أخبارأخبار أميركا

مذيع CNN لمستشار نتنياهو: الأبرياء يقتلون في جميع أنحاء غزة.. إلى أين يمكن أن يذهبوا لكي يكونوا بأمان؟

فاجأ مذيع CNN، جايك تابر، مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مارك ريغيف، بأسئلة أربكته بشأن الغارات الجوية الإسرائيلية التي تستهدف المدنيين الأبرياء في كل أنحاء قطاع غزة، متسائلًا عن “المناطق الآمنة” التي يفترض أن يذهب إليها المدنيون لكي يصبحوا آمنين من القصف.

وعند محاولة ريغيف تبرير القصف بإدعاء أنه يستهدف مقاتلي حركة حماس وبنيتها التحتية باغته تابر بقوله إن هناك الآلاف قتلوا في كل مكان في غزة ليس لهم أي علاقة بحركة حماس ومن بينهم عائلة زميله في شبكة CNN، إبراهيم دهمان، حيث تعرّض 9 أفراد من عائلته للقتل بغارة جوية على منزلهم في شمال غزة.

وأمام هذا الضغط اضطر ريغيف للقول إنه “مقتنع بأن كل وفاة مدنية، وخاصة الأطفال، هي مأساة ونحن لا نريد أن نراها”.

وأضاف قائلًا: “لكن بمقارنة الأرقام – إذا قارنت إسرائيل بالكمال، فسنفشل بالطبع. لكن عند المقارنة بالجيوش الغربية الأخرى التي تحارب الإرهابيين، أعتقد أن إسرائيل لن تكون سيئة”.

وأضاف: “أعتقد أنه سيتبين أن الجيش الإسرائيلي قام بكل ما هو ممكن من الناحية الإنسانية لمحاولة حماية المدنيين”.

وردّ تابر على مستشار نتنياهو بالقول إنه “من الصعب جدًا تصديق ذلك، خصوصًا في يوم فقد فيه أحد منتجينا 9 أفراد من عائلته، ليسوا أعضاء في حماس وليسوا أعضاء في الجهاد الإسلامي وليسوا أعضاء في أي مجموعة، كان الأشخاص التسعة يحاولون فقط أن يعيشوا حياتهم”.

وبدا الارتباك على وجه ريغيف وهو يقول إنه يعرب أولاً وقبل كل شيء عن حزنه وتعاطفه معه، قائلًا: “إذا كان هذا الكلام صحيحًا فقد حدث ذلك في شمال غزة، وفي مدينة غزة، حيث طلبنا قبل شهر من جميع المدنيين المغادرة. ومعظمهم فعلوا ذلك… لقد كان لديهم ما يكفي من الوقت”.

وأضاف: “أنا لا أعرف ما حدث. ليس لدي الظروف المحددة. أعلم أن هناك قتالًا مميتًا يدور الآن في الشمال بين الجيش الإسرائيلي وإرهابيي حماس، ونحن لا نريد أن نرى أي شخص محاصرًا في مرمى النيران. لماذا لم يستجيبوا للنصيحة ويغادروا المنطقة؟”.

لكن مذيع CNN ضغط على مستشار نتنياهو قائلًا: “لا يمكنك إلقاء اللوم عليهم”، مشيرًا إلى أنه منذ بدء القصف في 7 أكتوبر وهو يتساءل: “أين من المفترض أن يذهب هؤلاء الأشخاص لكي يكونوا بأمان؟”.

مقتل عائلة دهمان

ووفقًا لشبكة CNN فقد كان المنتج الذي يعمل بها، إبراهيم دهمان، يقدم تغطية من غزة تزامنا مع الغارات الجوية الإسرائيلية التي جلبت الدمار واليأس إلى القطاع المحاصر.

وأشارت إلى أن دهمان (36 عامًا) فرّ إلى مصر مع عائلته الصغيرة بعد شهر تقريبًا، لكنه علم يوم الأحد الماضي أن 9 على الأقل من أقاربه المحاصرين في شمال غزة قتلوا في غارة جوية على منزل عمته، وأن المنزل الذي قضى فيه طفولته في مدينة غزة تعرض للتدمير في غارة منفصلة على مبنى مجاور في اليوم نفسه.

وقال دهمان: “لن أستطيع أن أنسى أبدًا كل حجر وركن في المنزل الذي ولدت وترعرعت فيه وولد فيه أطفالي”.

وأشارت CNN إلى أن قصة عائلة دهمان تعد تذكيرًا بأنه لم يسلم أحد في غزة من الحرب، مشيرة إلى أن هذه العائلة ستذكر هذا اليوم بانه يوم مظلم في تاريخها، فقد وصلتهم فيه الرسائل بأن غارة إسرائيلية أصابت المبنى الذي كان يعيش فيه أقاربه في بيت لاهيا بشكل مباشر، مما أسفر عن مقتل خاله وزوجة خاله وابنتهما وحفيديهما، فضلا عن خالته وزوجها وابنهما وحفيدها. وهناك اثنان آخران من الأقارب على الأقل في حالة حرجة، ولا يزال آخرون مدفونين تحت الأنقاض.

وقال دهمان: “لقد كانوا أناسًا مسالمين وبسيطين للغاية، وكرَّسوا حياتهم بأكملها للعمل وتربية أبنائهم وبناتهم فقط. ليس لهم أي انتماء لأي منظمة أو جماعة”.

ويُظهر مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي آثار الانفجار الذي أودى بحياة أقارب دهمان. ويمكن رؤية الدخان يتصاعد من المبنى المدمر الذي تحول إلى كومة من القطع الخرسانية والمعادن الملتوية، وسط تناثر الحطام عبر الشارع.

وقبل يومين فقط من القصف كان عم دهمان، الذي كان يعمل في إسرائيل، قد انتقل مع عائلته من منزلهم في منطقة الشيخ زايد شمال غزة إلى منزل شقيقته، بعد اشتداد القصف هناك. وكانت عمة دهمان تعاني من مرض السرطان المزمن في ذلك الوقت.

وقبل أن يعلم دهمان بمقتل عائلته المأساوي، اتصل شقيقه به ليخبره أن منزله في مدينة غزة، الذي ولد ونشأ فيه، أصبح حطامًا.

وقال دهمان: “للأسف، تركت كل ذكرياتي ومتعلقاتي والهدايا التي أرسلها لي رؤسائي في العمل في هذا المنزل، وكلها ضاعت تحت الأنقاض الآن”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى