Hell Camp: Teen Nightmare - photo courtesy to @justasaphic on X

أخبار أميركا

فيلم وثائقي عن معسكر بصحراء يوتا يثير جدلًا واسعًا.. ودعوات لعدم مشاهدته!

By فريق راديو صوت العرب من أمريكا

January 06, 2024

ترجمة: فرح صفي الدين – أصيب مشاهدو منصة “نيتفليكس” Netflix بالرعب بعد مشاهدة فيلم وثائقي بعنوان “معسكر الجحيم: كابوس المراهقين” Hell Camp: Teen Nightmare، والذي يحكي القصة الحقيقية والمُحزنة لأحد معسكرات “العلاج البري” Wilderness therapy. وهذا ما دفع الكثير منهم لتحذير غيرهم من مشاهدته، مستنكرين السماح بإقامة مثل هذا المعسكر والذي اعتبروه “شرًا خالصًا”.

ووفقًا لما ذكرته صحيفة The US Sun، قام ضابط القوات الخاصة الراحل ستيف كارتيسانو بإنشاء مؤسسة “تشالنغر” Challenger Foundation بصحراء ولاية يوتا في الثمانينيات لعلاج الاضطرابات السلوكية لدى المراهقين مقابل 16 ألف دولار للفرد.

ويتناول الفيلم، الذي تبلغ مدته 90 دقيقة، أحداث حقيقية وقعت بالفعل عام 1990 خلال برنامج المعسكر الذي استمر 63 يومًا، ووفاة مراهقة خلال نزهة صحراوية لمسافة 500 ميل. وتسبب ذلك في غضب واسع بين المشاهدين الذين أوصوا بعدم مشاهدته على أي حال.

فشدد أحدهم على أنه “مثير للاشمئزاز على العديد من المستويات”. ووافقه الكثيرون نفس الرأي. ووصفه آخر بأنه “الجنون بذاته” وتساءل “كيف حدث هذا”.

وعلق ثالث قائلًا: “لم أسمع أبدًا عن هذه المعسكرات، مستحيل أن يدفع والداي آلاف الدولارات لتعذيبي”.

فلقد استمع المشاهدون خلال الفيلم، لشهادات أشخاص التحقوا بهذا المعسكر، بقيادة كارتيسانو الذي اعتمد على ترهيبهم وإذلالهم. ويظهر بلقطات وهو يقول: “هؤلاء الأطفال بحاجة لهذا، نحن ننقذ المزيد من الأرواح”.

وبحسب ما ذكرته صحيفة Daily Mail، أفاد المشاهدون بأنه كان يطبق عليهم قواعد صارمة تضمنت “عمليات التفتيش الذاتي بخلع بعض أو كل ملابسهم”. علاوة على تنفيذ عقوبات شديدة على من لا يتبعون التعليمات، مثل حرمانهم من الطعام وإجبارهم على حمل فضلات البقر بحقائب ظهرهم طوال اليوم.

ويبدو أن هذا البرنامج االعلاجي قد لاقى قبول أولياء الأمور، فبرغم ارتفاع تكلفته بشكل كبير، قامت عشرات العائلات الثرية المعروفة بتسجيل أبنائهم فيه، وبلغ إجمالي أرباحه 3.2 مليون دولار في عامه الأول.

وبحسب الصحيفة، ظهرت زوجة كارتيسانو وابنته بالفيلم وهما تدافعان عنه. فيما أكدت زوجته أنه قد جنى ثروة كبيرة بفضل نجاح البرنامج، برغم أن تكاليف تنفيذه مكلفة للغاية.

كما تطرق الثنائي لوفاة مراهقة من ولاية فلوريدا، بعمر 16 عامًا في الصحراء، بعد ثلاثة أيام فقط من إلتحاقها بالمعسكر. وزعمت الزوجة أنه قد تأثر لوفاتها قائلة: “أنا متأكد من أن جزءًا منه رأى أن ذلك خطأه لأنه كان برنامجه، لكنه كان يعلم أيضًا أن الأمر خارج عن إرادته”.

وبالمقابل شعر مشاهدو Netflix بالاشمئزاز من أفعاله ولم يتأثروا بحديث زوجته وابنته، فعلق أحدهم قائلًا: “إنهما لا تفعلان شيئًا سوى اختلاق الأعذار وجميعهم مثيرون للاستفزاز”. ووصفهم آخر بالمرضى “الذين يخضعون لغسيل دماغ”. فيما استنكر ثالث محاولتهما لكسب تعاطف الناس مع شخص “خطف الأطفال وأساء معاملتهم”.

تم توجيه عدة اتهامات لكارتيسانو والبرنامج، منها القتل بسبب الإهمال، وإساءة معاملة الأطفال، بسبب هذا الحادث والادعاءات بتعرض مراهقين آخرين للتجويع والإيذاء الجسدي “لربطهم بالأشجار وجرهم على الأرض”.

وخلال المحاكمة، شهد عمدة مقاطعة كين، ماكس جاكسون، أن مؤسسة “تشالنغر” ليس لديها إجراءات كافية لعلاج الحالات الطبية الطارئة، وبأن المساعدة الطبية لم تصل إلا بعد نحو ساعتين من ظهور أعراض المرض على الفتاة.

وفي أعقاب ذلك أعلن المعسكر إفلاسه وتم إغلاقه، وتبرئة كارتيسانو من أي تهم جنائية ولكن تمت مقاضاته مدنيًا. كما تم منعه بعد ذلك من تشغيل أي برنامج لعلاج الأطفال في يوتا، لكنه أنشأ فيما بعد فروعًا في هاواي وجزيرتي فيرجن وبورتوريكو.