بلينكن: ما حدث في إسرائيل مَسّني بشكل شخصي كيهودي.. وأشعر بالقلق من تصاعد معاداة السامية

قال وزير الخارجية الأمريكي إن ما شهدته إسرائيل من هجمات يوم 7 أكتوبر الماضي مسه بشكل شخصي بصفته يهودي.

وخلال لقائه مع برنامج “كينغ تشارلز” على شبكة CNN تلقى بلينكن سؤالًا من المذيع يقول: “أنت يهودي ولذلك تأخذ الأمور الإسرائيلية بشكل شخصي”، وهو ما رد عليه وزير الخارجية بقوله: “هجوم حماس أحيا لديّ ذكريات شخصية أليمة، فزوج والدتي نجا من الهولوكوست، وجدي كان ملاحقاً من النازيين”.

معاداة السامية والإسلاموفوبيا

كما وصف بلينكن تصاعد معاداة السامية في الحرم الجامعي بأنه “مثير للقلق العميق”. وقال: “هذا شيء، كما تعلمون، ليس جديداً، لكنه تصاعد بشكل كبير منذ 7 أكتوبر الماضي”.

وأضاف: “أنا أيضًا منزعج للغاية بشأن نفس النوع من الكراهية والانتقادات اللاذعة الموجهة ضد الأمريكيين المسلمين والأمريكيين العرب”.

وتابع: “نحن نرى هذا في جميع الاتجاهات المختلفة، وعلينا أن نعود إلى مكان يمكن فيه للناس في جميع جامعاتنا أن يشعروا بالأمان ويعيشوا على طبيعتهم، ويقولون ما يؤمنون به.”

وردًا على سؤال حول النصيحة التي سيقدمها بشأن الكيفية التي يمكن بها للأشخاص ذوي وجهات النظر المختلفة مناقشة ما يجري باحترام، قائلًا: “ما نحتاج إلى إيقافه هو تجريد الآخر من إنسانيته.. علينا أن ندرك الإنسانية في بعضنا البعض. علينا أن نحاول أن نضع أنفسنا في مكان الآخرين. يجب أن يكون لدينا هذا الانفتاح الذهني وانفتاح القلب. وعندما يكون لديك ذلك، يمكنك التحدث عن أي شيء، حتى أصعب الأشياء”.

حماية المدنيين

من ناحية أخرى أكد بلينكن خلال البرنامج أن إسرائيل تتخذ بعض “الخطوات المهمة” لحماية المدنيين بشكل أفضل خلال هجومها على جنوب غزة، مشيرًا إلى أن القوات الإسرائيلية تستجيب لدعوته للعمل بشكل مختلف في هذه المرحلة من الحرب مع حماس عما فعلته من قبل في شمال غزة.

وأضاف: “قلت لهم بوضوح شديد عندما كنت هناك قبل أسبوع فقط، لا يمكن أن نسمح بتكرار ما حدث في الشمال في هجومكم على الجنوب خاصة فيما يتعلق بالضرر الذي لحق بالمدنيين”.

وتابع: “ما نراه هو مناطق حددتها إسرائيل بوضوح على أنها مناطق آمنة، حيث لن يكون هناك إطلاق نار أو قوات. ولقد شهدنا جهودًا للتأكد من أن الناس يعرفون أنهم بحاجة إلى الانتقال – ليس في المدينة بأكملها، ولكن في الأحياء المحددة فقط”. ووصف بلينكن ذلك بأنه أمر إيجابي.

أمر مؤلم

ومع ذلك، قال بلينكن إنه لا يزال هناك المزيد مما يتعين القيام به، واصفًا العدد الهائل من القتلى المدنيين في قطاع غزة الذي مزقته الحرب بأنه “أمر مؤلم”.

ودعا إلى إنشاء “ممرات آمنة” للمدنيين للانتقال “من المناطق التي يمكن أن تكون معرضة للخطر إلى الأماكن التي سيكونون آمنين فيها”، وشدد على ضرورة توفر ما يكفي من الغذاء والماء والدواء في مثل هذه الأماكن.

وقال بلينكن إن إدارة بايدن تتواصل مع الحكومة الإسرائيلية “كل يوم”. وهم يعملون “يوميًا.. أو حتى كل ساعة في بعض الأحيان” لاستئناف المفاوضات من أجل إعادة الرهائن المتبقين الذين تحتجزهم حماس إلى ديارهم.

وأضاف: “إنها ليست مسألة أرقام. هؤلاء أناس حقيقيون، يمتلكون حياة حقيقية، وعائلات حقيقية انقلبت حياتهم رأسًا على عقب. وكشف بلينكن: “لقد حصلت على صور لهم جميعًا”.

وتابع: “إنه أمر حقيقي بالنسبة لي، إنه حقيقي بالنسبة للرئيس، ونحن نعمل على هذا الأمر. ولكن من المؤسف أن حماس توقفت عن إطلاق سراح الرهائن. لقد تراجعت عن التزاماتها تجاه إسرائيل وكل الأطراف المعنية”. وأضاف: “خلاصة القول هي أنهم اختاروا إنهاء عملية إطلاق سراح الرهائن. وعليهم أن يختاروا البدء من جديد”.

التدخل الأمريكي

واعترف بلينكن بأن المشاركة الأمريكية في قضايا مثل أوكرانيا والصين قد تبدو بعيدة عن الشعب الأمريكي. ومع ذلك أكد أن لها تأثيرًا على الناس في الولايات المتحدة.

وقال: “عندما لا نكون منخرطين في هذه القضايا، عندما لا نتولى القيادة، فعادة ما يحدث أحد أمرين: إما دولة أخرى تملأ الفراغ أو فراغ القيادة”.

وأضاف: “بطريقة أو بأخرى، سيعود ذلك ويضربنا، وسينتهي بنا الأمر إلى بذل المزيد من الجهد، ودفع المزيد، وربما نعاني أكثر إذا تركنا هذه الأشياء دون تدخل”.