photo courtesy to US Embassy in Chile

أخبار

لمن سيصوت العرب الأمريكيون في 24 فبراير؟.. وهل خسر بايدن تأييدهم؟

By فريق راديو صوت العرب من أمريكا

February 13, 2024

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

لمن سيصوت العرب الأمريكيون في 24 فبراير؟، وهل خسر بايدن وحزبه الديمقراطي تأييد الناخبين العرب والمسلمين بسبب دعمه غير المشروط لإسرائيل؟، وأين يقف العرب الأمريكيون في الانتخابات المقبلة التي ستكون صاخبة؟

إجابات هذه الأسئلة وأكثر تضمنها هذا اللقاء الهام مع السيد عماد حمد، المدير التنفيذي للمجلس الأمريكي لحقوق الإنسان، الذي أُجري عبر أثير راديو صوت العرب من أمريكا، في إطار متابعته الدائمة والمستمرة للأحداث على الساحتين؛ المحلية والدولية.

توقعات حول المرشحين * يتوقع الجميع أن الرئيس السابق دونالد ترامب سيكون الأكثر حظًا للفوز ببطاقة الترشيح عن الحزب الجمهوري، وأن منافسه سيكون الرئيس جو بايدن، فهل ترى ذلك واقعيًا؟

** بلا شك أن هذه الجولة من الانتخابات ستكون مميزة ولا سابقة لها في تاريخ الولايات المتحدة، لأنها تأتي في أعقاب تحديات كثيرة؛ لعل أبرزها حرب الإبادة في غزة، والمشاكل القانونية للرئيس السابق ترامب، ناهيك عن الانقسام الحاد في المجتمع الأمريكي حول قضايا متعددة.

بالنسبة للجالية العربية الأمريكية بكل أطيافها، تاريخيًا كانت القضية الفلسطينية هي العنوان الأوحد للتعاطي مع الانتخابات، ومع تطورات الأحداث باتت القضية الفلسطينية لها أهمية خاصة، ولكنها لم تعد العنوان الأوحد لتحديد مسار التصويت الانتخابي للجالية العربية الأمريكية.

والآن أعادت حرب الإبادة على غزة القضية الفلسطينية كعنوان أساسي، لذلك نجد الجالية العربية في الولايات المتحدة، وخاصةً في الولايات المتأرجحة، في موقف واضح ولا جدل فيه بأنه لن يكون هناك تصويت لإعادة انتخاب بايدن، وهذا يفتح الباب أمام احتمالات عديدة.

* هل من الممكن أن نرى الرئيس ترامب مرشحًا رغم كل القضايا القانونية ضده؟، وهل من الوارد أن تحدث مفاجأة ونجده رئيسًا مرة أخرى؟

** حتى الآن نجد كل المؤشرات تتجه صوب أن ترامب هو الأوفر حظًا بأن يكون مرشحًا عن الحزب الجمهوري، والعقبة الوحيدة التي يمكن أن تغيّر المسار هو قرار المحكمة العليا الأمريكية، فإذا قالت إنه لن يجوز لترامب أن يخوض المعركة الانتخابية وحرمته من الحصانة، فهنا سيكون هناك أمر آخر، ولكن حتى الآن هو المرشح الأوفر حظًا ليكون مرشح الجمهوريين.

وبالنسبة للديمقراطيين؛ فإن الرئيس الحالي بايدن مستمر في اتجاهه كمرشح للديمقراطيين، وربما تحدث مفاجأة خلال المؤتمر الوطني العام للحزب، ولكن لا مؤشرات تشير إلى حدوث أي مفاجآت، ومن المتوقع أن تكون جولة الانتخابات الرئاسية المقبلة بين بايدن وترامب.

نظرة أخلاقية * كيف سيُنظَر عالميًا لرئيس أكبر دولة في العالم إذا كان مدانًا في قضايا أخلاقية؛ أتحدث عنها في حالة فوز ترامب، لا سيما إذا تمت إدانته قضائيًا من خلال المحاكم؟

** لا أعتقد أن هذا سيغيّر من رأي الجمهوريين في اختيار الرئيس ترامب، فالإدانات قد تغيّر من رأي بعضهم ومن رأي من هم غير جمهوريين، ولكن حتى اللحظة وبالرغم من كافة الإشكالات والتحديات القانونية التي حدثت، فإن الرئيس السابق ترامب لا يزال يحظى بشعبية وتأييد أغلبية الناخبين الجمهوريين، ولا يزال هو من يحظى بزمام السياسة والحراك في الحزب الجمهوري في مجلسي النواب والشيوخ.

