photo courtesy to US Embassy in Chile

أخبار أميركا

الثلاثاء الكبير.. حديث حول المستقبل وأهم القضايا الانتخابية في يوم الحسم

By فريق راديو صوت العرب من أمريكا

March 10, 2024

تقديم: مروة مقبول ــ أعدها للنشر: أحمد الغـر

حلقة خاصة حول انتخابات الثلاثاء الكبير، حدثنا فيها الدكتور عاطف عبد الجواد عن توقعات الفوز لترامب وبايدن، والتحديات التي تواجه كل منهما، بينما حدثنا المحامي محمد الشرنوبي عن وعود بايدن وسياسات ترامب فيما يتعلق بملف الهجرة، وأهمية صوت الجالية العربية في التأثير لدعم قضاياها.

وتوقفنا مع الصحفي عادل معزب لنلقي الضوء حول نتائج ودلالات انتخابات ميشيغان التمهيدية، ودور الجماعات الناشطة والشباب في توجيه الناخبين، أما الدكتورة سحر خميس فحدثتنا حول مشاركة المرأة في السباق الانتخابي، وسيناريو مشاركة السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما في السباق.

انتخابات معقدة بدأت الحلقة بتقرير للزميل عبدالله قطب حول انتخابات الثلاثاء الكبير “Super Tuesday”، وكونه التاريخ الأكثر أهمية في تقويم الحملات الانتخابية لمرشحي الانتخابات التمهيدية في الحزبين الديمقراطي والجمهوري، حيث تصوّت أكثر من 12 ولاية، مع شرح تفصيلي من مقدمة الحلقة؛ الزميلة مروة مقبول، لآخر تطورات الحملة الانتخابية لجو بايدن ودونالد ترامب.

من جهته؛ قال د. عاطف عبدالجواد، الصحفي والمحلل السياسي، إن “الانتخابات الرئاسية 2024 هي واحدة من أكثر الانتخابات تعقيدًا في التاريخ الأمريكي الحديث بالنسبة للحزبين الديمقراطي والجمهوري على حد السواء، هذه التعقيدات تجعل من الصعب التنبؤ بمن سيفوز بانتخابات الرئاسة في نوفمبر، لكن هذه التعقيدات ليست العامل الوحيد الذي يجعل التنبؤ صعبًا، بل إن هناك العامل الزمني والذي يمكن أن يغيّر الظروف ضد أحد المرشحين لصالح الآخر”.

وتابع عبدالجواد أن التعقيدات أمام المرشح الديمقراطي جو بايدن لا تتوقف عند عامل السنّ، بل تتجاوزه إلى زيادة نفوذ الجالية العربية والمسلمة مثلما شهدنا في نتائج الانتخابات بولاية ميشيغان، حيث صوّت أكثر من 100 ألف منهم بـ “غير ملتزم”، وذلك في أعقاب توسع حملة “فلنستمع إلى صوت ميشيغان” التي تطالب بايدن بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة وإدخال المساعدات والمساهمة في قيام دولة فلسطينية مستقلة.

بالنسبة للمرشح الجمهوري، دونالد ترامب، قال عبدالجواد إن الناخبين العرب والمسلمين لا زالوا يتذكرون له أنه حظر سفر مواطني عدد من الدول المسلمة إلى الولايات المتحدة، كما انه سلّم القدس إلى إسرائيل من دون مقابل، وأضاف عبدالجواد أن “التحديات أمام ترامب تذهب أبعد من ذلك، إذ يواجه أكثر من 90 تهمة مدنية وجنائية، وقد تؤثر أي إدانة قضائية على فرص فوزه بالرئاسة، لأن هذه الإدانات قد تدفع بعض أنصاره إلى التحول بأصواتهم بعيدًا عنه”.

يُذكر أن الحرب على غزة تمثل أهمية كبيرة بالنسبة للجالية العربية والمسلمة في الولايات المتحدة، وقد أدت الحرب إلى تحول في دعم معظم أبناء هذه الجالية للرئيس بايدن، وبعضهم أطلق حملة “التخلي عن بايدن” الداعية إلى عدم التصويت لصالح الرئيس الحالي في الانتخابات المقبلة.

