شهدت المواجهات بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني تصعيدًا لافتًا خلال الساعات الماضية، بعد قيام إسرائيل بتوجيه ضربات استباقية على أهداف لحزب الله وبنيته التحتية، بينما واصل الحزب استهداف مواقع إسرائيلية قرب الحدود.
ووفقًا لشبكة CNN يأتي ذلك بعد ساعات من صدور بيان لوزارة الخارجية الإسرائيلية حذّرت فيه من أن عدم تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 1701 “قد يؤدي إلى حرب في لبنان”، وهو القرار الذي يدعو إلى الوقف الكامل للأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله في أعقاب حرب لبنان عام 2006 وانسحاب جميع القوات من المنطقة منزوعة السلاح التي أقيمت بين الخط الأزرق ونهر الليطاني اللبناني.
وقال مراسل “الجزيرة” إن الجيش الإسرائيلي نفذ اليوم الخميس قصفًا جويًا ومدفعيًا على بلدات بينها راشيا الفخار والخيام وراميا وعيتا الشعب وحولا ومركبا. فيما أعلن حزب الله أنه استهدف مرابض مدفعية للاحتلال في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وحقق فيهما إصابات مباشرة.
كما قال إنه استهدف بالأسلحة المناسبة تجمعا لجنود إسرائيليين في ثكنة هونين، وقصف ثكنة راميم، مؤكدا تحقيق إصابات مباشرة في العمليتين.
وفي الإطار نفسه أطلقت 10 صواريخ من جنوبي لبنان باتجاه مستوطنة كريات شمونة في الجليل الأعلى، فيما أطلقت 12 صاروخا أخرى باتجاه مواقع عسكرية إسرائيلية في تلال كفرشوبا المحتلة.
وكان مقاتلو حزب الله أطلقوا أمس 80 صاروخا باتجاه مواقع وتجمعات ومستوطنات إسرائيلية قبالة الحدود اللبنانية. كما أعلن الحزب تنفيذ 6 هجمات من بينها إطلاق 30 صاروخا على كريات شمونة.
فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه رصد مسيرة قادمة من لبنان وأسقطها في سماء عكا. وذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية ذكرت أن انفجارات دوّت قرب مدينة حيفا نتيجة اعتراض الدفاعات الجوية طائرة مسيّرة أطلقت من لبنان بعد انطلاق صفارات الإنذار في عكا وخليج حيفا.
كما أفاد مراسل الجزيرة باعتراض صاروخين في سماء مدينة عكا القديمة عقب إطلاق صفارات الإنذار. وكان حزب الله قد استخدم الطائرات المسيّرة لمهاجمة مواقع عسكرية إسرائيلية قبالة جنوبي لبنان.
وقالت هيئة البث الاسرائيلية قد ذكرت أن حزب الله أطلق دفعة صاروخية باتجاه رأس الناقورة أثناء وجود وزير الخارجية إيلي كوهين وعدد من سفراء الدول الغربية في الجبهة الشمالية.
وكان كوهين قد هدد أمس باستهداف الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في حال عدم تطبيقه قرار مجلس الأمن 1701 وإبعاد عناصر الحزب خلف نهر الليطاني الذي يبعد نحو 30 كيلومترا شمال الحدود.
وتتواصل المواجهات عبر الحدود وسط تهديدات إسرائيلية بشن عملية عسكرية لإجبار حزب الله على سحب مقاتليه من المنطقة الحدودية.
ودخل حزب الله في مواجهة مع قوات الاحتلال في أعقاب بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تصاعدت وتيرتها مع مرور الوقت، حتى باتت توصف بأنها الأخطر منذ حرب عام 2006.
وأسفرت الاشتباكات حتى الآن عن مقتل أكثر من 100 من مقاتلي حزب الله، وما لا يقل عن 10 جنود إسرائيليين، كما قتل مدنيون لبنانيون ومستوطنون في القصف المتبادل عبر الحدود.