صحيح أنه من الناحية الأخلاقية المثالية، لا يمكن لشخص مثل ترامب ـ خاصةً بعد سلسلة الفضائح والأحكام التي صدرت ضده في بعض القضايا ـ أن يكون رئيسًا للولايات المتحدة، لكن واقعيًا نحن نعيش في أمريكا، بلد العجائب، وما يحدث فيها قد لا يحدث في أي دولة أخرى، وحتى الآن نجد أن الناخب الجمهوري لم يعطِ هذه القضايا التي تخص ترامب أي أهمية.

سباق الدعم * في ظل استمرار الحرب الدائرة الآن في غزة، هناك تنافس بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري لتقديم الدعم لإسرائيل؛ لا سيما وأن هذا الدعم بمثابة إلتزام تاريخي، كيف تنظر إلى هذا الأمر وما تأثيره على مسار الانتخابات المقبلة؟

** لا شك أن دعم إسرائيل يحظى بتسابق حميم بين الحزبين؛ الديمقراطي والجمهوري، فهذه حقيقة واضحة لا جدال فيها، وكسر العلاقة بين أمريكا وإسرائيل ليست بسيطة أو يمكن التغلب عليها في وقتٍ قصير، لأن هذه العلاقة من بديهيات السياسة الأمريكية، بغض النظر عمن هو موجود في سدة الرئاسة.

لكن الحرب على غزة خلقت واقعًا جديدًا وله انعكاساته، وباتت الحرب تشكّل همًا ثقيلًا، خاصةً أمام الرئيس الحالي بايدن الذي يسعى إلى إعادة انتخابه، كما أن الحرب تشكل عاملًا مؤثرًا في طبيعة التصويت بالنسبة للناخب العربي الأمريكي، وللناخب الأمريكي بشكل عام، وباتت الولايات المتأرجحة لها وزن وثقل كبير في خسارة أو إعادة انتخاب الرئيس بايدن.

أهمية الصوت العربي * هل ستكون الانتخابات الرئاسية المقبلة مختلفة؟، وهل العرب والمسلمون، خاصةً في ولاية ميشيغان، قادرين على تغيير النتيجة؟

** نحن نأمل أن تشارك الجالية بكل أطيافها بفاعلية، وأنا أناشد الجميع بضرورة المشاركة بكثافة وعدم مقاطعة الانتخابات، وأودّ أن أنصح الجميع بعدم انتخاب الرئيس بايدن، وأشير هنا إلى أهمية الصوت العربي، ولولا أهميته تلك لما كنا سنرى الوفود المتتالية من البيت الأبيض ومن الحزبين تأتي إلى هنا.

ووجود الرئيس بايدن هنا في ميشيغان قبل أيام، ومحاولته اللقاء بزعماء الجالية وقادتها، ما هو إلا دليل آخر على أن الصوت العربي سيكون صوتًا حاسمًا في هذه المعركة المحتدمة، وهناك خوف حقيقي لدى الحزب الديمقراطي من خسارة ولاية ميشيغان، ومن خسارة الولايات المتأرجحة أيضًا.

* لكن الناخب العربي بين نارين؛ ما بين بايدن وسياساته ودعمه اللا محدود لإسرائيل في حربها الحالية، وبين ترامب المعروف بعدائه للهجرة واللاجئين والوافدين من دول عربية وإسلامية، كما أنه أيضا من أكبر حلفاء إسرائيل، فلو فاز ترامب كيف سيتغير الوضع إذن؟

** هذه إحدى وجهات النظر القائمة، ولكن لا أعتقد أنها دقيقة، لأن تخويف الحزب الديمقراطي للجالية بأن هزيمته تعني إعادة انتخاب ترامب، فهذه دلالة على العجز والقصور، فالرئيس بايدن وحزبه لم يقدما أي شيء، لذا هناك أهمية قصوى لأن تشعر الإدارة بان هناك من يحاسبها ومن يضغط عليها بشكل عملي لتصحيح المسار نوعا ما، هناك حاجة لمن يسمع صوت الجالية ويأخذ ما تقوله بعين الاعتبار.

