أخبارأخبار العالم العربي

اجتياح رفح: تحذيرات من مجازر دموية وتهجير قسري.. وتأهب عسكري مصري على الحدود

يعيش نحو 1.5 مليون نازح فلسطيني في ظروف بالغة الصعوبة بمحافظة رفح جنوبي قطاع غزة، التي لا تتجاوز مساحتها 151 كيلومترًا مربعًا، والتي تعيش حالة ترقب وقلق من عملية عسكرية إسرائيلية وشيكة لاجتياحها.

وتعتزم إسرائيل شن عملية عسكرية في المدينة الفلسطينية التي تعتبر الملاذ الأخير أمام مئات الآلاف الذين نزحوا إليها، بعدما دمرت الحرب كل مظاهر الحياة في شمال ووسط القطاع.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية احتشاد النازحين في منطقة صغيرة جدًا من المدينة التي حددتها إسرائيل كمنطقة آمنة، ثم قصفت العديد من مناطقها وتستعد لاجتياحها حاليًا، وفقًا لموقع “الجزيرة نت“.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد أمر الجيش بالاستعداد للتوغل برًا في المدينة الواقعة على الحدود المصرية الفلسطينية، وسط توقعات بإجبار الفلسطينيين على التهجير قسرًا باتجاه شبه جزيرة سيناء المصرية، وهو ما استدعى تأهبًا عسكريًا مصريًا على الجانب الآخر للحدود.

وسبق أن صرح نتنياهو بأنه أمر الجيش بتطوير خطة مزدوجة لإجلاء المدنيين من رفح وهزيمة ما تبقى من كتائب حماس.

وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي صدّق على عملية عسكرية في رفح، مشيرة إلى أن الاستعدادات لهذه العملية بدأت قبل أسابيع، وأن الجيش وافق بالفعل على خطة تتضمن ضرورة إجلاء النازحين.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن العملية العسكرية في رفح ستبدأ بعد الانتهاء من “إجلاء واسع النطاق” للمدنيين من المدينة وضواحيها.

مأساة إنسانية

وحذرت الأمم المتحدة والعديد من المنظمات والجهات الدولية من كارثة إنسانية ومجازر دموية وتداعيات إقليمية خطيرة إذا مضت إسرائيل قدمًا في خططها بشأن اجتياح رفح.

وتقول الأمم المتحدة إن رفح تستضيف أكثر من 1.3 مليون نازح، يمثلون نحو نصف سكان قطاع غزة. وتشير على أن هؤلاء نزحوا من أماكنهم نحو 6 مرات حتى وصلوا إلى رفح هروبًا من القصف الإسرائيلي.

وأدى النزوح المستمر نحو المدينة إلى زيادة عدد سكان رفح بنحو خمسة أضعاف، بسبب القصف المستمر وأوامر الإخلاء التي صدرت منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر الماضي.

ووفقًا لموقع “بي بي سي” يعيش هؤلاء النازحون في ظروف صعبة للغاية داخل ملاجئ مكتظة أو في الشوارع، في رقعة أرض ضيقة محاطة بالسياجات الحدودية المصرية والإسرائيلية والبحر الأبيض المتوسط، فضلاً عن القصف الإسرائيلي.

ويكافح الأطباء وعمال الإغاثة لتوفير المساعدات الأساسية، ووقف انتشار الأمراض بين النازحين، ويصفون مدينة رفح بأنها “سجن مغلق” حيث ازدحمت الشوارع لدرجة أنه لا توجد مساحة كافية بها لعبور سيارات المسعفين.

ويعيش الناس في الخيام التي نصبوها من قضبان معدنية أو عصي، أو أغصان الشجر، وغطوها بالأقمشة أو المواد البلاستيكية، ويعتبرون رفح الملاذ الأخير بالنسبة لهم، ورغم أنهم يتوقعون هجوماً إسرائيلياً، إلا أنهم يأملون في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قبل حدوث هذا الهجوم.

قلق دولي

وقوبلت الاستعدادات الإسرائيلية لاجتياح مدينة رفح بردود فعل دولية رافضة، وسط قلق على مصير مئات الآلاف من النازحين من سكان غزة الذين لجؤوا إلى المدينة.

