انتقدت مصر التصريحات التي أدلى بها وزير المالية الإسرائيلي “بتسلئيل سموتريتش” واتهمها فيها بالمسؤولية عن هجوم 7 أكتوبر والمساهمة في تسليح حماس.
وقال السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، اليوم الاثنين، إنه من المؤسف والمشين أن يستمر “سموتريتش” في إطلاق تصريحات غير مسئولة وتحريضية، ولا تكشف إلا عن نهم للقتل والتدمير، وتخريب لأي محاولة لاحتواء الأزمة في قطاع غزة.
واعتبر أبو زيد في البيان الذي نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، أن مثل تلك التصريحات غير مقبولة جملة وتفصيلاً، حيث تسيطر مصر بشكل كامل على أراضيها، ولا تسمح لأي طرف بأن يقحم اسم مصر في أي محاولة فاشلة لتبرير قصور أدائه.
تصريحات سموتريتش
ووفقًا لشبكة CNN فقد كانت وسائل إعلام إسرائيلية قد نقلت تصريحات سموتريتش التي ألقى خلالها باللوم على مصر في هجوم حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، وذكر فيها أن إمدادات السلاح إلى الحركة تمر بشكل كبير عبر مصر.
وانتقد سموتريتش الموقف المصري المعارض بشدة لنية إسرائيل شن عملية برية واسعة النطاق في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وقال في اجتماع للكتلة البرلمانية لحزب الصهيونية الدينية برئاسته، إن مصر مسؤولة بشكل كبير عن ما حصل في السابع من أكتوبر، وأن حماس تسلحت عن طريقهم.
وطالب سموتريتش رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتجاهل الضغوط الأمريكية وعدم إرسال وفد إسرائيلي إلى القاهرة من أجل استكمال المحادثات التي تشارك فيها مصر وقطر والولايات المتحدة بشأن التوصل إلى صفقة تبادل للأسرى، وأضاف أن الحل الأنسب لإعادة الأسرى الإسرائيليين هو مواصلة العملية العسكرية في غزة.
اتفاقية السلام
من ناحية أخرى أكدت مصر انها مستمرة بالعمل وفق اتفاقية السلام الموقعة بينها وبين إسرائيل منذ عام 1979، وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن بلاده مستمرة في العمل بـ “اتفاقية السلام” وإقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل.
وكانت وسائل إعلام قد نقلت عن مصادر قولها إن القاهرة حذرت من إمكانية تعليق معاهدة السلام، إذا أرسلت إسرائيل قوات إلى رفح الفلسطينية، المتاخمة للحدود المصرية.
لكن وزير الخارجية المصري رد على سؤال لأحد الصحفيين بهذا الشأن، قائلا: “ليس لدي تعليقات كثيرة بشأن تلك المصادر التي تتحدث في الإعلام حيال هذا الأمر… على مدار الـ40 عامًا السابقة كانت هناك علاقات طبيعية مع إسرائيل، وتوجد اتفاقية سلام بين البلدين سارية على مدار 4 عقود، ونحن نتعامل بثقة وفاعلية، وسوف نستمر في هذا الأمر”. وأضاف: “معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل وجدت لتبقى”.
ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” فقد كانت مصر قد حذرت خلال اليومين الماضيين من تصاعد الأحداث في رفح، مؤكدة أنها تنذر بتدهور الأوضاع في قطاع غزة، وبتداعيات وخيمة، مع تهديد إسرائيل بشن عملية عسكرية بالمدينة المتاخمة للحدود المصرية.
وتشهد رفح منذ أيام تصاعدًا للاعتداءات من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلي في تجاهل واضح للتحذيرات الدولية من عواقب إنسانية للتحرك العسكري نحو المدينة المكتظة بالنازحين.