Photo courtesy of Israel Defense Forces Facebook page

أخبار

أين كان الجيش الإسرائيلي أثناء هجوم حماس يوم 7 أكتوبر؟.. تفاصيل جديدة

By فريق راديو صوت العرب من أمريكا

December 30, 2023

أين كان الجيش الإسرائيلي خلال هجوم حماس يوم 7 أكتوبر؟، سؤال طرحته صحيفة “نيويورك تايمز” في تحقيق تفاعلي موسع، ناقشت خلاله كيف اخترق مقاتلو حماس حدود إسرائيل في أكثر من 30 موقعًا، وسيطروا على الطرق الرئيسية، وأعاقوا المدافع الرشاشة الآلية، وهاجموا القواعد العسكرية، اقتحموا الأحياء، وقاموا بقتل واختطاف مئات الأشخاص دون عوائق لساعات.

واستخلصت الصحيفة الإجابة على هذا السؤال من خلال مقابلات أجرتها مع جنود وضباط في الجيش الإسرائيلي وقوات الاحتياط، وشهود عيان، قدموا روايتهم لما جرى في ذلك اليوم، وكشفوا عن الأسباب التي أخرت استجابة الجيش للتعامل مع الهجوم.

كما يستند التحقيق إلى وثائق حكومية إسرائيلية داخلية ومراجعة لمخبأ المواد العسكري، المعروف باسم “باندورا”، والذي يحتوي على عشرات الآلاف من مقاطع الفيديو، بما في ذلك لقطات من الكاميرات التي ارتداها مسلحو حماس، وكاميرات مراقبة.

بداية مفاجئة

وكشفت الصحيفة أنه في وقت مبكر من صباح يوم 7 أكتوبر تلقى القادة الإسرائيليون خبرًا عن هجوم حماس من قاعدة تعرضت للهجوم، ولم يتمكن قائدها من وصف نطاق الهجوم أو تقديم المزيد من التفاصيل، لكنه طلب إرسال كافة التعزيزات المتاحة.

وبعد أكثر من ساعة من بدء الهجوم الصاروخي ودخول الآلاف من مسلحي حماس إلى إسرائيل، أصدر الاجتماع، تعليمات الانتشار الأولى لهذا اليوم. وأمر جميع قوات الطوارئ بالتوجه جنوبًا، جنبًا إلى جنب مع جميع الوحدات المتاحة التي يمكنها القيام بذلك بسرعة.

لكن القادة العسكريين في إسرائيل لم يكونوا قد أدركوا بعد أن اقتحام إسرائيل كان يجري بالفعل على قدم وساق. وبعد ساعات، كان المواطنون الإسرائيليون اليائسون ما زالوا يدافعون عن أنفسهم ويطلبون المساعدة، بعد أن فشل جيشهم في حمايتهم.

وقد يستغرق فهم الأسباب الكاملة وراء الاستجابة البطيئة للجيش عدة أشهر، حيث وعدت الحكومة الإسرائيلية بإجراء تحقيق فيما حدث.

ارتباك وصدمة

وخلصت الصحيفة إلى نتيجة مفادها أن القوات الإسرائيلية كانت غير منظمة، وخارج مواقعها، واعتمدت على وسائل التواصل الاجتماعي لاختيار الأهداف.

وأرجعت الصحيفة سبب الفشل الرئيسي في وقف هذا الهجوم إلى أن “إسرائيل لم تكن تملك خطة قتالية لمواجهة غزو من حماس واسع النطاق مثل الذي حدث”

أفاد تحقيق “نيويورك تايمز” بأن الجيش الإسرائيلي عانى من ارتباك ونقص في الأسلحة، وكان تنظيمه سيئا للغاية أثناء الهجوم.

ووفقا للصحيفة، فقد بلغت العشوائية وانعدام المعلومات لدرجة أن الجنود اضطروا إلى التواصل في مجموعات واتساب مؤقتة، والاعتماد على منشورات وسائل التواصل الاجتماعي لجمع المعلومات التي من شأنها أن تخدمهم في المعركة.

ونظرا لانعدام الاتصال مع قاعدة “رعيم” العسكرية – مقر قيادة فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي- لجأت وحدة ماجلان إلى الفيديوهات التي نشرتها حركة حماس على شبكات التواصل الاجتماعي لفهم ما يجري. كما أمر أحد قادة الفريق جنوده في المروحية بالبحث عن معلومات على قنوات تليغرام والتقارير الإخبارية لاختيار الأهداف.

ويشير الحجم الصغير للفرق المستجيبة، بحسب “نيويورك تايمز” إلى أن القادة “أساءوا فهم التهديد بشكل أساسي. وانتشرت القوات بالمسدسات والبنادق الهجومية، وهو ما لا يكفي للدخول في معركة واسعة النطاق”.

وبينما تدفق مسلحو حماس على إسرائيل بالبنادق الآلية الثقيلة وقاذفات القنابل الصاروخية والألغام الأرضية وغير ذلك الكثير، وكانوا على استعداد للقتال لعدة أيام، بدا للصحيفة أن قوات الكوماندوز الإسرائيلية اعتقدت أنهم سيقاتلون لمدة ساعات فقط، حتى أن أحدهم انطلق في ذلك الصباح بدون نظارات الرؤية الليلية”.

