الصراع في ليبيا يخرج عن سيطرة الفرقاء ويصل لقبضة الأطراف الدولية

هاجر العيادي
في الوقت الذي يواصل فيه الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، التوغل والسيطرة على أماكن أكثر في طرابلس، تزداد الضغوط السياسية والميدانية على حكومة الوفاق التي يقودها فائز السراج في العاصمة الليبية.
استقالة القطراني
تطورات تأتي بالتزامن مع إعلان “علي القطراني”، النائب في رئاسة المجلس الرئاسي، استقالته بسبب ما قال إنه تفرد السراج بالقرارات، وسطوة ما يسمى بالميليشيات على الحكومة، مشيرًا إلى أن السراج سيقود البلاد إلى التشتت والدمار قائلًا :”لن يقود ليبيا إلا إلى المزيد من المعاناة والانشقاق”.
وأوضح القطراني أن تقدم الجيش الوطني الليبي نحو طرابلس يأتي لتخليصها من سيطرة التنظيمات الإرهابية والميليشيات الإجرامية المسلحة، مشيرا أن السراج خرق الاتفاق السياسي بانفراده بممارسة اختصاصات المجلس بتحريض من هذه الميليشيات.
تحفظ روسي
وفي الوقت الذي يستعد فيه مجلس الأمن الدولي لإصدار بيان ينص على دعوة الجيش الوطني الذي يقوده خليفة حفتر إلى وقف القتال، طلبت روسيا تعديل صيغة البيان بحيث تصبح دعوة كل الأطراف الليبية المسلّحة إلى وقف القتال، وليس فقط قوات حفتر، وفق ما أفادت به مصادر دبلوماسية.
وقوبل هذا المطلب بالرفض من قبل الولايات المتّحدة..الأمر الذي منع صدور البيان لاعتبار قرارات مجلس الأمن تصدر بالإجماع.
قلق أمريكي
وأعربت أمريكا عن قلقها تجاه ما يحدث، على حد تعبير مايك بومبيو، وزير الخارجية الأميركي في بيان له قائلاً: “لقد قلنا بكل وضوح إنّنا نعارض الهجوم العسكري الذي تشنّه قوات خليفة حفتر، ونحضّ على الوقف الفوري لهذه العمليات العسكرية ضدّ العاصمة الليبية”.
توحيد البلاد
وفيما يخص المشاورات الدولية، تواصل الولايات المتحدة، مع شركائها الدوليين، الضغط على القادة الليبيين للعودة إلى طاولة المفاوضات السياسية.
“لا يمكن أن يكون هناك حل إلا بتوحيد الصفوف”، على حد تعبير بومبيو الذي قال: “الحلّ السياسي هو الطريقة الوحيدة لتوحيد البلاد، وتقديم خطة تضمن الأمن والاستقرار والازدهار لجميع الليبيين”.
وجاءت تصريحات الوزير الأميركي في وقت تتواصل فيه المعارك في طرابلس بين الجيش الوطني الليبي وحكومة الوفاق.
غارات جوية
وشن الجيش الليبي غارات عدة في ضواحي طرابلس وعلى تجمعات ما يعرف بالميليشيات المسلحة أصابت أهدافها بدقة بالغة.
وتأتي هذه الغارات عقب إقدام ما يسمى بالميليشيات على استخدام الأسلحة الثقيلة التي تهدد حياة المدنيين، على حد قول الجيش الليبي.
مقترح بيان
يذكر أن مقترح بيان يدعو إلى وقف القتال جاء بطلب من بريطانيا، والتي دعت إلى عقد جلسة طارئة قصد إصدار بيان رئاسي عن مجلس الأمن، يتضمن النص المُقترح من طرفها، والذي يدعو إلى وقف الجيش الوطني بقيادة حفتر القتال.
ويرى مراقبون أن في هذا النص تهديدًا بمحاسبة قوات الجيش، إذا لم يتم التطبيق، وفق ما أفادت به مصادر مطلعة.
وكان مجلس الأمن الدولي عقد جلسة مغلقة طارئة، يوم الجمعة الماضي، لبحث الوضع في ليبيا، وأصدر في ختامها بيانًا صحافيًا دعا فيه “الجيش الوطني الليبي” إلى وقف هجومه على العاصمة طرابلس، محذّرًا من أنّ هذا الهجوم يعرّض الاستقرار في ليبيا للخطر.
على وقع المعارك في الميدان تبقى التصريحات والبيانات العسكرية من كلا الفريقين سيدة الموقف، وخاصة في منطقة مطار طرابلس.
ومع فشل إصدار بيان توافقي في مجلس الأمن فإن الأطراف المتحاربة ستبقي رهينة الدول الخارجية، خاصة وأن الأزمة الليبية باتت دولية بامتياز، في ظل غياب تام لأية حلول داخلية.