إجراءات بلا جدوى * خلال الفترة الأخيرة لاحظنا أن إدارة بايدن قد غيّرت قليلًا في خطابها، حيث رفضت تعزيز الإسلاموفوبيا وخطاب الكراهية، وبدأت في الحديث عن حل الدولتين كحل عادل للقضية الفلسطينية، وفرضت عقوبات على بعض المستوطنين المتورطين في أعمال عنف، فهل تكفي هذه الإجراءات لإقناع الأمريكيين من أصول عربية ومسلمة ومن أصول شرق أوسطية لطمأنتهم واستعادة أصواتهم؟

** لا أعتقد ذلك، فهناك مأساة إنسانية وآلاف الضحايا في غزة، وحتى قرار الإدارة الأمريكية بمعاقبة المستوطنين الإسرائيليين هو مجرد قرار لاختزال الظلم وحرب الإبادة القائمة، لا سيما وأن الإسرائيليين يقتحمون الضفة يوميًا ويعتقلون من سكانها ويهدمون المنازل في مخيماتها، وأنا أعتقد أنه حتى مفهوم حل الدولتين لدى مسؤولي الإدارة له مفهوم مختلف يحمل تباينات سياسية، ولكنه في النهاية يصب في إطار تهجير الفلسطينيين وتصفية قضيتهم.

لذلك نرى أن الناخب العربي غير مهتم بتلك الإجراءات، ويعي جيدًا حقيقتها، وبعض القيادات في الجالية العربية الأمريكية هنا تقول إنه لا ضرر من اللقاء بمسؤولي البيت الأبيض أو حملة هذا المرشح أو ذاك، لأنهم يريدون توجيه رسالة وتوضيح موقف الجالية، ولكنني أرى أن هذا التصرف خاطئ لأن كل أطياف الجالية العربية قد قالت كلمتها.

مداخلة وتعقيب * معنا الآن مداخلة تلفونية من الزميل الإعلامي سامح الهادي، للتعقيب على موضوع الحلقة.

** بدايةً أحيي السيد عماد حمد، وأشكره على توضيحه وتحليله لمجريات الأحداث، وأودّ أن أعقّب بالقول: إننا نتفق فيما يخص السياسة الأمريكية الخارجية ـ سواءً كانت إدارة بايدن أو ترامب أو غيرهما ـ أنها ستسارع إلى توفير الدعم والحماية للمصالح الإسرائيلية لأقصى درجة ممكنة.

ولكن فيما يخص السياسة الداخلية؛ فإن القوانين والسياسات التي تم سنّها خلال السنتين الماضيتين فقط تحت إدارة الديمقراطيين تخدم مصلحة المقيمين في الولايات المتحدة، أتحدث هنا على سبيل المثال عن قوانين وإجراءات مثل: توفير إنترنت بقيمة متوسطة للعائلات الأمريكية، خلق وظائف في مجال التصنيع، تعزيز دور النقابات، وإعادة تشكيل القوانين التي تحمي النقابات.

الظلم الحالي الذي يتعرض له أهلنا في فلسطين هو بلا شك يشعر أي إنسان بالحزن وموقفنا في الجالية متسق مع الرأي القائل بأن الرئيس بايدن لا يستحق صوتنا طالما استمر في هذا الدعم لإسرائيل، هذا الظلم يجب أن يتوقف، ويجب أن تشعر الإدارة الحالية بأهمية أصواتنا مثلما ذكر الأستاذ عماد، وأؤكد على أننا لن نمنح أصواتنا لمن يقتل أهلنا في غزة ويشرّدهم.

مصالح الداخل * بالعودة مجددًا إلى السيد عماد حمد؛ هل سيصّوت العرب الأمريكيون بناءً على السياسة الخارجية لأمريكا فقط؟، ألا يوجد هنا أيضا مصالح للعرب الأمريكيين في الداخل؟

** بدايةً؛ أنا أتفق مع ما تقدم به الأستاذ سامح، وأعتقد أنه وصف واقع الحال بشكل دقيق، بالنسبة لسؤالك: صحيح أن سياسات الحزبين الديمقراطي والجمهوري تختلف في مواضع كثيرة وعديدة على صعيد الداخل الأمريكي، منها ما ينسجم مع مصالح الجالية العربية الأمريكية بشكل عام، ومنها ما يتعارض معها، وبالمعني العملي فإنه دائما هناك سياسة وهناك مصالح.

دائما نجد أن الديمقراطيين أقرب إلى قضايانا كأقليات، ولكن هذا لا يعني أننا باسم هذه الامتيازات يجب أن نختزل أهمية القضية الفلسطينية الكبرى التي نحن بصددها، فموقف الجالية الحالي هو موقف من الرئيس بايدن وإدارته، وليس موقفًا لمقاطعة الحزب الديمقراطي، فنحن لدينا منتخبين وأعضاء من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، ونحن لا نخلط الأمور.

ونحن ندرك جيدًا أن السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل لن تتغير بشكل دراماتيكي وسريع، ولكننا نتحدث عن أنه قد آن الأوان للجالية العربية بأن يكون لها صوت مؤثر، وأدعو قيادات الجالية بألا يعطوا صك براءة لحملة الرئيس بايدن مما اقترفته إدارته تجاه أهلنا بفلسطين.