غياب العنصر النسائي على مرّ التاريخ، لم يسبق لأي امرأة أن فازت بسباق الرئاسة الأمريكية لتستقر في البيت الأبيض أو تتولى مهام الرئيس، ولم يسبق لأي امرأة أن فازت بمنصب نائب الرئيس باستثناء كامالا هاريس التي وصلت لهذا المنصب خلال الانتخابات الأخيرة، في هذا الصدد استعرضت د. سحر خميس، أستاذة الإعلام في جامعة ماريلاند، دور المرأة في الترشح بانتخابات الرئاسة وكذلك تأثير حرب غزة على فرص فوز بايدن.

قالت خميس: “إن مشاركة العنصر النسائي في السباق الانتخابي كانت ضعيفة، إذ لم نر في المرشحات الديمقراطيات من هنّ نجمات للسباق الانتخابي، هناك مثلًا السيدة ماريان ويليامسون التي لم تحظى سوى بنسبة 3% فقط في الانتخابات التمهيدية في ميشيغان، وهذه بالطبع نسبة ضئيلة للغاية، جمهوريًا هناك نيكي هيلي التي خاضت سباقًا شرسًا ولكنها ليست لديها فرصة حقيقية في الفوز، ولكنها حاولت الصمود لأطول فترة ممكنة أمام ترامب”.

وتابعت خميس أنه كان هناك حديث في الحزب الديمقراطي حول ترشيح السيدة ميشيل أوباما، حرم الرئيس السابق باراك أوباما، وأضافت: “أعتقد أن مثل هذه الخطوة كان من الممكن أن تكون مهمة للغاية إذا ما نجحت جهود إقناعها بذلك، لأنها وجه نسائي ديمقراطي قوي، وكان من الممكن أن تجذب الكثير من الأقليات مثل السود والمهاجرين وحتى العرب والمسلمين الذين يعترضون بشدة على تعامل بايدن مع ملف الحرب على غزة”.

وبالنسبة لدور الجالية العربية والإسلامية في الانتخابات المقبلة، قالت خميس إن “أبناء هذه الجالية يمثلون حوالي 3.7 مليون شخص من تعداد الولايات المتحدة، وقد بات لهم صوتًا واضحًا وقويًا وقد ظهر ذلك في الانتخابات التمهيدية في ميشيغان، حتى أن مدينة ديربورن قد وُصِفَت بأنها عاصمة العرب الأمريكية، وكان لافتًا العدد الكبير للمصوتين بـ (غير ملتزم) مؤخرًا في ميشيغان والذي اعتبره البعض نصرًا رمزيًا للجالية وتعبيرًا للغضب ضد سياسات بايدن تجاه الوضع في غزة”.

تصويت عقابي كان من المتوقع أن يحقق الرئيس بايدن فوزًا ساحقًا في ميشيغان التي تعدّ ساحة منافسة قوية بين الجمهوريين والديمقراطيين، لكنه واجه معارضة مؤخرًا من التقدميين والمهاجرين العرب بسبب موقف إدارته من الحرب الإسرائيلية على غزة، حول طبيعة الانتخابات التمهيدية في ميشيغان حدثنا السيد عادل معزب، عضو المجلس التربوي في مدينة ديربورن، حيث قال: “إن أكثر من 101 ألف صوّتوا في الانتخابات التمهيدية بمشيغان بـ (غير ملتزم)، أي انهم لم يصوتوا لأي مرشح من مرشحي الحزب الديمقراطي، وكانت هذه رسالة اعتراض كبيرة للرئيس بايدن”.

وأضاف معزب أنه بالمقارنة بانتخابات عام 2012 وعام 2016 بولاية ميشيغان، نرى أن المقارنة كبيرة للغاية، حيث أدلى فقط 20 ألفًا في عام 2016م، وأقل بكثير من ذلك في عام 2012م بـ “غير ملتزم”، لكن الرقم تضاعف كثيرًا في عام 2024م، وهذا يوضح مدى الغضب الذي سيواجهه بايدن في انتخابات نوفمبر.

ولفت معزب إلى مجموعات “Grassroot Movements” التي كانت تدعو الناخبين إلى التصويت بـ “غير ملتزم”، وقد شملت هذه الدعوات بعض السياسيين أيضا منهم عمدة مدينة هامتراميك وعمدة مدينة ديربورن هايتس، ولوحظ أيضا أن مدينة آن آربر التي يقطنها الكثير من الشباب وموظفي جامعة ميشيغان قد صوّتوا بنسبة كبيرة تقارب الـ 20% لـ “غير ملتزم”.

ملف الهجرة تعهد الرئيس بايدن بوضع نظام هجرة أكثر إنسانية مما فعله الرئيس دونالد ترامب الذي سعى لترحيل أكبر عدد ممكن من المهاجرين، ويقول أنصار بايدن أنه قد قطع شوطًا كبيرًا في هذا الصدد، وحول ملف الهجرة ودوره في دعم البرنامج الرئاسي لكل مرشح قال الأستاذ محمد الشرنوبي، المحامي المختص بقضايا الهجرة والتجنس، إن “الرئيس الحالي بايدن جاء بعدما كان هناك وقفًا للسفر من بعض الدول وللمعاملات في بعض السفارات بسبب سياسات ترامب، وقد نجح بالفعل في تنفيذ حوالي 10% من وعوده، حيث أتاح للسوريين والعراقيين والسودانيين وبعض الجنسيات التي كانت ممنوعة من دخول أمريكا”.

وتابع الشرنوبي: “المشكلة الأولى والرئيسية بالنسبة لهذه الانتخابات هي الحدود، فالرئيس ترامب كان يموّل بناء سور على الحدود الجنوبية، إلا أن بايدن أوقف بناء هذا السور وتم فتح الحدود من جديد، ودخل ملايين الأشخاص إلى البلاد خلال فترة رئاسة بايدن، وبالتالي فإن ملف الحدود الجنوبية قد يكون دافعًا للناس إلى انتخاب ترامب لأن الكثيرين يريدون وقف مهزلة الجنوب ومنع دخول اللاجئين بهذه الطريقة”.

وأضاف الشرنوبي أن الرئيس بايدن لم يحدث إفادة كبيرة في ملف الهجرة، فهناك الكثير من القضايا لا تزال معلّقة، وموظفي الهجرة باتوا منهمكين في مسألة الحدود الجنوبية بسبب الوضع هناك على حساب قضايا أخرى لا تزال معلّقة في باقي أنحاء البلاد، وتوقع الشرنوبي أن ترامب قد يحدث بعض الحلحلة في هذا الوضع، وقد يغلق الحدود لما في ذلك من مصلحة للبلاد، ومنعًا للإضرار بالأمن الوطني.

وحول النظرة المستقبلية لملف الهجرة بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة، قال الشرنوبي: “في حالة فوز بايدن؛ ستظل حالة الحدود الجنوبية كما هي، وسيظل هناك تأخير في المعاملات بالداخل وفي السفارات، ولكن على الجانب الإيجابي سيظل قانون الجرين كارد عن طريق الجيش مفتوحًا، وكذلك قانون وقف ترحيل الفلسطينيين، وأيضا قانون الكفالة الخماسية وبرنامج (USRAP) الخاص باللاجئين، أما في حالة فوز ترامب؛ فإن الحدود سيتم إغلاقها، وسيوقف برنامج (USRAP) مثلما أوقفه من قبل، وكذلك إيقاف الكفالة الخماسية”، وفي ختام حديثه؛ حثَّ الشرنوبي كافة أفراد الجالية العربية للتصويت في الانتخابات حتى يصبح هناك صوتًا قويًا للجالية في البلاد.