أخبارأخبار العالم العربي

الأونروا: قرار 9 دول بتعليق تمويلها لنا صادم ويحرم الفلسطينيين من المساعدات

أدان فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) القرارات “الصادمة” التي أعلنتها 9 دول بتعليق التمويل للوكالة بسبب مزاعم إسرائيل حول تورط عدد من موظفيها في الهجمات التي شنتها إسرائيل على حماس في 7 أكتوبر الماضي.

ودعا لازاريني هذه الدول إلى العدول عن قرارها، مشيرًا إلى أن هذه القرارات تهدد عمل الأونروا الإنساني المستمر في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك قطاع غزة.

وقال لازاريني في بيان له صد اليوم السبت: “إنه لأمر صادم أن نرى تعليق تمويل الوكالة كرد فعل على الادعاءات ضد مجموعة صغيرة من الموظفين، خاصة بالنظر إلى الإجراء الفوري الذي اتخذته الأونروا والمتمثل في إنهاء عقودهم والطلب بإجراء تحقيق مستقل وشفاف”.

وأضاف أنه “تم بالفعل النظر في هذه المسألة الخطيرة للغاية من قبل مكتب الأمم المتحدة لخدمات الرقابة الداخلية، وهو أعلى سلطة تحقيق في منظومة الأمم المتحدة”.

وأكد أن “الأونروا هي الوكالة الإنسانية الرئيسة في غزة، حيث يعتمد عليها أكثر من مليوني شخص من أجل البقاء على قيد الحياة. ويشعر الكثيرون بالجوع في الوقت الذي تدق فيه عقارب الساعة نحو مجاعة تلوح في الأفق. وتعمل الوكالة على إدارة ملاجئ لأكثر من مليون شخص وتعمل على توفير الغذاء والرعاية الصحية الأولية حتى في ذروة الأعمال العدائية”.

وأشار إلى أن محكمة العدل الدولية أمرت في حكمها بأنه “يجب على إسرائيل اتخاذ تدابير فورية وفعالة للتمكين من توفير الخدمات الأساسية والمساعدة الإنسانية التي هناك حاجة ماسة إليها لمعالجة ظروف الحياة المعاكسة التي يواجهها الفلسطينيون في قطاع غزة”.

وأكد لازاريني أن الطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي من خلال التعاون مع الشركاء الدوليين، وخاصة الأونروا باعتبارها أكبر جهة فاعلة إنسانية في غزة، مشيرًا إلى أنه لا يزال هناك حوالي 3,000 موظف أساسي من أصل 13,000 في غزة يذهبون إلى العمل، ويعملون على منح مجتمعاتهم شريان حياة يمكن أن ينهار في أي وقت الآن بسبب نقص التمويل.

وأضاف: “سيكون من غير المسؤول للغاية فرض عقوبات على وكالة، وعلى مجتمع بأكمله تخدمه، بسبب مزاعم بارتكاب أعمال إجرامية ضد بعض الأفراد، خاصة في وقت الحرب والنزوح والأزمات السياسية في المنطقة”.

وتابع قائلًا: “تقوم الأونروا بمشاركة قائمة كافة موظفيها مع الدول المضيفة كل عام، وذلك يشمل إسرائيل. ولم تتلق الوكالة مطلقًا أية شواغل أو اعتراضات بشأن موظفين محددين. وفي الوقت نفسه، فإن التحقيق الذي يجريه مكتب خدمات الرقابة الداخلية بحق الادعاءات الشنيعة سيعمل على إثبات الحقائق. وعلاوة على ذلك، فإن إجراء مراجعة مستقلة من قبل خبراء خارجيين سيساعد الأونروا على تعزيز إطار عملها من أجل الالتزام الصارم من جانب جميع الموظفين بالمبادئ الإنسانية”.

واختتم لازاريني قائلًا: “إنني أحث الدول التي قامت بتعليق تمويلها على إعادة النظر في قراراتها قبل أن تضطر الأونروا إلى تعليق عمليات استجابتها الإنسانية. إن حياة الناس في غزة، وكذلك الاستقرار الإقليمي، يعتمدون على هذا الدعم”.

جدير بالذكر أن الأونروا هي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين، وقامت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتأسيس الأونروا في عام 1949 وفوضتها بمهمة تقديم المساعدة الإنسانية والحماية للاجئي فلسطين المسجلين في مناطق عمليات الوكالة إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لمحنتهم.

وتعمل الأونروا في الضفة الغربية، والتي تشمل القدس الشرقية، وقطاع غزة، والأردن، ولبنان، وسوريا. وبعد مرور ما يقارب خمسة وسبعين عامًا، لا يزال عشرات الآلاف من لاجئي فلسطين الذين فقدوا منازلهم وسبل عيشهم بسبب ما حصل في عام 1948 نازحين وبحاجة إلى دعم.

وتساعد الأونروا لاجئي فلسطين على تحقيق كامل إمكاناتهم في التنمية البشرية، وذلك من خلال الخدمات النوعية التي تقدمها في مجالات التعليم، والرعاية الصحية، والإغاثة والخدمات الاجتماعية، والحماية، والبنى التحتية وتحسين المخيمات، والتمويل الصغير بالإضافة الى المساعدات الطارئة. يتم تمويل الأونروا بالكامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى