هل يملك المهاجر والحالم بالهجرة حرية التعبير عن رأيه في الأحداث الجارية؟
أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر
وسط الأحداث الجارية في غزة برزت قضية حرية التعبير عن الرأي كمشكلة كبيرة بالنسبة للكثيرين، خاصة في ظل الاتهامات التي تلاحقهم إما بمعاداة السامية أو الإسلاموفوبيا، أو بالانحياز سواءً للإسرائيليين أو الفلسطينيين.
لكن الأمر أكثر تعقيدًا بالنسبة للحالمين بالهجرة إلى أمريكا والذين قد تعصف آراؤهم على مواقع التواصل الاجتماعي بحلمهم، وكذلك المهاجرين الموجودين في داخل الولايات المتحدة الذين قد يواجهون مشاكل كبيرة في الحصول على الجرين كارد او الجنسية بسبب مواقفهم وآرائهم السياسية.
حلقة هامة مع الأستاذ محمد الشرنوبي، المختص في قضايا الهجرة والتجنس، أجاب خلالها على العديد من التساؤلات منها: هل يملك المهاجر والحالم بالهجرة الحق الكامل في حرية التعبير عن رأيه حول الأحداث الجارية دون أن يلحق به الضرر نتيجة لذلك؟، وهل تكفل له القوانين حماية هذا الحق المنصوص عليه في الدستور الأمريكي؟
حرية التعبير
* بدايةً؛ هل حرية التعبير من منظور قانوني بحت مكفولة للجميع وفقًا للدستور الأمريكي؟
** بالطبع، فحرية التعبير من أهم الحريات المكفولة تحت الدستور الأمريكي، فيمكن لكل شخص أن يقول رأيه بحرية، ولكن بشرط ألا تكون تعليقاته عنصرية أو تحمل دعمًا لمجموعات مُصنّفة على أنها إرهابية داخل أمريكا.
* هناك قوانين صدرت مؤخرًا منها ما هو مرتبط بمعاداة السامية أو الإسلاموفوبيا، فأين يقف المهاجر مما يجري؟، هل يختلف الموضوع بالنسبة للطالب أو من يحمل الجرين كارد، أم أن الجميع سواسية أمام القانون الأمريكي؟
** المعيار هنا هو: هل ما يقوله المهاجر أو يعبر عنه مخالف للقانون أم لا؟، وبالتالي فإن هناك حدود لتلك الحرية، ويجب ألا يتم تجاوزها.
وعلى المهاجر الذي لا يحمل جواز سفر أمريكي أن يكون حريصًا بشكل كبير ألا يرتكب أي مخالفة أو جريمة ضد القانون الأمريكي، لأن هذه المخالفة أو الجريمة قد تمنعه من الحصول على الجنسية أو الجرين كارد أو حتى الحصول على أي ميزة من مزايا الهجرة إلى أمريكا.
حقوق المهاجر
* ما هي الحقوق التي يتمتع بها المهاجرون، بمن فيهم المهاجرين غير الشرعيين، للانخراط في أعمال الاحتجاج؟
** حقوقهم تتلخص في قدرتهم على التعبير عن رأيهم دون أن يقوموا بأي مساندة معنوية لأي مجموعة إرهابية أو القيام بأي مخالفة لأي قانون جنائي أمريكي، فعلى المهاجر أن ينتقي ما يقوله بعناية.
* ما هي حقوق المهاجر إذا ما تم القبض عليه أثناء وجوده في مظاهرة أو وقفة احتجاجية؟
** قبل القيام أو المشاركة في أي احتجاج أو أي تجمع مدني، يجب أولًا معرفة قوانين وقرارات كل مدينة في هذا الصدد، وفي حالة القبض على أي شخص خلال مظاهرة أو وقفة احتجاجية فيجب عليه أن يلتزم الصمت وألا يتكلم إلا في وجود محاميه، لأن كل كلمة تُقَال تؤخذ على الشخص في المحكمة، مما يُصعّب مهمة المحامي لاحقًا.
حرية تعبير حقيقية
* هل تعبيرنا عن رأينا عبر وسائل التواصل الاجتماعي من شأنه أن يؤثر سلبًا على وضعنا المستقبلي المتعلّق بالهجرة إلى أمريكا؟
** يكفي هنا أن أذكر أن هناك حوالي 33 شخصًا تواصلوا مع مكتبي منذ 7 أكتوبر وحتى اليوم، بعدما تم إرجاعهم من الولايات المتحدة إلى دولهم مرة أخرى بسبب ما يكتبونه ويقولونه على السوشيال ميديا.
وبالتالي فإن الرقم الإجمالي كبير جدًا، فنحن غالبا ما ننساق وراء أحاسيسنا وعواطفنا متجاهلين لقوانين الدولة التي نعيش فيها، فإذا كنا قد ارتضينا بالعيش فيها فيجب احترام قوانينها وإلا علينا مغادرتها.
* هل توجد حرية تعبير حقيقية في أمريكا؟، وهل تبقى أمريكا وجهة العرب الهاربين من الشرق الأوسط والقمع؟
** سوف تظل مدى العمر إن شاء الله قبلة للهاربين من النظم السياسية المستبدة في كل مكان في العالم، ويجب ألا نتجاهل أو ننسى أننا في بلداننا الأصلية لا يمكننا التعبير عن ربع ما نعبّر عنه هنا في أمريكا، وأؤكد مجددًا أن الحرية في أمريكا مكفولة طالما أنها لم تخالف أي قانون أو تكون فيها مساندة للإرهاب.
نصيحة أخيرة
* ما هي نصيحتك لكل شخص يتابع الأحداث الجارية ويتفاعل معها، وقد يؤثر ذلك على ملف الهجرة لديه؟
** أتمنى أن يتصرف الشخص بعقلانية شديدة، وعدم الانسياق وراء العواطف دون تعقل، وفي حالة حدوث أي اعتقال فيجب التزام الصمت إلى أن يصل محاميك.