تزايد إصابات الأمريكيين بالسرطان والعلماء ليسوا متأكدين من السبب!

كشفت دراسة حديثة عن إصابة الأمريكيين بالسرطان؛ سرطان القولون، وسرطان الثدي، وسرطان عنق الرحم وأنواع أخرى، بمعدلات أعلى، واللافت أن تشخيصهم يتم في سن أصغر، وفقا للدراسة التي أجرتها جمعية السرطان الأمريكية.

وفقًا لما نشرته شبكة “CBS News“؛ ذكرت الدراسة أن سرطان القولون والمستقيم، الذي كان في السابق السبب الرئيسي الرابع لوفيات السرطان لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا، قفز إلى القائمة، ليصبح السبب الرئيسي للرجال ويحتل المرتبة الثانية بالنسبة للنساء.

السرطان هو السبب الرئيسي الثاني للوفاة بين البالغين في الولايات المتحدة، بعد أمراض القلب، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

وكانت إحدى النقاط المضيئة في الدراسة هي أن الوفيات الناجمة عن السرطان استمرت في الانخفاض، لكن الخبراء حذروا من أنه نظرًا لارتفاع عدد من أكثر أشكال السرطان فتكًا التي يتم تشخيصها، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة في الوفيات.

المؤلف الرئيسي للدراسة أعرب له عن قلقه من زيادة حالات السرطان التي تشكل 6 من الأسباب العشرة الرئيسية للوفاة، وأضاف: “لقد شهدنا زيادة في خطر الإصابة بسرطان القولون لسنوات، ويستغرق الأمر عدة سنوات حتى يترجم ذلك إلى زيادة الوفيات، لأنك لا تموت على الفور”.

وتابع: “على الرغم من أن الوفيات لم تتزايد بعد، فهذه إشارة تحذير تقول، دعونا نلقي نظرة على هذا، لأنه يمكن أن يترجم إلى وفيات في المستقبل”.

ما هي أنواع السرطانات التي تتزايد؟

قال الدكتور تيم تيوتان، طبيب مستشفى الأورام: “إن سرطان القولون والمستقيم وسرطان الرحم وسرطان الكلى وسرطان المعدة أو المعدة وسرطان البنكرياس آخذ في الارتفاع”، وتشير الدراسة إلى أنه في حين أن أنواع السرطان مثل سرطان الرئة تتناقص مع انخفاض تدخين السجائر، فإن انخفاض سرطان القولون والمستقيم بين البالغين من العمر 65 عامًا فما فوق قد حجب ارتفاع هذه السرطانات لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 55 عامًا منذ التسعينيات.

وقال تيوتان: “إذا قارنت بين عامي 2000 و2019، فبالنسبة لمن تقل أعمارهم عن 50 عاما، هناك زيادة بنسبة 13%”.

تم تغيير المبادئ التوجيهية لفحص سرطان القولون في السنوات الأخيرة لمحاولة اكتشاف هذه السرطانات لدى الأشخاص الأصغر سنًا، مما أدى إلى خفض العمر الموصى به للفحص الأول من 50 إلى 45 عامًا للبالغين ذوي المخاطر المتوسطة.

لماذا يصاب المزيد من الناس بأنواع معينة من السرطان؟

مؤلفو الدراسة – وغيرهم من الخبراء – ليسوا متأكدين، لكن التقرير الأخير أشار إلى بعض العوامل المحتملة، وكتب مؤلفو الدراسة: “إن ارتفاع معدل الإصابة في الولايات المتحدة والعديد من البلدان الأخرى ذات الدخل المرتفع منذ منتصف التسعينيات لا يزال غير مبرر، ولكنه يعكس على الأرجح التغيرات في التعرض لأسلوب الحياة الذي بدأ مع الأجيال المولودة حوالي عام 1950”.

عوامل نمط الحياة التي تؤثر على الميكروبيوم في الجسم يمكن أن تكون وراء الاتجاه التصاعدي في سرطانات القولون والمستقيم.

وأضاف الخبراء: “الأسباب المحتملة كلها نظرية، لسبب واحد، أن السمنة تتزايد، لذا فهي مرتبطة بالسمنة – شيء ما في نظامنا الغذائي، وشيء ما في البيئة”، وتابعوا: “هناك نظرية مثيرة للاهتمام وهي الميكروبيوم، وتريليونات البكتيريا، وآلاف الأنواع في أمعائنا، وهناك أنواع معينة يبدو أنها مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون، ونحن نقوم بتغيير الميكروبيوم لدينا مع المضادات الحيوية، مع نظامنا الغذائي، مع أشياء من هذا القبيل”.

لكن الخبر السار هو أن الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالسرطان يعيشون لفترة أطول ويموتون بشكل أقل، ويبلغ معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات 69%، وفقًا للدراسة – ارتفاعًا من أقل من نصف المعدل في السبعينيات – وانخفض معدل الوفيات الإجمالي بنسبة 33%، اعتبارًا من عام 2021، من ذروته في عام 1991.

وحتى مع هذه التحسينات، يتوقع مؤلفو الدراسة أن أكثر من 600 ألف شخص في الولايات المتحدة سيموتون بسبب السرطان هذا العام – 1680 كل يوم.