رومانسية استفادت منها شخصيًا.

وخلال أكثر من ثلاثة أيام من جلسات الاستماع، سعى محامو الدفاع عن ترامب إلى إثبات أن ويليس عينت شريكها الرومانسي لمحاكمة ترامب، وأنها استفادت منذ ذلك الحين من تعيينه في شكل رحلات فخمة قاما بها معًا.

وقال ترامب وثمانية من المتهمين الآخرين إن العلاقة بين ويليس وويد تعني أنه يجب استبعاد مكتب المدعي العام بأكمله من القضية، الأمر الذي كان من شأنه أن يدفع النيابة العامة إلى حالة من الفوضى. بينم وصف ممثلو الادعاء الدعوات للتنحي بأنها لا أساس لها من الصحة.

ويعتبر قرار القاضي سكوت مكافي حلًا وسطا بين الجانبين، حيث يوفر طريقًا لويليس لمواصلة مقاضاة ترامب في قضية التدخل التاريخية في الانتخابات، والتي اتهمت فيها ترامب وحلفائه بالابتزاز وتهم أخرى، معتبرة أنهم دخلوا في مؤامرة إجرامية استمرت أشهرًا لإلغاء فوز جو بايدن في انتخابات عام 2020 بالولاية. ولكن لكي تتمكن من القيام بذلك، سيتعين على شريكها الرومانسي أن يرحل.

وكتب مكافي في حكمه: “يمكن لأي شخص أن يعتقد أن المدعية العامة ويليس لا تمارس وظيفتها بشكل مستقل يخلو تمامًا من أي تأثيرات، وطالما ظل ويد في هذه القضية، فإن هذا التصور غير الضروري سيستمر”.

استقالة المدعي الخاص

وعقب صدور حكم القاضي أعلن ناثان ويد عن تنحية عن القضية، وقال في خطاب استقالته: “إنني أقدم استقالتي من أجل مصلحة الديمقراطية، وتكريسًا لحقوق الشعب الأمريكي، ومن أجل المضي قدمًا بهذه القضية في أسرع وقت ممكن”.

ومع تنحي ويد يمكن الآن المضي قدمًا في قضية التدخل في الانتخابات، المتهم فيها ترامب وحلفائه، على الرغم من عدم تحديد موعد للمحاكمة بعد.

وشددت رسالة وايد على أن القاضي لم يجد أن الدفاع أثبت وجود تضارب فعلي في المصالح، لكن القاضي وجد أن العلاقة بينه وبين ويليس خلقت مظهرًا للشك، وهو ما كان كافيًا لمطالبة أحدهما بالتنحي عن القضية.

وقال ويد في خطابه: “أنا متأكد من أن القضية والفريق سيكونان في أيد أمينة للمضي قدمًا وسيتم تحقيق العدالة”.

من جانبها ردت ويليس على ويد برسالة خاصة بها، حيث قبلت استقالته، وأثنت على جهوده قائلة: “أهنئك على الاحترافية والكرامة التي أظهرتها خلال الـ 865 يومًا الماضية، حيث تحملت تهديدات ضدك وضد عائلتك، فضلاً عن الهجمات غير المبررة في وسائل الإعلام وفي المحكمة على سمعتك كمحامي”.

وتابعت: “سأتذكر دائمًا – وسأذكر الجميع – أنك كنت شجاعًا بما يكفي للتقدم وتولي التحقيق والملاحقة القضائية للادعاءات بأن المتهمين في هذه القضية شاركوا في مؤامرة لقلب الانتخابات الرئاسية في جورجيا لعام 2020”.

احتجاج فريق ترامب

من جانبه احتجا الفريق القانوني لترامب والمتهمين الآخرين على حكم القاضي مكافي. وقال ستيف سادو، المحامي الرئيسي لترامب في جورجيا، إن فريقه سيستخدم “جميع الخيارات القانونية المتاحة وسيواصل النضال من أجل إنهاء هذه القضية”.

وأضاف: “مع احترامنا لقرار المحكمة، نعتقد أن المحكمة لم تعطي الاهتمام الكافي لسوء سلوك المدعية العامة ويليس والمدعي الخاص ويد، بما في ذلك المزايا المالية التي حصلت عليها، والإدلاء بشهادة غير صادقة حول متى بدأت علاقتهما الشخصية، وكذلك خطاب ويليس خارج نطاق القضاء في الكنيسة، حيث لعبت على ورقة العرق واتهمت المتهمين ومحاميهم زوراً بالعنصرية.

وأكد الثنائي ويليس وويد طوال الإجراءات أنهما بدءا المواعدة في أوائل عام 2022، بعد تعيين المدعي الخاص في القضية، واتخذ كلاهما الموقف ذاته خلال جلسات الاستماع الأخيرة، وأصرا على أن أي مدفوعات تمت خلال رحلاتهما كان يتم تقسيمها فيما بينهما، وعادة ما تكون نقدًا.

ودفع ترامب ومعظم المتهمين الآخرين ببراءتهم من التهم الموجهة إليهم في القضية، ويتيح حكم مكافي المضي قدمًا في القضية بعد تنحي ويليس أو ويد عنها. ولم يتم تحديد موعد للمحاكمة بعد، ولدى المتهمين طلبات معلقة مختلفة لإسقاط التهم الموجهة إليهم.