أخبار أميركاأخبار العالم العربي

مجلس الأمن يفشل في اعتماد قرار لوقف إطلاق النار في غزة بعد فيتو أمريكي

فشل مجلس الأمن الدولي، اليوم الجمعة، في تمرير مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق نار إنساني فوري في قطاع غزة، بعد استخدام الولايات المتحدة حق النقض “الفيتو” ضد القرار.

ووفقًا للموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة فقد صوتت 13 دولة لصالح مشروع القرار من أصل 15 دولة عضو في مجلس الأمن الدولي، بينما امتنعت بريطانيا (صاحبة حق النقض) عن التصويت، واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض ما أدى لإفشال تمرير مشروع القرار.

وأعدت الإمارات العربية المتحدة مشروع قرار يطرح للتصويت على مجلس الأمن، يطالب في نسخته الأخيرة بـ”وقف فوري لإطلاق النار لدواع إنسانية” في غزة، محذرا من “الحالة الإنسانية الكارثية في قطاع غزة”. كما يدعو مشروع القرار إلى “حماية المدنيين” و”ضمان وصول المساعدات الإنسانية”.

وكرر مشروع القرار مطالبته لجميع الأطراف بأن تمتثل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني، وخاصة فيما يتعلق بحماية المدنيين. وطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وبضمان وصول المساعدات الإنسانية. وقدمت دولة الإمارات مشروع القرار ودعمته بعد ذلك من أكثر من 96 دولة عضوة بالأمم المتحدة.

جلسة طارئة

وكان مجلس الأمن الدولي قد عقد جلسة طارئة، مساء اليوم الجمعة، بشأن الوضع في قطاع غزة، وأعلنت الإكوادور، التي تتولى رئاسة مجلس الأمن لشهر ديسمبر الجاري، عن الجلسة بعد الرسالة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للمجلس يوم الأربعاء الماضي، مستندًا إلى المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة التي تتيح له “لفت انتباه” المجلس إلى ملف “يمكن أن يعرّض حفظ السلام والأمن الدوليين للخطر”.

وفي خطابه أمام مجلس الأمن اليوم، سلط الأمين العام، أنطونيو غوتيريش، الضوء على 3 نقاط رئيسية وهي عدم وجود حماية فعالة للمدنيين: حيث “لا يوجد مكان آمن في غزة”، ونفاد الغذاء: حيث أنه وفق برنامج الأغذية العالمي هناك خطر كبير للجوع الشديد والمجاعة في غزة. وانهيار النظام الصحي في غزة فيما تتصاعد الاحتياجات الطبية في ظل تفاقم الخسائر البشرية من وفيات وإصابات.

وشدد غوتيريش على ضرورة أن يفعل المجتمع الدولي كل ما يمكن لإنهاء محنة سكان غزة. وحث مجلس الأمن على عدم ادخار أي جهد للدفع من أجل “الوقف الفوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية وحماية المدنيين والتوصيل العاجل للإغاثة المنقذة للحياة”.

وقال الأمين العام إنه أرسل خطابه إلى مجلس الأمن مستخدما المادة 99 من الميثاق، “لأننا وصلنا إلى نقطة الانكسار. هناك خطر كبير للانهيار التام لنظام الدعم الإنساني في غزة، بما سيُخلف عواقب مدمرة”.

وأضاف أن ذلك الوضع قد يؤدي إلى انهيار تام للنظام العام وزيادة الضغط في اتجاه النزوح الجماعي إلى مصر. وقال إن خطر انهيار النظام الإنساني يرتبط بشكل أساسي بعدم توفير الحماية لموظفي الأمم المتحدة في غزة وطبيعة وكثافة العمليات العسكرية التي تحد بشكل كبير الوصول إلى المحتاجين بشدة للمساعدات.

وأضاف قائلا: إن تهديد سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة في غزة غير مسبوق. أكثر من 130 من زملائي قُتلوا بالفعل، الكثيرون منهم مع أسرهم. هذه أكبر خسارة بشرية- منفردة- في تاريخ منظمتنا”. ويصطحب بعض موظفي الأمم المتحدة في غزة أبناءهم معهم إلى العمل “ليعرفوا أنهم سيعيشون أو يموتون معا”.

