ليبيا- الحل العسكري لحفتر يحظى بدعم عربي وغربي رغم مطالب التهدئة

هاجر العيادي
لليوم الخامس على التوالي تواصل قوات الجيش الوطني الليبي، التابعة للمشير خليفة حفتر، التوغل العسكري في عدة مناطق من طرابلس، وفي هذا السياق تم الأحد شن أول ضربة جوية على إحدى ضواحي العاصمة الليبية طرابلس، وفق ما أعلنته القوات الموالية لحفتر على الصفحة الرسمية لمكتبها الإعلامي.
تطورات تأتي عقب تمكن قوات حفتر من إحكام قبضتها على مداخل العاصمة الليبية بانتظار اللحظة الحاسمة التي يصدر فيها القرار بدخول المدينة.
وقال مراقبون إن الوقائع والمعطيات على الأرض تسعى لمنح حفتر فرصة لحسم الموقف عسكريًا، لاسيما مع حصوله على دعم من بعض الأطراف العربية والغربية بعيدًا عن تصريحات المطالبة بالتهدئة وحل الأزمة عبر الحوار السياسي.
هدنة إنسانية
وفي هذا السياق دعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا جميع الأطراف العسكرية المتواجدة في منطقة وادي الربيع والكايخ وقصر بن غشير والعزيزية إلى هدنة إنسانية.
ودامت الهدنة لمدة ساعتين بهدف إجلاء الجرحى والمدنيين من جنوب طرابلس من قبل أجهزة وطواقم الإسعاف والطوارئ والهلال الأحمر الليبي وفق ما أفاد به البيان الصادر عنها على موقعها الالكتروني.
عرقلة المؤتمر الوطني
ويعد شن عملية عسكرية واسعة على المنطقة الغربية، التي تتمركز بها ميليشيات خارجة عن القانون، قبيل موعد انعقاد المؤتمر الجامع، محاولة من أجل فرض واقع سياسي جديد يضعف هذه الجماعات المسلحة وفق مراقبين.
في المقابل يؤكد مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة السبت، أن المؤتمر الوطني الجامع سينعقد رغم التطورات الأمنية الطارئة، قائلاً: “نحن مصرون على عقد المؤتمر بين الأطراف الليبيين في ميعاده المقرر بين 14 و16 أبريل، إلا إذا أرغمتنا ظروف قاهرة على عدم عقده”.
دعوات للتهدئة
في الأثناء تتواصل الدعوات الدولية إلى التهدئة وتغليب مسار الحل السياسي على الحسم العسكري، لكن على ما يبدو أن ذلك لم يمنع حفتر من مزيد التوغل والسيطرة على عدة أماكن وسط العاصمة طرابلس فضلا عن خوض معركة حاسمة ضد ما يعرف بالميليشيات.
وفي الوقت الذي يواصل فيه حفتر معركته في دحض ما يسمى بالمليشيات، تجرى مشاورات إقليمية ودولية من أجل الحسم العسكري وفق مصادر ليبية مطلعة، مشيرة إلى أن قائد الجيش يعطي الفرصة لتلك التحركات مع يقينه بأن تفكيك المجاميع المتشددة لن يتم سوى بهجوم عسكري مباشر يساعد بشكل فعال في خلق شروط لحل سياسي دائم، وليس حلا مرتهنا لأمزجة أمراء الحرب والدول التي تقف وراءهم.