لا توجد خطة

لكن الأمر الأكثر فظاعة على الإطلاق الذي كشفت عنه الصحيفة هو أن الجيش الإسرائيلي لم يكن لديه أي خطة للرد على أي هجوم واسع النطاق تشنه حماس من قطاع غزة على الأراضي الإسرائيلية.

وأضافت أن الجيش الإسرائيلي كان يعتقد بأن حماس تستطيع على الأكثر أن ترسل فرقة أو عددًا صغيرًا جدًا من الفرق يدخل إلى إسرائيل، ويُعدّ ويُدرّب في مواجهة مثل هذا السيناريو المرجعي، وليس في مواجهة غزو كبير.

ووفقا لجنرال سابق في القيادة الجنوبية فإنه لم يكن هناك “إعداد دفاعي مناسب، ولا تدريب، ولا معدات، ولا بناء قوة لمثل هذه العملية”.

في حين يقول الرئيس السابق لهيئة أركان الأمن القومي اللواء المتقاعد يعقوب أميدرور “لم تكن هناك خطة من هذا القبيل؛ لأن الجيش لا يجهز نفسه لأشياء يعتقد أنها مستحيلة”.

وما زاد الطين بلة، على حد تعبير الصحيفة، أن الجيش الإسرائيلي اعترف بأنه نقل سريتين من قوات الكوماندوز ــ أكثر من 100 جندي ــ إلى الضفة الغربية قبل يومين فقط من الهجوم، “وهو ما يعكس اعتقاد إسرائيل الخاطئ بأن هجوم حماس لا يشكل تهديدا وشيكاً”.

وبقيت ثلاث كتائب مشاة وكتيبة دبابات واحدة على طول حدود غزة. لكن 7 أكتوبر كان يوم عيد يهودي (يوم الغفران) وقدر أحد كبار الضباط العسكريين للصحيفة أن حوالي نصف الجنود البالغ عددهم 1500 جندي في المنطقة كانوا غائبين.

فوضى كبيرة

كشفت الوثائق والمقابلات التي استندت إليها الصحيفة تفاصيل جديدة حول الهجوم، بما في ذلك التقييمات والأوامر العسكرية التي صدرت في وقت مبكر من صباح يوم الهجوم.

وتظهر هذه النتائج مجتمعة أن الكثير من الفشل العسكري كان بسبب عدم وجود خطة، إلى جانب سلسلة من الأخطاء الاستخباراتية في الأشهر والسنوات التي سبقت الهجوم.

بالإضافة إلى ذلك، لم يكن جنود الاحتياط العسكريين الإسرائيليين مستعدين للتعبئة والانتشار بسرعة، وقال بعضهم إنهم انطلقوا جنوبًا بمبادرة فردية منهم.

وقال جندي إنه جنّد نفسه هو وأصدقاؤه دون دعوة رسمية، ولتوفير الوقت غادروا دون معدات للرؤية الليلية أو سترات مناسبة، مؤكدًا أنه كان يتوقع أن يرى الطرق مليئة بالجنود والمعدات والمدرعات التي تتجه جنوبًا، لكنها كانت فارغة.

واعترف مسؤول في القيادة الجنوبية أنه حتى عند الظهر لم يكن الضباط قد فهموا بالضبط ما كان يحدث، وكانت تقديرات إسرائيل تشير إلى أن حوالي 200 مقاتل من حماس تسللوا إلى إسرائيل، في حين كان العدد في الواقع أكبر بعشر مرات.

وقد استفادت حماس من هذه الفوضى بطرق أدت إلى تأخير الرد الإسرائيلي، بحسب نيويورك تايمز، وقام المسلحون بإغلاق تقاطعات الطرق السريعة الرئيسية، مما أدى إلى تورط الجنود في معارك بالأسلحة النارية أثناء محاولتهم دخول البلدات المحاصرة. كما أدى حصار حماس للقاعدة العسكرية في جنوب إسرائيل إلى شل مركز القيادة الإقليمي، وشل الرد العسكري.

ووجهت حماس ضربة استراتيجية كبرى أعمت الجيش الإسرائيلي في لحظة حرجة، من خلال الهجوم على قاعدة رعيم العسكرية، والذي على حد الصحيفة، ترك الجنود هناك يقاتلون من أجل حياتهم بدلا من تنسيق الرد على الغزو او حماية المدنيين.

ورعيم هي مركز فرقة غزة، التي تشرف على جميع العمليات العسكرية في المنطقة. كما أنها موطن لواءين، شمالي وجنوبي، مخصصين لحماية حوالي 40 ميلاً من الحدود.

وعلى الرغم من حصار رعيم، لم تكن التعزيزات بعيدة، بحسب نيويورك تايمز، وكان آلاف الجنود على بعد أقل من 40 دقيقة من البلدات التي تعرضت للهجوم. “ولكن بينما كان المواطنون المذعورون ينتظرون في المخابئ أو يختبئون من المسلحين، كان الجنود عالقون على الطريق السريع، ولم يتمكنوا من الوصول إليهم.”