كما قال غوتيريش الذي تحدث عن رسائل “تفطر القلب” من موظفين يناشدون المساعدة. وذكر أن وكيله لإدارة السلامة والأمن نصحه بأن جميع الوسائل الممكنة لتخفيف المخاطر الماثلة أمام موظفي المنظمة داخل غزة، باستثناء الإجلاء، غير ممكنة بسبب طريقة تطور الصراع.

وأكد الأمين العام بشدة التزام الأمم المتحدة القوي بالبقاء والعمل من أجل سكان غزة. وأشاد ببطولة العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية الذين ما زالوا ملتزمين بأداء عملهم على الرغم من المخاطر الهائلة على حياتهم وصحتهم.

فلسطين

من جانبه دعا رياض منصور المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، مجلس الأمن إلى التصويت على مشروع القرار “باسم الإنسانية والعدالة والسلام”. وأضاف أن ما يحدث في فلسطين الآن وما سيحدث بعد ذلك “سيحدد مستقبل منطقتنا للأجيال القادمة، وسيؤثر على العلاقات والتصورات في جميع أنحاء العالم للأجيال القادمة”.

وأكد أن الوقت الراهن هو الوقت المناسب للشجاعة والحسم والعمل، مشددا على ضرورة التحرك الآن. وأشار إلى أن الأمم المتحدة كانت هدفا “لهجمات بغيضة” بسبب احترامها لتفويضها الذي صاغته الدول الأعضاء، مضيفا أنه “من واجب الدول الأعضاء رفض مثل هذه الهجمات ووضع حد لها، خاصة في الوقت الذي يقع فيه موظفو الأمم المتحدة على الأرض ضحايا أيضا”.

وقال منصور “هذه لحظة الحقيقة”، وأضاف أن “هدف الإسرائيليين واضح وهو إجبار الناس على المغادرة. بغض النظر عن عدد المرات التي يقول فيها البعض أن ذلك لن يحدث”.

وأضاف أن تلك الحرب “هي جزء من الهجوم الذي يهدف إلى القضاء على الشعب الفلسطيني كأمة وتدمير قضية فلسطين”. وطالب باحترام الشعب الفلسطيني وحقوقه.

وأضاف “أظهروا لنا الاحترام، ليس بالأقوال، بل بالأفعال. أظهروا لنا الاحترام لحياتنا وحقوقنا”. وقال منصور إن هذه لحظة في التاريخ، “سيتم سؤال الجميع عن مواقفهم (بشأنها)، وسيحدد ذلك من هم حقا وما الذي يمثلونه”.

ونبه إلى أن كل ما بني بعد الحرب العالمية الثانية كان لمنع وقوع الفظائع، “التي تجري الآن في غزة ضد الشعب الفلسطيني المُهجر”، مضيفا أن “مجرمي الحرب الذين يقومون بذلك لا يخجلون. وبدلا من أن يتلقوا اللوم، يلومون ويهاجمون الجميع”.

الولايات المتحدة

فيما قال روبرت وود، نائب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، إن أمريكا لا تؤيد دعوات الوقف الفوري لإطلاق النار، مشيرًا إلى أن ذلك لن يؤدي سوى إلى غرس بذور الحرب المقبلة “لأن حماس لا ترغب في تحقيق السلام الدائم أو حل الدولتين”.

وانتقد ما وصفه بفشل مجلس الأمن الدولي في إدانة هجمات حماس في السابع من أكتوبر. وقال إن الحركة ستواصل احتجاز الرهائن إذا وضعت إسرائيل- من جانب واحد- أسلحتها جانبا اليوم “كما تطالب بذلك بعض الدول”.

وأضاف أن الولايات المتحدة “فيما تؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن شعبها ضد الأعمال الإرهابية والفظائع المروعة، فإنها تقوم- على أعلى المستويات- بجهود دبلوماسية مكثفة لإنقاذ الأرواح ووضع أسس السلام الدائم”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى