Photo courtesy of Life for Relief and Development Facebook Page

أخبار

عندما تصبح الخيمة حلمًا وسط قسوة العراء.. حملة Life لإغاثة اللاجئين والنازحين في فصل الشتاء

By فريق راديو صوت العرب من أمريكا

January 27, 2024

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

مشاهد مكررة كُل شتاء؛ فلسطينيون، سوريون، يمنيون، والعديد من اللاجئين والنازحين في عالم أصبح أشد قسوة، ينتظرون الإغاثة بـ”التقطير”، يبتسمون رغم الألم، وينظرون بحسرة إلى أطفالهم الذين تطل الحياة من عيونهم البريئة على زمان بات فيه الحلم صعباً، ينتظرون عاماً ملؤه الأمل، لا يأخذ من العام الذي سبقه سوى اللحظات الجميلة، رغم قلتها أو ندرتها، إلا أن السؤال الذي يبقى مطروحًا، ما هو المطلب الأشد عجلة وأهمية للعائلة النازحة وسط البرد القاسي، بعد أن قست عليهم أوطانهم، وضاقت عليهم المخيمات بما رحبت؟، وهل هناك حلم أبسط من خيمة تؤويهم بدلًا من المبيت في العراء؟

في هذا الإطار تستمر حملة منظمة الحياة للإغاثة والتنمية “Life For Relief & Development” لإغاثة النازحين واللاجئين في فصل الشتاء، والتي تأتي ضمن جهودها المستمرة بتفاني وصدق منذ أكثر من ثلاثة عقود بهدف صناعة الابتسامة والأمل للمحتاجين والمتضررين، وهي الجهود التي أهلتها للحصول على المركز الثالث كأفضل مؤسسة إغاثية في أمريكا

المنسق لبرامج الإغاثة، والمتحدث باسم منظمة “Life”، السيد عمر الريدي، انضم إلى الإعلامية ليلى الحسيني، لإلقاء الضوء على أعمال الإغاثة في قطاع غزة بعد قرار بالإجماع من منظمة الصحة العالمية حول ضرورة وصول الإغاثة إلى غزة، واحترام قوانين الحرب، حيث يدعو القرار إلى مرور فوري ومستدام ودون عوائق للإغاثة الإنسانية، بما في ذلك وصول العاملين في المجال الطبي.

تحديات الإغاثة * الأستاذ عمر الريدي؛ نبدأ لقاءنا بالحديث عن تحديات العمل الإغاثي في قطاع غزة، هل تستطيعون إدخال المساعدات إلى القطاع بسهولة؟

** نعم تدخل المساعدات عبر معبر رفح، وقبل يومين دخلت بعض الشاحنات من خلال معبر كرم أبي سالم، لكن السؤال المهم: هل تكفي هذه المساعدات؟، بالطبع لا، فقطاع غزة من قبل الحرب كان يحتاج إلى 600 شاحنة بشكل يومي، والآن يدخل ما بين 80 إلى 120 شاحنة، وقبل الحرب كانت الشاحنات تدخل بشكل مباشر من مصر إلى القطاع، أما اليوم فإنها يجب أن تمرّ أولًا على نقاط التفتيش الإسرائيلية قبل دخولها إلى القطاع.

* لماذا لا تدخل المساعدات بوفرة؟، هل هذا يعود إلى الوضع الأمني؟

** النسبة الكبرى كانت تدخل من خلال معبر كرم أبي سالم الذي لم يُفتَح إلا قبل يومين فقط، ومرّت خلاله 60 شاحنة، ولا نعلم ما إذا كان قرار فتحه هو قرار يومي أم أنه مجرد فتح لأيام فقط، أما معبر رفح فهو ليس المعبر الرئيسي لدخول كافة الشاحنات، ومع قصف الطريق إليه في بداية الحرب تأثر إدخال المساعدات قليلًا، ناهيك عن الوقت الطويل الضائع بسبب ضرورة المراجعة والتفتيش الإسرائيلي للمساعدات قبل دخولها إلى القطاع، لذا أظن أن هذا هو السبب الرئيسي الذي أدى إلى انخفاض عدد الشاحنات التي تدخل إلى غزة بشكل يومي.

* هل هناك تحديات أخرى تواجه الإغاثة الإنسانية في قطاع غزة؟، وهل القرارات الأممية المتوالية بشأن الإغاثة يتم تطبيقها على أرض الواقع؟

** لأول مرة في العمل الإغاثي الذي أعمل به منذ سنوات طويلة أجد أننا نقوم بعمل إغاثي بشكل يومي، بمعنى أننا لا نستطيع الترتيب للاحتياجات الإغاثية أو إحصاء المحتاجين، لا نستطيع الترتيب بشأن أي مدينة تحتاج إلى إيصال المساعدات إليها، ولا نستطيع حتى إبلاغ الفريق الذي يعمل داخل غزة ما إذا كانت كل الشحنات التي ستُرسل اليوم ستدخل أم لا، فهذا الواقع لم نمرّ عليه من قبل.

نقص المواد الإغاثية يجعل هناك تسابق وصراع عليها، ونحن لا نلوم الناس لأن هناك بعض الأشخاص وأسرهم يعيشون في جوع حقيقي، والمؤسف أكثر أن بعض التجار الذين استطاعوا إدخال بعض المواد لا زالوا يضعونها في المخازن أو يبيعونها بأسعار كبيرة، فلا يزال تجار الحروب متواجدين في كل البلدان التي عملنا فيها من قبل والآن.

بالنسبة لمنظمتنا؛ فإننا كنا نعمل في وسط القطاع وجنوبه، والآن تمكننا من تشغيل فريق محافظة غزة قبل ثلاثة أيام، ولكن لا تزال فكرة أن هناك 1.8 مليون فرد في منطقة صغيرة ـ ما رفح ودير البلح ـ واحتياجهم العاجل والشديد للخيام هي مهمة صعبة للغاية على كافة المؤسسات، وذلك بالرغم من تعاون العديد من المؤسسات؛ ومنها الأمريكية تحديدًا في مسالة توفير الخيام، ولكن حتى تسليم الخيام هو عمل شاق.

LIFE is currently sending emergency food aid to the displaced families of Gaza. These food baskets contain food items that includes flour, cooking oil, beans and much more.

To learn how you can help these families in need, please visit: https://t.co/e1LU7u3xfO pic.twitter.com/78D1fUGCI8

— LIFE For Relief (@LIFEforRELIEF) January 19, 2024

إنفراجة مرتقبة * بعد قرار بالإجماع من منظمة الصحة العالمية حول ضرورة وصول الإغاثة إلى غزة، هل نتوقع حدوث إنفراجة في دخول المساعدات إلى القطاع؟

** من واقع ما حدث خلال الأيام الماضية؛ فإننا في منظمة لايف تمكننا من إدخال 3 شاحنات، وخلال وقت الهدنة تمكننا من إدخال 15 شاحنة، كانت أغلبها للمواد الطبية وكذلك للمياه والطحين، وقبل يومين تمكننا من إدخال شاحنة، وقد أرسلت لكم فيديو توثيقي لمرورها من المعبر، وكان هذا مؤشرًا جيدًا كمسؤول عن برامج الإغاثة في منظمة لايف، لأن هذه هي المرة الأولى التي يُسمح فيها بتوثيق دخول الشاحنات.

هناك بعض المؤسسات الزميلة والصديقة هنا في أمريكا تمكنت من إدخال وفد طبي للمساهمة في علاج المرضى داخل القطاع، وفريقنا في مصر أبلغني أمس بأنه تواصل مع الجهات المصرية المعنية وكذلك مع الهلال الأحمر الفلسطيني وباتت المدة اللازمة لتحرك الشاحنات إلى أن تصل إلى قطاع غزة لن تتجاوز الـ 7 أيام، وهذا أيضا مؤشر أخر جيد، لأن المدة كانت أطول من ذلك.

نحن في منظمة لايف؛ أول مؤسسة إغاثية ترسل 100 خيمة إلى القطاع، حيث تم تصنيعها في أنقرة بتركيا، وهي الآن في طريقها إلى ميناء العريش ومن ثمَّ يتم إدخالها إلى القطاع في ظل تنسيقات داخلية قمنا بها نظرًا للاحتياج العاجل والشديد لأهلنا في غزة إليها، كليّ أمل في أن تكون هناك إنفراجة قريبة حتى وإن لم تكن كبيرة.

أولويات إغاثية * ما هي الأولويات الإغاثية التي تحتاجون إليها في ظل ما يعيشه سكان قطاع غزة في ظل الحرب الحالية؟

** بدايةً؛ أودّ ان أشير إلى أن راديو صوت العرب من أمريكا قُدِّرَ له أن يكون مساهمًا وشريكًا في الدعم الإعلامي للعمل الإغاثي للاجئين والنازحين، لا سيما في خلال فصل الشتاء، وأنا أتذكر المشروع الإغاثي الذي أطلقناه من قبل من خلال الراديو لديكم وهو “من الخيمة إلى البيت” وذلك في سوريا، وقد تمّ بالفعل افتتاح القرية التي أثمر المشروع عنها في الشمال السوري خلال الشهر الماضي، لكننا اليوم نناشد ونعمل على مشروع “من العراء إلى خيمة”، فالوضع في غزة أكثر قسوة وقهرًا وصعوبة.

لا أحد يتخيّل كم الرسائل التي تأتينا ـ نحن كمنظمة لايف ـ ومدى احتياج النازحين إلى المساعدة، يحتاجون فقط إلى خيمة كي تأويهم، يحتاجون إلى أماكن تسترهم، وقد قمنا خلال الفترة الماضية بعمل الترتيبات اللازمة لتصنيع وإرسال الخيام إلى أهلنا في القطاع، حيث قمنا بالحصول على بيانات وأقطار المواسير اللازمة لإقامة الخيام من الجهات المعنية حتى لا يُمنَع دخولها على المعبر، وحصلنا من النازحين على ملاحظاتهم على الخيام المتوفرة في الداخل حتى نتلافى أي مشكلات بها، مع عملنا على تحسين جودة نوعية وطبقات قماش الخيمة والفرش الموجود في أرضيتها.

علمًا بأن الخيمة التي نقوم بتصنيعها تكلّف منذ تصنيعها في أنقرة وصولًا إلى أن تصل للأسرة النازحة المستفيدة منها هو مبلغ 400 دولار، ومن هنا أناشد الجميع عبر إذاعتكم بأن يساهموا معنا في توفير أكبر عدد من الخيام للنازحين في قطاع غزة، فأهل غزة يشتد البرد عليهم وهم الآن في العراء، وعدد الخيام المطلوبة مننا في منظمة لايف هو 100 ألف خيمة.

وللتذكير فإن رقم التبرع لمنظمة “Life” هو: 18008273543 أو من خلال الموقع الإلكتروني: Lifeusa.org