Photo courtesy of cancer.org

أخبار

ارتفاع مخيف في معدل الإصابة بالسرطان لدى من تقل أعمارهم عن 50 عامًا

By فريق راديو صوت العرب من أمريكا

January 21, 2024

كشفت إحصائيات جديدة صادرة عن جمعية السرطان الأمريكية أنّ معدل الوفيات بسبب أمراض السرطان بدأت بالانخفاض، لكن المرض يتزايد بين الأشخاص الأصغر سنًا ومتوسطي العمر.

ووفقًا لشبكة CNN فقد قال الدكتور جون مارشال، رئيس قسم الأورام وأمراض الدم في مستشفى جامعة ميدستار جورج تاون، إنه عندما بدأ بمزاولة الطب، لم يقلّ عمر أي مريض قصد عيادته عن الخمسين عامًا، والآن، أكثر من نصف المرضى لديه أقل من سنّ الخمسين.

وكان فريق طبي دولي قد كشف عن ارتفاع مخيف في معدل الإصابة بالأورام الخبيثة لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا، حيث زادت نسبة الإصابة في جميع أنحاء العالم بنحو 79% منذ عام 1990.

وأشار الفريق الطبي في مقال منشور في مجلة BMJ Oncology إلى الحاجة لتعزيز نمط الحياة الصحي بين فئة الشباب، مؤكدًا أن تحليل البيانات الخاص به، يظهر ارتفاعا بنحو 80% في معدل الإصابة بالسرطان للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و49 عاما، من 1.82 مليون إلى 3.26 ملايين، بين عامي 1990 و2019.

كما ارتفع معدل وفيات السرطان في هذه الفئة العمرية بنسبة 27%، وعلى وجه الخصوص، كانت سرطانات الثدي والرئة والجهاز الهضمي الحاصد الأكبر لمعظم الأرواح. وشدد الفريق الطبي على أن تعزيز أنماط الحياة الصحية هو العامل الأفضل لتقليل عدد هذه الوفيات.

تم التوصل إلى هذه النتائج من قبل فريق دولي من الأطباء بقيادة الباحثة في كلية الطب بجامعة تشجيانغ الصينية، شو لي، أثناء دراسة البيانات التي تم جمعها كجزء من مشروع العبء العالمي للأمراض (GBD) الذي تديره منظمة الصحة العالمية والمعهد الأمريكي IHME ومؤسسة “بيل وميليندا غيتس” منذ عام 1990.

ويشارك في المشروع متخصصين من جميع الدول الأعضاء في المنظمة تقريبا وخدماتهم الطبية ومراكز الأبحاث الرائدة. وتتضمن البيانات التي تم جمعها بواسطة مشروع “العبء العالمي للأمراض” معلومات عن إصابات بأشكال مختلفة من السرطان.

واستخدمت شو لي وزملاؤها هذه البيانات لمقارنة عدد المرات التي أصيب فيها الشباب والشابات الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما بأورام خبيثة مختلفة في عامي 1990 و2019.

وقال الباحثون إنهم فحصوا الإحصاءات التي تم جمعها لـ 29 نوعا مختلفا من الأورام الخبيثة في 204 دولة عضو في الأمم المتحدة.

وأظهرت الأبحاث أنه في عام 2019، حدد الأطباء في جميع أنحاء العالم أكثر من 1.82 مليون ورم في هذه الفئة العمرية من المرضى، وهو ما يزيد بنسبة 79% عن عام 1990.

كما كشفت عن زيادة المؤشرات لأشكال مختلفة من أورام البلعوم الأنفي، وكذلك سرطان البروستاتا. وكانت كل هذه الاتجاهات واضحة بشكل خاص في المناطق ذات المستوى العالي من التنمية الاقتصادية، وهو ما ينطبق بشكل خاص على سرطان الثدي، وكذلك أورام المستقيم والقولون.

وعلى المستوى الفردي للبلدان، زادت هذه الأرقام أكثر في الإمارات بنسبة 1127% وقطر بنسبة 1089% والسعودية بنسبة 896%، فيما انخفض معدل الإصابة بالسرطان بين الشباب والنساء بنحو الثلث في بلدان مثل جورجيا ولاتفيا وليتوانيا.

وفي الوقت نفسه، لوحظ أعلى معدل مطلق للإصابة بالسرطان في الولايات المتحدة وجزر سليمان (282 و83 حالة لكل 100 ألف نسمة)، وأدنى المعدلات هي النيجر والكويت (31 و9 حالات لكل 100 ألف نسمة).

وأشارت الباحثة شو لي وزملاؤها، إلى أن الزيادة العالية في حدوث عدد كبير من أنواع الأورام بين الشباب والنساء لا ترتبط فقط بالعوامل الوراثية وتدهور الظروف البيئية، ولكن أيضا بانتشار السمنة والعادات السيئة، وكذلك مع زيادة اللحوم والحليب في النظام الغذائي ومع انخفاض في مستوى النشاط البدني.

وأكدت أنه إذا لم يتم حل هذه المشاكل في السنوات القادمة، فإن معدل الإصابة بالسرطان بين الرجال والنساء دون سن الخمسين سيزداد بنسبة 31% إضافية بحلول بداية العقد المقبل. وخلص الباحثون إلى أن هذا سيفرض عبئا إضافيا على النظم الصحية الوطنية في معظم دول العالم.

وفي حين يحذّر الخبراء من أن جزءا من هذه الزيادة يرجع إلى النمو السكاني، أشارت أبحاث سابقة إلى ازدياد في حالات التشخيص لإصابات بالسرطان بين أولئك الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما.

وأشار الفريق الدولي المشرف على الدراسة الجديدة إلى أن سوء التغذية والتدخين والكحول تشكل عوامل الخطر الرئيسية في هذه الفئة العمرية. وأضاف الفريق أن سبب ازدياد الإصابات بالسرطان في سن مبكرة “لا يزال غير واضح”.

وبحسب الدراسة، توفي ما يزيد قليلا عن مليون شخص تحت سن الخمسين بسبب السرطان في عام 2019 (بازدياد نسبته 28% مقارنة بعام 1990). وكانت أخطر أنواع السرطان هي تلك التي تصيب الثدي والقصبة الهوائية والرئة والأمعاء والمعدة.

وكان سرطان الثدي أكثر السرطانات تشخيصا خلال العقود الثلاثة التي شملتها الدراسة. لكن السرطانات التي تنمو بشكل أسرع هي تلك التي تصيب البلعوم الأنفي -حيث يلتقي الجزء الخلفي من الأنف بأعلى الحلق- والبروستات. في المقابل، انخفض معدل الإصابة بسرطان الكبد بنسبة 2.9% سنويًا.

بالإضافة إلى النظام الغذائي السيئ، فإن التدخين واستهلاك الكحول، والعوامل الوراثية، والخمول البدني، والبدانة عوامل قد تساهم أيضا في هذا الاتجاه، بحسب الدراسة.

ومن المتوقع أن يرتفع عدد الإصابات بالسرطان في جميع أنحاء العالم لدى الأشخاص دون الـ50 عاما بنسبة 31% أخرى بحلول عام 2030، وخصوصا لدى أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و49 عاما، وفق نماذج بيانية أجراها الباحثون.