وقالت الولايات المتحدة إنها لن تؤيد أي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح دون إيلاء الاعتبار الواجب لمحنة المدنيين، وحذرت إسرائيل من أن شن هجوم عسكري على مدينة رفح، دون التخطيط المناسب، سيكون بمثابة “كارثة”.

ورفضت الإدارة الأمريكية قيام إسرائيل بشن عملية عسكرية في رفح في ظل غياب كامل لحماية المدنيين، لكن نتنياهو يصر على ضرورة شن العملية العسكرية.

وبسبب صعوبة العملية نشب خلاف بين نتنياهو ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، حيث طلب نتنياهو تفكيك كتائب حماس في رفح قبل حلول شهر رمضان، لكن هاليفي أكد أن خطة اجتياح رفح تتطلب ظروفا مواتية، منها عمليات الإجلاء، والتنسيق المسبق مع مصر.

من جانبه حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من “تداعيات إقليمية لا تحصى”، لهجوم إسرائيلي بري محتمل على مدينة رفح.

وقال غوتيريش أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن “عملا كهذا سيزيد بشكل هائل ما هو أصلا كابوس إنساني، مع تداعيات إقليمية لا تحصى”، وجدد مطالبته بـ”وقف إنساني فوري لإطلاق النار” والإفراج عن جميع الرهائن.

فيما قال جان إيغلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، إنه “لا يمكن السماح بأي حرب في مخيم ضخم للاجئين”، محذرا من “حمام دم” إذا توسعت العمليات الإسرائيلية هناك.

تهجير قسري

وحذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من وقوع كارثة ومجزرة عالمية قد تخلف عشرات آلاف القتلى والجرحى، إذا تم اجتياح مدينة رفح المكتظة بالنازحين الذين يعيشون في ظروف إنسانية قاسية.

بينما أشارت الرئاسة الفلسطينية في بيان لها إلى أن الخطط الإسرائيلية باجتياح رفح يراد بها تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، مؤكدة أن شن عملية عسكرية في المدينة المكتظة سيكون تجاوزًا لكل الخطوط الحمراء.

وكانت الأمم المتحدة حذرت من أي عملية عسكرية في مدينة رفح، وقالت إن أي تهجير قسري جماعي يفرض على سكانها والنازحين فيها سيكون مخالفة للقانون الدولي.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن التهجير القسري المتكرر هو ما دفع سكان غزة إلى رفح، حيث أصبحوا محاصرين من دون خيارات، ويعيشون في خيام مؤقتة.

ويعيش معظم النازحين الذين غادروا شمال ووسط قطاع غزة في مدينة رفح، وليس لديهم أي فكرة إلى أين يذهبون بعد التهديد الإسرائيلي باجتياح المدينة.

تأهب مصري

ويأتي الحديث عن اجتياح إسرائيلي وشيك لرفح وسط توقعات بإجبار الفلسطينيين على التهجير قسرًا باتجاه شبه جزيرة سيناء المصرية، وهو ما استدعى تأهبًا عسكريًا مصريًا على الجانب الآخر للحدود.

وقال مصدران أمنيان مصريان إن القاهرة أرسلت نحو 40 دبابة وناقلة جند مدرعة إلى شمال شرقي سيناء الأسبوعين الماضيين، وفقًا لموقع “الجزيرة نت“.

وجاء انتشار القوات المصرية كخطوة استباقية قبل توسيع إسرائيل عملياتها العسكرية لتشمل مدينة رفح، مما فاقم مخاوف مصر من احتمال إجبار الفلسطينيين على الخروج بشكل جماعي من القطاع إلى أراضيها.

كما تأتي التحركات العسكرية المصرية في إطار سلسلة تدابير لتعزيز الأمن على حدودها مع قطاع غزة، والتي بدأت بإقامة جدار حدودي خرساني تمتد أسسه في الأرض 6 أمتار وتعلوه أسلاك شائكة، كما أقامت مصر أيضا حواجز رملية وعززت المراقبة عند مواقع التمركز الحدودية.

وسبق أن ذكرت الهيئة المصرية العامة للاستعلامات أن هناك 3 صفوف من الحواجز تجعل من المستحيل تهريب أي شيء عبر الحدود من فوق الأرض أو تحتها.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى